الأحد 11 أيلول 2022 12:13 م |
رئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير في لقاء حواري في صيدا بدعوة من "اتحاد الجنوب" و"التثقيف النقابي" |
* جنوبيات لبى رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير دعوة "اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في صيدا والجنوب" و"الهيئة الدائمة للتثقيف النقابي والاجتماعي" الى لقاء حواري حول الوضع الاقتصادي والاجتماعي ، استضافته بلدية صيدا في مبنى القصر البلدي وشارك فيه: النائب الدكتور عبد الرحمن البزري ، ممثل النائب الدكتور أسامة سعد، حسين القاضي، ممثل رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري الدكتور أسامة الأرناؤوط ، المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود ، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ، رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر ونائب الرئيس الحاج حسن فقيه والأمين العام للاتحاد الأستاذ سعد الدين حميد صقر". كما حضر " رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد حسن صالح وعدد من أعضاء مجلس ادارة الغرفة ، رئيس نقابة أصحاب الصناعات الغذائية المهندس منير البساط ، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف ، وامين سر الهيئات الاقتصادية الفونس ديب، رئيس مركز صندوق الضمان الاجتماعي في صيدا الدكتور محمد خليفة، مسؤول قطاع النقابات العمالية والزراعية في تيار المستقبل وعضو المجلس الاقتصادي الاجتماعي ماجد سعيفان ، ومنسق عام التيار في صيدا والجنوب مازن حشيشو والمسؤول العمالي لحركة أمل في الجنوب جمال جوني ، امين عام تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا والجوار ماجد حمتو وعدد من أعضاء امانة سر مبادرة " صيدا تواجه " ومستشار بهية الحريري لشؤون صيدا والجوار امين الحريري، ورؤساء اتحادات "بيروت شفيق صقر، طرابلس والشمال شادي السيد ، والنبطية حسين مغربل" رئيس اتحاد عمال فلسطين – فرع لبنان غسان البقاعي" وممثلو عدد من الاتحادات والنقابات العمالية والقطاعية وحشد كبير من النقابيين والعمال . وكان باستقبالهم "رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الجنوب عبد اللطيف الترياقي وأعضاء المجلس التنفيذي للاتحاد والهيئة الدائمة للتثقيف النقابي والاجتماعي".
عبد اللطيف الترياقي
وقال: اليوم، قطاعنا المصرفي مهدد بالانهيار، والتدفقات النقدية من الخارج لا سيما من الدول الداعمة هي كما يقال "بالقطارة، وسبب هذا اما سياسي على المستوى الاقليمي والدولي، واما لأن لدى تلك الدول ما يكفيها من همومها الخاصة نتيجة الأزمة العالمية والتضخم المالي العالمي." . وأضاف ومع استمرار غياب الدولة عن القيام بدورها حتى في ظل الأزمة، فان الأمور متروكة الى المبادرات التي تقوم بها كل الهئيات المعنية، من نقابات العمال والمستخدمين الى الهيئات الاقتصادية والمجالس المعنية وغيرها، للتعويض عن هذا الغياب والتخفيف من حدة المأساة التي يمر بها الشعب اللبناني على كافة مستوياته، بالحد الأدنى حتى ياخذ السياسيون قرارا باستعادة دور الدولة والقيام بالاصلاحات المطلوبة، سواء بشكل منفرد او الشراكة مع القطاع الخاص في كل موقع بحسب ما ينبغي. ولا شك ان لقاء اليوم هو جزء من جهود كبيرة يجب ان تبذل، لكي يقوم كل منا بدوره من موقعه، لأنه لا يمكن أن نتجاوز هذه الازمة الا اذا وضعنا ايدينا في ايدي بعضنا البعض، ولكي يساهم كل منا بجزء بسيط كي يستعيد الاقتصاد اللبناني عافيته باذن الله".
