الجمعة 19 آب 2022 19:39 م |
الارض تشهد طقسا متطرفاً.. حرائق وجفاف مقابل سيول وفياضانات |
* سلام بدير منذ مطلع العام 2022 والعالم يشهد تقلبات مناخية حادة ومتطرفة تسببت في حالة من الذعر للكوكب كله. فقد ذكر العلماء أن هناك تزايدا في الأدلة على حدوث ظواهر جوية متطرفة مثل موجات الحر الشديدة والأمطار الغزيرة والجفاف والأعاصير المدارية. وما نشهده اليوم من موجات صقيع و حرائق غابات ليس إلا صورة مصغرة عما قد يسببه التغير المناخي. وحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، ستزيد قوة ووتيرة هذه العوامل مسببة أضرارا غير مسبوقة. فمنذ الثورة الصناعية وخاصةً بعد منتصف القرن العشرين، بدأت الأنشطة البشرية تساهم بشكل أساسي بتفاقم هذه الظاهرة من خلال انبعاثات الغازات الدفيئة المؤدية إلى الاحتباس الحراري. اما الأسباب الطبيعية فهي لا تشكل الا جزءاً صغيراً جداً من مجمل الاسباب، حيث ان سرعة تأثيرها ومفعولها لا يوازيان قوة الاحتباس الحراري الذي نشهده اليوم. منذ بداية شهر كانون الثان 2022، قضت الحرائق على 662.776 هكتاراً من الغابات في الاتحاد الأوروبي وفق البيانات التي حدّثها يوم الأحد 14 آب 2022 نظام المعلومات الأوروبي حول حرائق الغابات. ونشرت صحيفة الغارديان تقريراً رصد أسوأ الأماكن التي تشهد تلك الحرائق غير المسبوقة حالياً، وأبرزها اليونان وتركيا وإيطاليا وروسيا والولايات المتحدة وكندا. فيما تضرب موجة فيضانات عارمة عددا من دول العالم، وأسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى، و ألحقت السيول أضرارا بالغة بالمنشآت والطرق والمباني السكنية.
تعاني أوروبا من ارتفاع حاد في درجات الحرارة، مما كشف مجاري الأنهار وأدى إلى فرض قيود على استخدام المياه في العديد من المناطق، بما في ذلك المملكة المتحدة. وحذر علماء المناخ من أن الظروف الجوية القاسية مثل الجفاف وموجات الحرارة وحرائق الغابات أصبحت أكثر شيوعًا.
في وسط أوروبا، استغرق رجال الإطفاء أكثر من عشرة أيام في تموز للسيطرة على أكبر حريق في تاريخ سلوفينيا الحديث، لكن المنطقة الأشد تضرّراً من الحرائق هي شبه الجزيرة الإيبيرية. فقد شهدت إسبانيا، التي سيطر عليها الجفاف مثل فرنسا بسبب عدّة موجات حرّ هذا الصيف، دمار 245.278 هكتاراً جراء الحرائق، خصوصاً في غاليسيا في الشمال الغربي.
ومن بين الحرائق الأكبر، “بوتليغ فاير” في ولاية أوريغون الذي أتى في أسبوعين على ما يعادل مساحة مدينة لوس أنجلوس من غطاء نباتي وغابات. واعلن وزير الداخلية والجماعات المحلية في الجزائر كمال بولجود عن مقتل 26 شخصاً من جرّاء حرائق الغابات شرقي البلاد بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي لامست 50C والتي تسببت بقطع طرق ، واستنفار 700 عنصر من قوات الدفاع المدني لإخماد سلسلة الحرائق المندلعة.
اما على صعيد الفيضانات، ففي الصين، تضرب وسط البلاد فيضانات أسفرت حتى الآن عن مقتل 302 شخص على الأقل منذ تموز وفق سلطات مقاطعة خنان. وسقطت خلال ثلاثة أيام على تشنغتشو أمطار توازي معدل متساقطات سنة بأكملها، وهو أمر غير مسبوق بحسب سجلات الأرصاد الجوية.
وفي باكستان، أعلنت السلطات ارتفاع حصيلة قتلى الأمطار الموسمية والفيضانات المفاجئة التي اجتاحت البلاد على مدى أكثر من 5 أسابيع إلى 304.
وأعلنت السلطات السودانية ارتفاع عدد ضحايا الأمطار والسيول إلى 75 قتيلاً، فيما أُعلنت محلية “المناقل” في ولاية الجزيرة وسط البلاد منطقة كوارث.
كما أودت الأمطار الموسمية الغزيرة في الهند بأكثر من 230 شخصًا، وتسبّبت بفيضانات وانزلاقات للتربة في النصف الثاني من تموز. المصدر :قناة المنار |