لا تُعطي أحدًا أكثر من حجمه لأنّك إن فعلت سيُصاب هذا المُعطى بالتهاب بالغدّة النخاميّة، وعندئذ لا ينفع الحجم ولا الوزن ولا اللون ولا الطعم. عندها تتشاكل الأفكار المبتكرة، فيعيش حالة الدوار، مثله كمثل العطّار، يحمل أسفارًا.
ليست الـــســـعــــادة بــــالأمـــــوال ولا بـــالـــقـــصــــور، ولا بــــالـــخــــدم والـــحشـــــم، ولــــكــــن بـــسعـــادة الــقـــلــــب. وإنَّ أقــــرب طـــريق إلـــى ســـعـــادة الــــقــــلب أن تُـــدخــــل الـــسعـــــادة عــلــــى قــــلـــوب الـــنـــاس.
وإنَّ أكــــبــــر الـــلــــذّات لـــــذّة الإحــــســـان، فــمــــن أراد مــنــكـــم الســـعــــادة يـــجـــدهـــا عــلــــى وجـــــوه مــــن تــــولـــــيــــهـــم الإحــــســــــان.
فمن سلَّم أمره لله أغناه بغير سبب، وأعزّه بغير عشيرة، وشرّفه بغير منصب، وآنسه بغير صاحب. فارفع يديك إلى الله مناجيًا، إنّ الجروح مع الدعاء تطيب.
اللهمّ إنّا نستغفرك من جميع ذنوبنا، صغيرِها وكبيرِها، ونستغفِرُك عدد ما طاوعتنا أنفسنا على ارتكاب الذنوب، ونستغفِرُك عدد أيّام حياتنا. ونستغفِرُك حتّى يملّ القمر، وحتّى تطلع الشمس من مَغربها. نستغفرك عدد ما استغفرَ المُستغفرون، وعدد ما سبَّح المُسبِّحون، وعدد كلّ صغيرٍ وكبيرٍ في الكَون، ونستغفِرُك حتّى تغفر لنا وتُدخلنا الجنّة برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهُمّ اغسل قلوبنا من أوجاعها، وارزقنا من فيض كرمك سعادةً لا تنقطع، واشرح صدورنا ويسّر أمورنا.
اللهمّ صبّحنا صباحًا تنشرح فيه الصدور، وتُقبل فيه التوبة، وتتّسع فيه الأرزاق، يا خير من سُئل، وأكرم من أعطى، يا حيّ يا قيّوم برحمتك نستغيث فأصلح لنا شأننا كلّه.
آمين يا ربّ العالمين.
القاضي م جمال الحلو
