الاثنين 1 آب 2022 09:34 ص

"أبي يا نبع العطاء"


في مثل هذا اليوم وُلد معلّمي وملهمي وتاج رأسي.

وُلد من أعطاني الأمان والطمأنينة والحنان، ومنحني حسّ المسؤولية.
وُلد من وجّهني نحو الطريق القويم، ونمّى عندي العقل السليم، ودلّني على طرق الخير العميم.
إنّه أبي الفقيه بخبرته، الموجّه بحكمته، الثاقب بنظرته، الصائب بمرونته، العصيّ على الصعاب بشكيمته.
أبي، ومن بعدك أصبحت المسؤوليّة مثل الحمل الثقيل، وصرنا نبتغي الصبر الجميل، لعلّ الوقت المناسب يأتي ليشفي الوضع العليل. 
علّمتني يا والدي الصبر على المكاره، والعزم على مواجهة الأمر العصيب، وأن أواجه كلّ كاره للحقّ ولو كان نسيب. 
علّمتني الكثير الكثير وقلتَ لي مقولة لن أنساها:
"ما زال الرجل عالمًا ما طلب العلم، فإذا ظنّ أنّه قد علم فقد جهل". 
صدق رسول الله وأصبتَ يا أبي. فلقد كنت النبراس الذي نهتدي به إلى سبل النجاة.
لقد كنت المربّي الفاضل لمواجهة صعاب الحياة، وستبقى الشعلة المضيئة في حياتي حتّى الممات.  
أبي يا نبع العطاء.. يا وهج البهاء.. يا فجر الضياء.. بفضلك ارفع رأسي للعلاء.. وأنادي ربّ السماء أن يرفع عنّا كلّ كرب وبلاء.
رحمك الله يا نور قلبي ومفتاح عقلي، يا مرشدي إن ضللتُ الطريق، ويا دليلي في منجاة الغريق، ويا سلسبيلي لإطفاء كلّ حريق.
وستبقى ذكراك خالدة في أعماقي إلى يوم ألقاك حينها لا ينفع مال ولا بنون إلّا من أتى الله بقلب سليم.

ولدك وتلميذك:

القاضي جمال ديب الحلو

المصدر :جنوبيات