الاثنين 5 أيلول 2022 10:21 ص |
«الصهيونية» تُجدد اللقاء بعد 125 عاماً في «مكان الولادة» بازل .. دوافع وهواجس إسرائيلية لعدم عقد المُؤتمر في فلسطين المُحتلة! |
* جنوبيات أعادت «المُنظمة الصهيونية العالمية»، تنظيم عقد «المُؤتمر الصهيوني»، تزامُناً مع مرور 125 عاماً على عقد «المُؤتمر الصهيوني الأول»، في 29 آب/أغسطس 1897.
لم يكن عبثياً اختيار المكان والتاريخ ذاته، الذي شهد عقد المُؤتمر في مدينة بازل السويسرية، وتحديداً في قاعة «شتاتكاسينو»، مُركزاً على استرجاع مُصطلح «الصهيونية»، بعدما طغى سماع كلمة «حالمٍ أو واهم!».
المُفارقة أنه حينما دعا مُؤسس «المُنظمة الصهيونية العالمية» تيودور هرتزل - قبل أن يُصبح رئيسها التأسيسي - إلى عقد أول «مُؤتمر صهيوني»، كان اختيار مدينة بازل السويسرية، مكاناً لذلك، والتوصية بـ»إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين»، عُمل على مدى 51 عاماً، على تحقيق الحلم اليهودي فأُعلن عن قيام الكيان الإسرائيلي المُغتصب لأرض فلسطين في العام 1948، والقائم مُنذ 74 عاماً.
- في ظل حالة التأزم داخل المُجتمع الإسرائيلي، الذي ينحو أكثر إلى مزيد من التطرُف اليميني، وهو ما انعكس بين أحزابه السياسية، ومسؤوليه تسابُقاً بالإمعان بسفك الدماء الفلسطينية وهضم الحقوق.
- إمعان الاحتلال بنقل أزماته بارتكاب المزيد من الجرائم والتهويد والاستيطان في القدس والضفة الغربية، وحصار قطاع غزة، ورفض عودة اللاجئين، الذين اقتُلعوا من أرضهم إليها، وفقاً للقرار الدولي 194. هذا في وقت يسعى فيه المسؤولون الصهاينة، إلى التسويق أمام العالم، مظلومية المُجتمع الإسرائيلي، لتأليب الرأي العام ضد الشعب الفلسطيني وقياداته، وليس استغلال الحملة ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بما تحدث عنه خلال زيارته ألمانيا عن مذابحٍ نُفذت بأيدي المُحتل الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، إلا دليلاً على تزوير الحقائق.
يعتبر «الصهاينة» أن «الدولة اليهودية» أصبحت أمراً واقعاً، وتحقق الحلم بإقامتها، وها هي تستعد للاحتفال في العام المُقبل بالذكرى الـ75 لإقامتها على حساب نكبة الشعب الفلسطيني، والسعي القائم لتحويلها إلى «دولة يهودية». في العودة إلى المُؤتمر، فقد ركّز المُشاركون فيه على 2000 عام في المنفى، وما تعرضوا له من «هولوكوست» في مُحاولة للتأكيد على دفع اليهود في العالم - البالغ عددهم حوالى 15 مليون نسمة، غالبيتهم يُقيمون في الولايات المُتحدة الأميركية - إلى الانتقال إلى الكيان الإسرائيلي والمُشاركة في الحياة السياسية فيها، على اعتبار أن «الصهيونية» هي قصة حلم الشعب الإسرائيلي في «دولة صهيون» المزعومة، وأن «إسرائيل»، هي النموذج لذلك، وهي جُزء من الصهيونية. تقدم المُشاركين في المُؤتمر: رئيس الكيان الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، الذي طالب باسترجاع مُصطلح «الصهيونية» مرة أخرى، وترجمة الشعارات بصورة إيجابية، والمُشاركة بشكل فعال في تجسيد رؤية تاريخ «دولة إسرائيل»، بعدما تحقق الحلم الذي تحدث عنه هرتزل.
كذلك، رئيس جهاز «المُوساد» السابق يوسي كوهين، الذي شدد على أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي يُعتبر جُزءاً من «الصهيونية» المُتحققة في «إسرائيل»، وساهم في توجيه ضربات إلى أعدائها.
لا شك أن اختيار عقد المُؤتمر في بازل، رسالة من «الصهيونية» إلى أوروبا باستجداء استمرار دعمها، لما قامت به من دعم إقامة وطن قومي للشعب اليهودي تحت ذريعة «الدين والتوراة»، علماً بأن «الحركة الصهيونية» علمانية. المصدر :اللواء |