تناول الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك أسباب نأي لبنان بنفسه عن الحروب المستعرة في الشرق الأوسط،متطرقاً إلى الشأن الرئاسي مشيداً في السياق بدور المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
وفي مقالٍ مطوّل نشرته صحيفة “إندبندنت” البريطانيّة، نأخذ منه ما يتعلق باللواء ابراهيم ورئاسة الجمهورية فقط، أنه: “في غياب الرئيس، الرجل الأقوى في لبنان هو اللواء عباس ابراهيم، الشيعي وصديق قطر. الرجل معروف بشجاعته، فقد أدّت مساعيه إلى تحرير العسكريين الذين كانوا محتجزين لدى جبهة النصرة”. وأضاف: “كلما أراه (رأيته مؤخرًا في قطر) أطلب منه أن ينتبه إلى حياته، فهو رجل شجاع ويمكن أن يكون هناك عدد من الناس الذين يرغبون بالتخلّص منه”.
وأضاف: “عندما كان رئيس فرع مكافحة الإرهاب والتجسس في مديرية المخابرات في الجنوب، كانت مهمته التواصل مع الجماعات المسلحة في المنطقة. كان يمشي وحده ليلاً في مخيم عين الحلوة للتفاوض مع عناصر تنظيم “القاعدة” التي كان يزعمها أسامة بن لادن. إنّه يستحق البقاء على قيد الحياة”.
ويرى فيسك أنّ رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون يقترب من تحقيق طموحه بأن يصبح الرئيس اللبناني. وقال: “لقد كان قائد الجيش في التسعينيات ودخل حربًا مع الجيش السوري، لكن بعدما استشهد مئات من العسكريين، هرب إلى السفارة الفرنسية في لبنان ومن هناك إلى المنفى في فرنسا. ثمّ عادَ منتصرًا إلى لبنان ليصبح صديقًا للرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله”.
وتحدّث فيسك عن “الصدمة السنية”، حيث قال: “إنّ الرئيس سعد الحريري وبعد زيارته لفرنسا والمملكة العربية السعودية، أعلن دعمه لعون، والحريري نفسه يحمّل النظام السوري مسؤولية اغتيال والده”. وقال فيسك: “الحريري يدعم الرجل المتحالف مع النظام الذي يعتقد الحريري أنّه قتل والده. هل هذا لأنّ الحريري يريد أن يصبح رئيس حكومة مجددًا؟ حتى لو كان رئيس حكومة عون؟!”. ولفت إلى الرئاسة الثانية في لبنان للشيعة، وكتلة بري الذي لم يوافق على وصول عون إلى سدّة الرئاسة، مؤلّفة من 13 نائبًا يستهان بموقفها.
وختمَ فيسك بالإشارة إلى أنّ ثبات لبنان يعود إلى الحرية والتعليم والتقاليد فيه، بالرغم من الطائفية المتجددة فيه عند كلّ إستحقاق، وقال: “النظام المؤلف من طوائف مختلفة ولا تريد حربًا أهلية، وهذا ما يسمّى بالميثاق الوطني”.