وقال" نحن اليوم في بلد معروف رأسماله الأساسي ليس الغاز ولكن هو العنصر البشري والكفاءة البشرية والمهنية والحرفية والاختصاصية والتجارية والاقتصادية هذه الكفاءات تحدد علاقة العمل . وان توفر سوق العمل والكفاءات مرتبط بدور الدولة ، واقول ان الدولة الآن شبه معدومة. فهل نريد وجودا قويا للدولة في علاقاتنا مع بعضنا البعض او نريد وجوداً معيناً او رمزياً او رقابياً لها خصوصا ان كل شيء اسمه صناديق ضامنة او مخططات نهاية خدمة الخ... سواء كانت الدولة كافلتها من خلال الضمان او تعاونية الموظفين او غيرهما او بالمهن الحرة التي انتمي اليها لم تعد موجودة واختفت".
ورأى البزري ان الدور الذي كنا نتغنى به للبنان لا زال موجوداً ولديه فرصة اي الاقتصاد الخدماتي وقال" يتحدثون عن السرية المصرفية ونحن النواب ذاهبين لهذا الموضوع ويقال "اياكم ان تقربوا من السرية المصرفية لأنكم بذلك تضربون النظام المصرفي " ، بينما اصحاب المصارف ضربوا النظام المصرفي ونهبونا وسرقونا !، وبالتالي يجب ان نحدد ما هي طبيعة الاقتصاد اللبناني الذي نريد؟!، مشددا على أهمية الإفادة من تجارب الدول الاخرى التي ضرب اقتصادها ومدى قدرة العامل وصاحب العمل على التأقلم . وراى البزري أن اصلاح النظام المصرفي يحتاج لإعادة هيكلة ، وقال" نحن بحاجة لرفع قانون السرية المصرفية وهذا يجب ان يكون مرتبطا بأمورمعينة وليس مزايدة سياسية ...نحن مع اعادة هيكلة النظام المصرفي ونحن كبلد يوجد لدينا 57 مصرفاً في لبنان ، واموال المودعين أمر اساسي لسبب بسيط لأن اليوم اذا المودع لم يستطع استرداد جزء من امواله واذا كان المودع تحت المائة الف سيأخذ اموالاً اما ما فوق سيأخذ اسهماً فما هي هذه الاسهم ؟ .. لذلك يجب أن نكون شفافين في اصلاح النظام المصرفي المالي وكل خطط التعافي ليس لها اي لزوم اذا لم يكن هناك اصلاح للنظام السياسي . واذا كان اصلاح النظام السياسي يلزمه وقت، فعلى الأقل فلنكن شفافين بالنظام المصرفي".
وأضاف" ان تعدد اشكال الازمة والتي طالت كل القطاعات الحيوية المعنية بأدنى مقومات الحياة الكريمة للمواطن تتطلب وضع الحلول الشاملة وليس مجرد ترقيع للمشاكل الطارئة وخاصة اننا بتنا لا نخرج من ازمة حتى ندخل في ازمة اخرى ، من ازمة الوقود الى ازمة الرغيف ، من ازمة الاستشفاء والدواء الى ازمة التعليم ، من الأزمة البيئية الى ازمة الرواتب التي خسرت قيمتها نتيجة انهيار العملة الوطنية . فأتمنى ان يخرج هذا اللقاء بتوصيات عملية واقعية تساعد في إيجاد الحلول والمشروع الاقتصادي الإجتماعي الذي يقود المواطن والعامل والوطن الى بر الأمان" .
محمد شقير وأضاف" أعان الله لبنان والشعب اللبناني اذا لم نتوصل لإتفاق مع صندوق النقد الذي يدفع لتنفيذ أجندة الإصلاحات والبدء بتنفيذ خطة تعافي مالي وإقتصادي، خصوصاً ان جميع السفراء الذين نلتقيهم من اكثر دول التي تربطنا علاقة وثيقة بها الى ابعد دولة يؤكدون إنهم بإنتظار التوقيع مع صندوق النقد لتقديم المساعدة الفعلية للبنان، محذراً من أنه "لا أحد يتوقع اكثر من صندوق إعاشة، اذا لم نوقع مع صندوق النقد".
