أقامت دائرة شؤون اللاجئين بـ"منظمة التحرير الفلسطينية" ولجانها الشعبية مهرجاناً وطنياً كبيراً لتكريم 770 طالب وطالبة من أوائل الثانوية العامة في قطاع غزة للعام الدراسي 2021/2022، تحت رعاية الرئيس محمود عباس وبإشراف عضو اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" رئيس دائرة شؤون اللاجئين الدكتور أحمد أبو هولي، وذلك في قاعة المؤتمرات الكبرى بجامعة الأزهر.
يأتي المهرجان التكريمي تقديراً لجهود طلبة الثانوية العامة المتفوقين لهذا العام وحصولهم على أعلى النتائج المشرفة، حيث سيتم توزيع عليهم المكرمة الرئاسية المقدمة من الرئيس محمود عباس.
حضر المهرجان الذي حمل اسم "حرّاس الهوية" الدكتور أحمد أبو هولي ومحافظي المحافظات الجنوبية ولفيف من قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية ورؤساء الجامعات ورؤساء وأعضاء اللجان الشعبية ورؤساء الجمعيات الأهلية والشخصيات الاعتبارية والمخاتير ورجال الإصلاح وحشد كبير من أهالي وعائلات الطلاب المتفوقين المُكرمين.
تخلل المهرجان فقرات أدبية وفنية متنوعة بمشاركة الفنان محمد الديري وفرقة الشاويش للدبكة الشعبية وفرقة الفن الوطني بقيادة الفنان فضل اللي والطفلان الموهوبان رمضان ووليد أبو جزر اللذان قدما فقرة شعرية مميزة.
وقال الدكتور أحمد أبو هولي: "أشكركم جميعاً على حضوركم ومشاركتكم في هذا المهرجان المتواضع لتكريم هذه الكوكبة من أبنائنا وبناتنا المتفوقين الذين تميزوا وحصلوا على أعلى الدرجات العلمية، واسمحوا لي أن أنقل لكم تبريكات وتهاني الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية".
وأضاف الدكتور أبو هولي: "إننا اليوم نقف أمام نماذج مشرفة من أبنائنا وبناتنا الطلبة الذين تحدوا وبفضل الله كل الظروف الصعبة من انقطاع الكهرباء والفقر والبطالة، وتحدوا الظروف النفسية أمام هذا الواقع المأزوم وهم يعلمون أن آلافاً من الخريجين عاطلين عن العمل، وعاشوا الحصار والحروب والقصف المتواصل، ولكنهم أثبتوا أنهم فرسان المرحلة وأبناء شعب الجبارين وأنهم عنوان العلم والمعرفة ويستحقوا أن يطلق عليه لقلب " حرّاس الهوية".
وبيّن الدكتور أبو هولي "أن هذا التكريم من دائرة شؤون اللاجئين واللجان الشعبية للاجئين وهذا التحفيز من الرئيس محمود عباس بتخصيص مكافأة مالية إلى 770 طالباً وطالبة لمن حصلوا على معدل 97.4% فما فوق كمعيار في اختيارهم ولم يستثنَ من هذا المعيار أي طالب وطالبة تشجيعاً من سيادته لكم لمواصلة التفوق والإبداع والتميز والارتقاء نحو أعلى المستويات الأكاديمية".
وتوجّه الدكتور أبو هولي بالتهنئة إلى "أولياء الأمور على هذا الإنجاز العظيم وعلى تفانيهم وسهرهم الليالي الطوال ودعمهم اللامحدود من أجل راحة أبنائهم الطلبة من أجل أن يحققوا أعلى النتائج وأفضلها.
كما توجه بالشكر إلى أسرة التربية والتعليم بكافة مكوناتها وهيئاتها التدريسية على ما بذلوه من تعب وجهد في سبيل إنجاح مسيرة التعليم والتعلم".
