السبت 27 آب 2022 16:47 م |
عدوان أطلق مشر وع تحويل مرج بسري الى محمية طبيعية: تجربة السدود فاشلة ولا يمكننا ان نحول لبنان الى سياحة سدود |
* أحمد منصور
أعلن نائب رئيس حزب القوات اللبنانية، النائب جورج عدوان، ومن باحة كنيسة السيدة العجائبية في منطقة بسري، المحاذية لموقع مرج بسري، أنه تقدم بإقتراح قانون الى مجلس النواب بتحويل مرج بسري الى محمية طبيعية، منددا بسياسة السدود العشوائية في لبنان، والتي اثبتت ان تجربة السدود كانت فاشلة، مؤكدا انه لا يمكننا ان نحول لبنان الى سياحة سدود، خصوصا وان السدود تغور فيها المياه، مشيرا الى ان لبنان واحات طبيعية وبيئية، معربا عن أمله اننا امام معركة كبيرة يجب ان نخوضها وهي، معركة مرج بسري .
وكان توجه عدوان فور وصوله الى المكان، الى كنيسة السيدة العجائبية التاريخية، حيث استمع من كاهن الرعية الأب سام اسكندر لتاريخ الكنيس الذي يعود لمئات السنين، فيما اعرب عدوان عن اعجابه بالكنيسة وزخرفتها . وحيا عدوان الجمعيات البيئية، ورئيس جمعية الأرض بول ابي راشد، الذي كان ينسق معنا ومع كل الجمعيات، والدكتورة يزبك ساهمت معنا بهذا المشروع، واقتراح القانون هذا، وقبل ان نقدمه، تشاورنا مع العديد من الجمعيات البيئية، الاستذ كنعان من جزين، وهنا أحي جميع الجمعيات فردا فردا، فأنتم فاعلين وكثر، ولولا انتم لما استطعنا ايقاف مشروع السد، وبدونكم لن نستطيع ان نحول هذا المشروع ( السد) الى محمية، والذي هو موضوعنا اليوم . وأضاف "من قرى جزين الى قرى الشوف، وكل الذين يتضامنون معنا في كل لبنان، من محبي البيئة، أقول لكم، اننا سويا أوقفنا المشروع، ومعا سنحول هذه المنطقة الخضراء الى جنة فعلية، الى محمية، ونحن تقدمنا منذ يومين بإقتراح قانون وفقا لكل المتطلبات الجديدة، التي صدرت في القانون 2019، حول انشاء المحمية، ووضعنا اقتراح القانون بشكل ان يكون متوافر ومتلائم مع المعطيات، حتى نستطيع بأسرع وقت ممكن ان نعمل لإقراره، وهنا لا بد من الاشارة الى ان اللقاء الديموقراطي كان تقدم بإقتراح قانون بنفس الاتجاه، ونحن على تنسيق وتواصل كامل، ونضم جهودنا، لأنه عندما يضع الجميع يدهم مع بعضهم البعض بالخير وللمشاريع البناءة، نستطيع عندها ان نبني وطننا الذي يقوم على سواعد كل الناس، وعلى تفاهم كل المواطنين وكل المخلصين، فالوطن يعاني اليوم، وعلى كل اللبنانيين الاحرار والمخلصين يضمون كل جهدهم لبعضهم، ليس فقط في المشاريع البيئية، لأنه بالنهاية لبنان وطننا، وثروته وطبيعته وأرضه وترابه لنا جميعا، وواجباتنا ان نكمل المسيرة، ووعدنا اننا سنكملها معا ويدا بيد، لأن من لديه وطن مثل لبنان، من الحرام ان يضحي بذرة تراب من ترابه ." وتابع عدوان" ان معارضتنا للسد، كانت مبنية على أمور علمية، وليس من منطلق كيدي، نحن عارضناه، لأن المعطيات العلمية والبيئية والتقنية، لا تسمح ان نقيم السد، فعندما فكروا بالسد، لم يوضع دراسة للأثر البيئي، نحن اليوم ولحسن حظنا، انه حضر معنا في اللقاء رئيس لجنة البيئة النيابية النائب غياث يزبك، فالبيئة اليوم تأخذ اكبر اهتمام ممكن في كل بلدان العالم، واليوم يجب أن تأخذ الاهتمام الكافي في لبنان، ففي بلدان العالم، ليس هناك من قانون او مشروع او بلدية او طريق تشق، الا وتتم وضع دراسة الاثر البيئي الذي يفرضه القانون . وهنا للأسف لم يتم دراسة الأثر البيئي، ولم يتم دراسة التربة، وان تجربة السدود في لبنان كانت فاشلة، اذ ليس هناك