وقال شقير "للاسف القوى السياسية لن تستطيع ان تقوم بإصلاح، وهي لم تقم بهذا الأمر بإرادتها، ولو تحملت مسؤوليتها وقامت بالإصلاحات المطلوبة، لما كان البلد وصل الى الإفلاس"، مشدداً على ان البلد لم يفلس لوحده وانما هناك قرار اتخذ بإفلاسه. وتابع شقير "نحن كهيئات اقتصادية اليوم لدينا 3 ملفات نتابعها بشكل أساسي: الأول أوضاع موظفي القطاع الخاص، وفي هذا الإطار، نحن بتواصل بشكل دائم مع الاتحاد العمالي العام وعلى هذا الاساس قمنا بزيادة الأجور مرتين، واليوم ومجدداً يطالب رئيس الاتحاد بزيادة جديدة، لكن المطالب محقة و"الله يعين الناس". وعن الكفاءات، قال شقير "اليوم بكل صراحة الكفاءات لا تزال موجودة في كل القطاعات. ربما ذهب الكثيرون في بداية الازمة، إلا أن بعضهم عاد الى لبنان. وشدد شقير على أن "اهم شيء الحفاظ على جامعاتنا لأنه طالما هناك جامعات وعلم مميز فبإستطاعتنا بناء كل ما تهدم، لكن اذا ذهب العلم عندها لبنان يحتاج الى 100 سنة ليبنى من جديد.
وأضاف" الأمر الثاني هو موضوع موظفي القطاع العام وهم أكبر المظلومين. وهنا أوجه تحية لكل موظف في القطاع العام ولكل عسكري في هذه الدولة الذي لا يزال بأربعين دولاراً يبتسم لك على الحاجز ويدافعوا عنك عند أي طارئ، أمني ، ويقبضوا على شبكات وعصابات وخلايا وتجار مخدرات، كل ذلك بأربعين دولاراً في الشهر .. هذه بصراحة جريمة بحق موظفي القطاع العام" . وقال " اليوم الخطة التي اطلقناها كل رقم درس عشرات الساعات وكان في اللجنة ليس فقط من الهيئات بل مستشارين اقتصاديين ومتخصصين بالقانون لنرى اذا كان كل شيء نسير به يمكن أن تطبق. والمهم في هذه الخطة أنها متوازنة وعادلة وموثوقة، وهي تركز على تحقيق العدالة الإجتماعية وتوفير أيضاً الحماية الإجتماعية وإعادة الودائع حتى 100 ألف دولار كاملة لكل مودع، وكذلك تلحظ الخطة برنامجاً طموحاً يستهدف تفعيل وتحسين كفاءة أصول الدولة عبر إدارتها من قبل شركات متخصصة ومتميزة،، لإعادة الودائع لكبار المودعين، عبر العائدات الناتجة عن إدارة أصول الدولة مع الحفاظ عليها". وختم شقير بالقول "بهذه الخطة نحفظ حقوق الناس والمودعين الصغار ووجدنا طريقة لكبار المودعين وحملنا المصارف ما يتوجب عليها من دون ان نفلسها",
الحوار
وفي معرض رده على بعض المداخلات كشف شقير عن أن "دين الدولة محي الآ، واصبح أقل من 8 مليارات دولار، مشيراً الى ان الخطة حملت مسؤولية الخسائر لثلاث جهات وبشكل تسلسلي ، الدولة ومصرف لبنان والمصارف. وحول توقعاته للأوضاع في المرحلة القادمة اعرب شقير عن تفاؤله رغم كل شيء وقال" اعتقد موضوع ترسيم الحدود اصبح على نهايته وكذلك الاتفاق النووي الأميركي الإيراني والعلاقات الخارجية أيضا وكلها ستؤثر ايجابا على لبنان . وطالما هناك لبناني في لبنان سننتهي ان شاء الله من هذا الوضع الصعب.. حمى الله لبنان" .
المصدر :جنوبيات |