وأكد الدكتور أبو هولي "أن استهداف الرئيس محمود عباس وهو يدافع عن الرواية الفلسطينية والحق الفلسطيني هو ظلم لتضحيات شعبنا الأعزل واستهداف لقرارات الشرعية الدولية التي أكدت على الحق الفلسطيني"، مشيراً أنه "إن أراد العالم العدالة عليه أن يعترف بهذا الحق وينفذ القرارات الدولية التي تنصف شعبنا".
وطالب الدكتور أبو هولي "المجتمع الدولي والعالم بأسره إلى التصويت لدولة فلسطين، كدولة كاملة العضوية والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتطبيق قرار 194 حق العودة والتعويض".
وعبر الدكتور أبو هولي عن رفضه للتمويل المشروط لدعم التعليم الفلسطيني الذي يستهدف المنهاج الفلسطيني لشطب الهوية الفلسطينية وتشويه الرواية التاريخية والتي دفع شعبنا الفلسطيني على مدار عقود قوافل من الشهداء والجرحى والأسرى والأرض والهجرة والشتات والتشرد والاغتراب.
فيما قال القيادي في الجبهة الديمقراطية صالح ناصر في كلمة الفصائل الفلسطينية: "أحييكم وأشكر حضوركم هذا المهرجان التكريمي المهيب الذي يقام تحت رعاية السيد الرئيس "أبو مازن" لتكريم أوائل طلبة الثانوية العامة للعام 2021 – 2022، وبإشراف الأخ العزيز المناضل الدكتور أحمد أبو هولي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين في المنظمة، واسمحوا لي باسمكم جميعاً أن أتقدم بالشكر والتقدير للسيد الرئيس لدعمه للعلم وتكريمه للطلبة المتفوقين، وهي رسالة دعم وإسناد لاستكمال مسيرتهم التعليمية وتفوقهم واكتساب المهارات، باعتبار هذا الجيل هو جيل بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، جيل العودة وتقرير المصير، جيل قادة المستقبل فبالعلم نرتقي".
وقدم ناصر التهاني والتبريكات إلى "الطلبة المتفوقين وذويهم بمناسبة تحقيق هذه النتائج المميزة رغم الظروف القاهرة التي تعرضت لها المسيرة التعليمية جراء جائحة كورونا والحصار والعدوان الإسرائيلي المتكرر على شعبنا"، مبيناً "أن الشكر موصول للمدرسين وهيئات التدريس عامة على ما بذلوه من جهد واهتمام بالطلبة لوصولهم لهذه النتائج المميزة التي أتت نتيجة طبيعية لتكامل الأدوار ما بين الطالب والأهل والمدرس".
ودعا ناصر "الحكومة الفلسطينية لدعم الجامعات والمعاهد الفلسطينية لإنقاذها من أزماتها المالية والتعجيل بالصندوق الوطني لدعم الطلبة مراعاةً للوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشه شعبنا، كما دعا إدارات الجامعات بخفض الرسوم الدراسية وتوسيع دائرة المنح والقروض للطلبة الجامعيين حتى يتمكنوا من استكمال مسيرتهم الجامعية".
وبيّن "أن شعبنا الفلسطيني يواجه منذ مئة عام ويزيد المجازر التي تستهدف وجوده، حيث مارس الاحتلال وما زال أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وفي المقدمة الإبادة الجماعية، عبر القتل الجماعي بشتى الوسائل بدءاً من القتل بالرصاص الحي ومروراً بالدفن للأحياء وصولاً للحرق عبر الأسلحة الحارقة والتستر على عمليات الحرق التي قامت وتقوم بها العصابات الاستيطانية حالياً من قبل العصابات الصهيونية ابان النكبة".
وأكد ناصر "أن شعبنا يواجه آلة الحرب والتدمير الاحتلالية بشكل يومي صامداً وموحداً على أرضه وسيناضل حتى نيل حقوقه المشروعة، ولن يسمح باقتلاعه وتصفية قضيته العادلة مهما كبرت وتعاظمت حجم المؤامرات، ولن يتحقق السلام إلا بقيام دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 67 وحق العودة وتقرير المصير لشعبنا على أرضه".
