الأحد 18 أيلول 2022 13:49 م

البطريرك الراعي: لتشكيل حكومة قادرة وانتخاب رئيس متمكن قبل 31 تشرين الأول وحماية القضاء من كل تسييس


* جنوبيات

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس السنوي لراحة أنفس "شهداء المقاومة اللبنانية"، الذي تقيمه "رابطة سيدة ايليج"، في المقر البطريركي في كنيسة سيدة ايليج في بلدة ميفوق - القطارة - قضاء جبيل، عاونه فيه المطرانان منير خيرالله وموسى الحاج ورئيس دير ميفوق الأب ناجي ابي سلوم، في حضور النائب الابرشي المونسنيور شربل انطون ممثلا راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، وخدمته جوقة الاحبة بقيادة مرسال بدوي.
 
حضر القداس عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب غياث يزبك، النواب السابقون فارس سعيد وفادي سعد وسامر سعادة، رئيس البلدية هادي الحشاش ومختار القطارة كمال الحشاش، رئيس اقليم جبيل الكتائبي رستم صعيبي، يمنى بشير الجميل، عضو المجلس السياسي في حزب الوطنيين الاحرار ميشال طربيه، وليم نون شقيق شهيد فوج اطفاء بيروت في تفجير المرفأ، رئيس مكتب الدفاع المدني في قضاء جبيل شكيب غانم، رئيس الرابطة فادي الشاماتي والاعضاء وأهالي الشهداء وحشد من المؤمنين.
 
العظة
بعد الانجيل، ألقى الراعي عظة بعنوان "لماذا أنتم خائفون هكذا؟" قال فيها: "العاصفة العظيمة التي ضربت سفينة تلاميذ يسوع وهو معهم هي عاصفة تتكرر بشكل آخر وأنواع متعددة، على المستوى الشخصي عندما يمر الانسان في مرحلة تغيير في مجرى حياته، وعلى مستوى العائلة عندما تعصف الصعاب في الحياة الزوجية والعائلية ، وعلى مستوى المجتمع عندما تعكره النزاعات والانقسامات ، وعلى مستوى الدولة عندما تتهاوى مؤسساتها الدستورية ويقع ضحيتها المواطنون الابرياء، وعلى المستوى الدولي عندما تعصف ويلات الحروب والمجاعات والقتل والتدمير والتهجير، فكل هذه العواصف تزرع الخوف في النفوس، لكن الرب يسوع الحاضر معنا ورفيق دربنا يردد لنا ما قاله لتلاميذه: لما انتم خائفون هكذا ولما ليس فيكم ايمان"؟
 
أضاف: "نلتقي اليوم في ظل سيدة ايليج وقرب ضرائح شهداء المقاومة اللبنانية لنقدم هذه الذبيحة لراحة نفوسهم وشفاء اخوتنا الشهداء الاحياء الذين لا يزالون يحملون في اجسادهم علامة الشهادة والاستشهاد، ولعزاء اهاليهم واستمرار شعلة المحبة والايمان بلبنان الوطن والرسالة في هذا المشرق والعالم".
 
وتايع: "شهداء المقاومة اللبنانية الذين استشهدوا في سبيل لبنان وحموه من الزوال يقولون لنا اليوم في هذا الظرف العصيب والشديد الخطورة "لما أنتم خائفون هكذا؟" ويدعون الجميع للتشدد في الإيمان لتوحيد المقاومة اللبنانية حفاظا على لبنان الواحد وحمايته من أي تعد خارجي، ولبناء وحدة شعبه ومكوناته المتعددة، ومواصلة رفع الصوت من أجل قيام دولة لبنان".
 
وطالب "بتشكيل حكومة جديدة قادرة وانتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية عهد الرئيس أي قبل 31 تشرين الأول، يكون رئيسا متمكنا من كل المواصفات التي يجمع عليها جميع اللبنانيين، وبحماية القضاء من كل تسييس أو ارتهان او مساومة للنافذين ومن اي قرار يمس بمبادئه الجوهرية، ونصب أعيننا حماية التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، هذه الجريمة الكبرى في التاريخ".
 
ورأى أن “المقاومة لا تقتصر على السلاح بل تشمل الصمود في الوحدة الداخلية والولاء الكلي للبنان الوطن والتحلي بالأخلاق والقيم والحفاظ على رسالة لبنان ونموذجيته”.
 
وتحدث عن "مسيرة البطاركة عبر التاريخ في الدفاع عن الوطن وشعبه وعدم الخوف والصمود في وجه الصعاب"، مؤكدا "مواصلة هذه المسيرة من اجل قيام دولة لبنان على الاسس الدستورية والميثاقية".
 
وختم: "نضع هذه الأمنيات في عهدة امنا العذراء مريم سيدة ايليج، متكلين على صلوات بطاركتنا القديسين وحق دماء شهدائنا الابطال، شهداء المقاومة اللبنانية، فالله قدير يستجيب صلواتنا ويسمع صراخ شعبنا".
 
الشاماتي
وفي ختام القداس ألقى الشاماتي كلمة قال فيها: "سنبقى هنا بقوة المحبة في وجه دعاة الحقد، بحب الحياة في وجه عشاق الموت. سنبقى هنا ما دامت كنيستنا ربان سفينتنا وضامنة إيماننا ووجودنا، وموضع ثقتنا لأن لا غاية لها إلا لبنان، لذلك لن نخاف احتلالا ولا شياطين السلطة ولا قضاة باعوا دماء ضحايا جريمة تفجير مرفأ بيروت وأوجاع الناس على طاولات المصالح والتبعية، والأهم سنبقى هنا بقوة الإيمان بأن لبنان لن يموت إلا اذا مات فينا الإيمان".
 
أضاف: "في حسابات العقل والأرقام والظروف، كان ممكنا ان يزول حضورنا منذ مئات السنين. عانينا اضطهادا وجوعا وقتلا ونزوحا وانقسامات قاتلة، وبقينا لأننا في حسابات الله كتب لنا أن نبقى، فلا تغفلوا أبدا حسابات الله وإرادته".
 
وتوجه الى الراعي: "هويتنا منذ أن كنا، لا مشرقية ولا غربية، إنطاكية سريانية لبنانية هي، هوية حرية موهوبة من الله، لنكون على صورته ومثاله، لأجلها نموت ولا نحيا الا بها. هويتنا اصيلة في شرق ما عرف إلا الظلم والقمع والموت، وما عرفت هي إلا الريادة والانفتاح والحوار وإرادة عيش مشترك. أين بعضنا اليوم من الهوية والرسالة؟ الهوية يستخدمها البعض في بازرات التجييش الطائفي الذي لا يخدم إلا موقعه ومصالحه ولو على حساب الجماعة والوطن، والرسالة ليست بالتقوقع والتطرف ورفض الحياة المشتركة ففي ذلك تخل وموت وليست بالانضواء في محاور لا تخدم إلا مصالحها وليس لنا منها سوى الخراب والموت، رسالتنا ودورنا، دعوة مستمرة الى تعميم ثقافة المحبة والغفران والتلاقي والخدمة".
 
وختم: "مدعوون نحن اليوم، ومن أمام مدافن شهدائنا وهم علامة الإيمان بالبقاء والصمود بالحرية، إلى وقفة أمام الضمير لنسأل أنفسنا، هل نحن خائفون أم مؤمنون، مبادرون أو متخاذلون، متضامنون أو مشتتون؟ وفي الجواب معالم الطريق إلى الحرية".
 
وفي الختام قدم رئيس الرابطة والأعضاء درعا للراعي.

المصدر :جنوبيات