السبت 13 آب 2022 10:17 ص |
الترسيم البحري: ما حقيقة لغز البلوك 8؟ |
* جنوبيات ما زال لبنان يتأرجح بين هبّة ساخنة عند سفر الوسيط الأميركي آموس هوكستين، وهبّة باردة عند عودته. أمّا نتائج جولاته المكّوكية فباتت تتأرجح حول تراجع إسرائيل عن مطالبتها باقتطاع أجزاء من البلوك 8 مقابل تنازلها بالكامل عن المكمن المحتمل في البلوك 9 (قانا)، وهي “الهديّة المسمومة” التي قدّمها هوكستين ورفضها لبنان. ولكن قبل استعراض الموقف الإسرائيلي وما يترتّب عليه من تطوّرات، تُثار جملة تساؤلات بنهكة الاتّهامات للطبقة السياسية في لبنان حول البلوك 8، وما جرى ويجري بشأنه، والحديث عن وجود قوى وشخصيّات لبنانية تدفع باتّجاه القبول “بهديّة هوكستين”، وهي: – ماذا يوجد في البلوك 8؟ وما صحّة المعلومة التي ذكرها أحد المسؤولين في معهد المسح الجيولوجي الإسرائيلي في مداخلة له خلال أحد المؤتمرات، وتفيد بأنّ المنطقة الواقعة على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع قبرص (تضمّ البلوك 8)، تحتوي على مخزونات كبيرة من الغاز، وتقدّر كميتها بحوالي 300 – 400 مليار متر مكعّب؟
– لماذا تمّ استثناء البلوك 8 وجزء بسيط من البلوك 2 المحاذي للحدود السورية من المسوحات الثلاثية الأبعاد، علماً أنّ شركتين قامتا بالمسوحات هما “سبكتروم” و”بي.جي.إس”، وفي أوقات مختلفة، كما يوضح الرسم المرفق المنشور على الموقع الرسمي لهيئة إدارة قطاع البترول؟ ولماذا تجاهل المسؤولون هذه المسألة طوال السنوات الماضية؟ – كيف تمتلك إسرائيل نتائج المسوحات لجزء من المنطقة الاقتصادية الخالصة اللبنانية؟ فهل تولّت هي أعمال المسح، وتلك فضيحة؟ أم نفّذت “سبكتروم” و”بي.جي.إس”المسوحات فعلاً، لكنّهما سلّمتا النتائج إلى إسرائيل وليس إلى لبنان، وتلك فضيحة أكبر؟. السؤالان يثبتهما إعلان الوزير جبران باسيل سابقاً أنّ “الداتا” موجودة لدى إسرائيل مطالباً بتسليمها إلى لبنان.
– وهل صحيح أنّ شركات النفط الدولية، وخاصة الأميركية منها، هي التي ضغطت لاستبعاد البلوك 8؟ حرق أوراق قوّة لبنان بانتظار إجابات واضحة على هذه التساؤلات من قبل المسؤولين بدلاً من تقاذف المسؤوليّات وتغطية “السموات بالقبوات” كما هي العادة اللبنانية الشائعة، نستعرض الاحتمالات الممكنة لتطوّر المفاوضات، والتي يمكن اختصارها في احتمالين هما: ـ الإحتمال الأوّل: التصلب الإسرائيلي تمسّك إسرائيل بربط التنازل في البلوك 9 ومكمن قانا بالحصول على تعويض مناسب في البلوك 8. وما يعزّز هذا الاحتمال أنّ التنازل مكلف من الناحية السياسية لأنّه يشكّل انتصاراً واضحاً لحزب الله بعد التصعيد المدروس من خلال المسيَّرات وتحديد شهر أيلول مهلة نهائية لتوقيع الاتفاق. والمرجّح في هذه الحالة أن تلجأ إسرائيل إلى المماطلة وشراء الوقت بحجج مختلفة كالإنتخابات وحلّ عشرات النقاط التفصيلية في الاتفاق العتيد. أمّا بالنسبة إلى مهلة أيلول التي وضعها حزب الله، وهي موعد بدء الاستخراج من حقلَيْ كاريش وتانين، فيبدو أنّ بعض المسؤولين الإسرائيليين تعمّدوا تسريب معلومة عن الإستعداد لتأجيل بدء الاستخراج إلى “ما بعد أيلول” باعتبار أنّ التداعيات السياسية السلبية للتأجيل ستكون أقلّ بكثير من تداعيات التنازل عن البلوك 8، بعد التنازل عن مكمن قانا. أمّا الخسائر الماليّة الناجمة عن التأجيل فيمكن تحمّلها،خاصة أنّ إنتاج حقلَيْ كاريش وتانين يعتبر محدوداً مقارنة بحقلَيْ تمار ولفياتان. تراهن إسرائيل على أنّ التأجيل سيفتح المجال لحدوث تطوّرات قد تؤدّي إلى حرق أوراق القوّة اللبنانية.
المصدر :جنوبيات |