الجمعة 12 آب 2022 21:27 م |
إدراك قيمة الألوان ضمن الإيقاع البصري في لوحات الفنان سيمون حبيب صفير |
* جنوبيات
يرتبط مفهوم الألوان في لوحات الفنان «سيمون حبيب صفير» (Simon Habib Sfeir) بالموسيقى الضوئية، وبحاسة اللمس بصريا المرتبطة بالتدفق اللوني والتلاعب بالضوء. إذ يمنح الفنان «سيمون صفير» لوحته لمسة تلقائية وعلى عدة مستويات بين السماكة والشفافية ومفارقتهما الإيجابية والسلبية، وبثنائية التماوجات التي تتشظى من خلالها الوحدات أو النبرات الإيقاعية، وبفسيولوجية تتضمن عدة نقاط لإيقاعات ومراحل هي تدرجات مختلفة لأصوات اللون والضوء معاً بعيداً عن الضوضاء والتوازيات بين الأشكال المختلفة في مراحلها التجريدية، رغم التشكلات ذات التخصصات الإيقاعية المشحونة بترددات كل لون، وتأثيره بصريا على ذهن المتلقي، لهذا من يتأمل لوحات الفنان «سيمون صفير» لا بد وأن يملأ رئتيه بشهيق طويل وزفير قصير، وبكفاءة الأنفس التي تشعر بسعادة غامرة، سببها الضوء المتغلغل بين الألوان وفق تراتيبية هي إيقاع يستغله، ليمنح لوحته جمالية خاصة لإيقاعات مشحونة يمكن من خلالها إدراك قيمة الألوان ضمن الإيقاع البصري حيث تتمدد الأشكال تحت تأثير الأبعاد المرئية والأخرى الوهمية، ومن خلال الموسيقى الداخلية المتوائمة مع النبض اللوني ضمن الفضاءات التي تتسع لا شعوريا عند التغلغل في التفاصيل، وبحيوية منتظمة ومتجانسة، تؤسس لبنية تجريدية هي واقع اشتقاقي لصور متخيّلة ترفع من قيمة الإيقاعات، بما يتناسب بصريا مع جوهرية كل مسافة تنفصل من خلالها الألوان وتندمج مرة أخرى، إلا أنها وفق طبيعة حركية تنظيمية النغمة ما بين البارد والحار وفق شاعرية تشكيلية ذات منحى تكويني ينتج عنها ضوئيات أو الأحرى إشراقات من منظور جمالي يتجلّى في التناقض الحركي، ومنظور العمق بين الداخل والخارج بين السهولة التلقائية للريشة، وقدرة الفنان القادر على أن يكون أكثر حزما مع الألوان. بمعنى يعاند نفسه ليبعدها عن عاطفة اللون والانجرار خلفه، لينظمه في تجريد هو إدراك إيقاعي لخلق قوة بين التناظر والتناغم والتضاد، وهو سُنة الطبيعة في إطار استمرارية جماليتها في مشهد فني تشكيلي مؤطر في تحولات هي انقلابات جذرية للضوء المفاجئ، الذي يحثّه على الاستمرار في تشكيل يرتكز على الإيقاع ومستوياته، بصرف النظر عن السياق النغمي لكل لون تتضح من خلاله تشكيلات الضوء الممتعة للبصر، ليؤلف من خلال اللوحة سمفونية ذات جمالية بصرية تبهج النفس وتسمح للبصر بالاسترسال لبلوغ قمة الجمال الضوئي وتأثيراته على الألوان كافة وفق عدة مستويات نغمية. فهل كل نمط من أنماط اللون في لوحات الفنان «سيمون صفير» هو أداة تجذب البصر نحو العمق لتستريح النفس عند رؤية اللوحة ؟ المصدر :اللواء - ضحى عبدالرؤوف المل |