من سد انشئ في لبنان، (المسيلحة وكلفته 95 مليون دولار، بريصا 27 مليون دولار، القيسماني 30 مليون دولار، جنة 750 مليون دولار، بقعاتا 120 مليون دولار ، بلعة 90 مليون وحدث ولا حرج ..) لذلك نريد ان نتحدث بالعلم، فكل الدراسات في لبنان أظهرت ان المياه في لبنان هو خزان للمياه الجوفية، وأكبر برهانا على ذلك، انه اذا كان هناك اربع ابار ارتوازية في اماكن مختلفة، كانت تحفر في منطقة المرج، على ارتفاع 120 متر، تفجرت المياه وتدفقت، وهذه دليل كبير، وهي مياه عذبة، وان كلفة استخراجها لا تشكل 10 % من السدود، وللأسف ان مياه السد التي كانت ستؤمن، كانت ستختلط بمياه سد القرعون، والمسؤول عن مصلحة الليطاني الذي يتبع عمله الدكتور سامي علوية، قال حرفيا:" يلزمنا 7 او 8 سنوات حتى نتمكن من استعمالها بسبب التلوث الذي تشكو منه ." واعتبر عدوان "ان السد لا يؤمن المتطلبات، بين نتائج المشروع وكلفته وآثارهه، ان ستة ملايين متر مربع من الطبيعة الخضراء، ماذا يمكن ان يوازيها؟ لا شيء في العالم"، معتبرا انه لا يمكننا ان نحول لبنان الى سياحة سدود، خصوصا وان السدود تغور فيها المياه، مؤكدا ان لبنان هو واحات طبيعية وبيئية، لافتا الى وجود "معركة كبيرة يجب ان نخوضها وهي، معركة مرج بسري ."
وتوقف عدوان عند محمية الأرز، فأكد انها تحافظ على البيئة وعلى السياحة، مشيرا الى انه افضل طريق للحرائق، والتي كان آخرها في هذه المنطقة، وهي ان يكون عندنا اولا دولة . ورأى ان المحميات هي الوسيلة الأفضل حتى نستطيع معالجة قضايا البيئة . وحول الاستملاكات والاموال التي دفعتها الدولة، قال عدوان: هذا السبب الذي يدفعنا الى اقامة محمية، لأن هذه الأراضي لم تعد املاكا خاصة، بل اصبحت ملك الدولة، وعلينا ضمها الى مشاعات بقية القرى، وجميعها سوف تشكل هذه المحمية، التي سوف نورثها لأولادنا كما ورثناها عن أهلنا وأجدادنا، وسوف نحسنها، وفقا للدراسات البيئية والتنوع البيئي، لافتا الى ان موقع مرج بسري هو من المواقع الثانية في لبنان، الذي تمر عليه الطيور المهاجرة، فضلا عن الاثار البيئية في موقع السد، حيث تقع الكنيسة التي زارها البطريرك، واطلق منها مجمع 1841، حيث عقد فيها مصالحة على اثر الاحداث، فالمطلوب القيام بجهود كبيرة، حتى نتمكن وبأسرع وقت ممكن إقرار هذا القانون ليتحول المرج الى محمية طبيعية، ونبدا العمل فيه كمحمية، معتبرا ان المحمية هي التي تحافظ على منع الحرائق، لأنه يكون عندها بشكل دائم حراسة ووجود احاطة لكل مساحتها، فالمحمية هي التي تحافظ على الأرض الزراعية وطريق استعمالها والأماكن الأثرية، فكل هذه الأمور هي في عهدة مسؤولية مجلس النواب، وسوف يكون هناك جهد يومي ومستمر، حتى نستطيع تحقيق هذا المشروع . ودعا الى العودة الى الاجراءات والتدابير المأخوذة منذ العام 1943، من مراسيم وقرارات وزارية، والتي كانت مهمة جدا نظرا لوجود دولة في ذاك الوقت، مشددا على اهمية المحافظة على هذا المرج، منددا بالعمل العشوائي المدمر للبيئة والثروة الطبيعية في لبنان، مشيرا الى اهمية اطلاق هذا المشروع (الاقتراح) من موقع مرج بسري، وليس من مجلس النواب، لأنه اقتراحكم جميعا، وكل شخص منكم معني به مباشرة، ونحن جئنا لنضم صوتنا الى صوتكم، ونمد يدنا لكم، لأن نضالكم وتضحياتكم وتصميمكم، هو الذي ينجح المشروع بتكاتفنا جميعا، ونحن اليوم جئنا لنكمل العمل البيئي المستمر الذي بدأه الشباب والجمعيات، رغم كل الصعاب .
المصدر :جنوبيات |