وأشار ناصر إلى "أن الحملة الإعلامية والسياسية المغرضة التي شنها الاحتلال ومناصريه على الرئيس"أبو مازن" بعد المؤتمر الصحفي في العاصمة الألمانية برلين أنها حملة منظمة ومبيتة وجرى الإعداد لها مسبقاً وهي تستهدف الحقوق الوطنية لشعبنا"،
وثمن موقف الرئيس "أبو مازن" الوطني الذي عبر وبحق عن الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ احتلالها لأراضيه وتشريد شعبنا منها والتي لا زالت متواصلة لحد الآن".
في حين قال الطالب كريم أبو كويك في كلمة الطلبة المتفوقين: "يطيب لي، ويشرفني أن ألقي كلمة طلبة الثانوية العامة الأوائل والمتفوقين، في هذا الحفل الكبير والبهيج والذي يأتي برعاية كريمة من الرئيس محمود عباس وبإشراف من الدكتور أحمد أبو هولي، والذي يعكس جليّاً اهتمامهم بالغ الأثر في نفوسنا ويعكس اهتمامهم بالطلبة المتفوقين ليكونوا سنداً حقيقياً لهم نحو مواصلة طريق العلم والمجد وبناء المستقبل".
وأضاف أبو كويك: "ربما تخوننا الكلمات والعبرات، ولكنه حفل يتحدث عن نفسه بهذا الحضور المميز، والذي يعطينا بريق الأمل بأننا نسير في الطريق الصحيح والسليم لمواصلة دروب النجاح والتقدم والتفوق وتحقيق المزيد من الإبداع والإشراق وصولاً لخدمة وطننا وديننا ومجتمعنا وقضيتنا، أنبل وأطهر قضية على وجه الأرض".
وأكد أبو كويك "أن الناجحين والمتفوقين في الثانوية العامة أمام محطة هامة من محطات الحياة، وهي الحياة الجامعية والتي تتطلب بذل المزيد من الجهد والعطاء، فهي التي تحدد مصائرنا وترسم لنا معالم المستقبل، فإما أن نستمر في حصاد نجاحاتنا وتفوقنا ودعم قضيتنا، وإما أن نهوى إلى قاع الفشل مثلما يريد الاحتلال، ولكننا في هذا المقام الكبير والذي يُشعرنا بالمسئولية الجمّة والكبيرة الملقاة على كاهلنا، نعدكم وعد الأحرار، وعد أبناء فلسطين وحرّاس الهوية والمستقبل، أن نبقى كما عهدتمونا طلبةً متفوقين مميزين، نحصد النجاح تلو النجاح، من أجل سمو ورفعة وطننا ومن أجل دعم قضيتنا الفلسطينية وإبراز هوية الفلسطيني الحقيقية، صاحب العلم والقلم وابن الأرض، وبانيَ المستقبل المشرق".
وأوضح أبو كويك "أن الرسالة من هذا المهرجان الكبير أن طلاب الثانوية العامة في فلسطين ما تعبوا إلا لأجل اثبات هويتنا الفلسطينية والحفاظ على إرثهم وتراثهم، والسير على درب الآباء والأجداد، وتحقيق أعلى مراتب النجاح من أجل المستقبل، كي يبقى اسم فلسطين عالياً، وكي تبقى منظمة التحرير الفلسطينية هي البيت الآمن، والبيت الكامن، للكل الفلسطيني في الوطن والشتات".
وعبّر أبو كويك باسم الطلبة المُكرمين عن شكره وتقديره إلى الرئيس محمود عباس وإلى الدكتور أحمد أبو هولي لرعايتهم هذا الحفل الكبير ولاهتمامهم بطلاب فلسطين ودعم قدراتهم كافة.
وجرى في ختام المهرجان توزيع دروع تكريمية على الطلبة المتفوقين.
وأعلن الدكتور أحمد أبو هولي عن تقديم مكرمة تشجيعية مقدمة من الرئيس محمود عباس لحوالي 770 طالب وطالبة ممن حصلوا على 97.4% فما فوق.