إنه أكثر من مجرد مشروب، إذ أشارت مراجعة بحثية لأكثر من 19 دراسة أهمية الشاي الساخن على أنواعه في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري. كيف يمكن ذلك؟
وقد كشفت المراجعة البحثية التي قُدمت في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري عن مشروب يجب تناوله يومياً والذي يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري، وفق ما نشر موقع Topsante.
وللحفاظ على مستوى السكر في الدم وتقليل خطر الإصابة بالسكري، من المهم اختيار أطعمة ذات مؤشر سكري منخفض، وغنية بالألياف ومضادات الأكسدة. كما نعلم أيضاً أن المياه هي أفضل حليف مضاد للسكري لأنها تساعد على التخلص من السكر الزائد في الدم وبالتالي تقلل من خطر الإصابة بارتفاع مستوى السكر في الدم.
ولكن المياه ليست وحدها مفيدة للوقاية من السكري، إذ أظهر البحث المرجعي لحوالى 19 دراسة قُدمت في ستوكهولم أن هناك مشروباً آخر يتميز بفوائد صحية تقي وتحمي من السكري. ورأى الباحثون في جامعة ووهان الصينية الذين أجروا الدراسة على أكثر من مليون شخص في 8 دول، أن الأشخاص الذين يشربون 4 أكواب من الشاي أو أكثر، أكان شاياً أسود أو أخضر أو شاي "أولونغ" الصيني،، كان لديهم خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني أقل بنسبة 17 بالمئة، على مدى 10 سنوات.
فوائد متعددة للشاي
نعرف تماماً أن الشاي يقلل من خطر الإصابة بضغط الدم بفضل الفلافونيد (وهي جزيئات مضادة للأكسدة)، ولكن هذه الدراسة الحديثة أظهرت فائدة جديدة وهي تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، شرط تناول 4 أكواب منه يومياً.
في الواقع، إن الأشخاص الذين يشربون بين كوب و3 أكواب من الشاي يومياً يقل عندهم خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 4%.
في آب الماضي، أظهرت دراسة أميركية أن شرب كوبين من الشاي الأسود يومياً يقلل من خطر الوفاة، شرط عدم شربه ساخناً كثيراً بعد أن كشفت دراسة أخرى زيادة خطر الاصابة بسرطان الحنجرة والمريء نتيجة شرب الشاي ساخناً.
أنواع الشاي وفوائده
تتحدث اختصاصية التغذية نورهان ناصر في حديث سابق عن أهم فوائد بعض المشروبات ومنها:
الشاي الأسود
يعدّ من أكثر المشروبات المعروفة وانتشاراً في عالمنا العربي. يحتوي الشاي الأسود على مادة البوليفينول التي تتمتع بخصائص مضادة للأكسدة. وقد يساعد تناول هذه المضادات في تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة. كما يحتوي على مركبات الفلافونيد المفيدة لصحة القلب. إذ وجدت بعض الدراسات أنّ شرب الشاي الأسود بانتظام قد يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كما يمكن أن يحسّن التركيز لاحتوائه على الكافيين والحمض الأميني المسمى L-theanine.
الشاي الأخضر
من المعروف أن الشاي الأخضر يحتوي على مادة الكاتيكين التي تسمّى EGCG ويصنّف من مضادات الأكسدة الطبيعية التي تعمل على منع تلف الخلايا. وبدورها، يمكن أن تقلل هذه المواد من تكوين الجذور الحرة في الجسم. وبذلك، تحمي الخلايا من التلف. وإلى جانب ذلك، يحتوي الشاي الأخضر على مضادات الأكسدة التي قد تحمي الجسم من الإصابة بالسرطان. إذ أظهرت دراسات عدّة أن شاربي الشاي الأخضر هم أقل عرضة للإصابة بأنواع مختلفة من السرطان.
الشاي بالقرفة
هذا النوع من أنواع الشاي غني بمضادات الأكسدة ويقدم العديد من الفوائد الصحية، بما فيها تقليل الالتهابات وتحسين صحة القلب. كذلك، يساعد في تخفيف أعراض الدورة الشهرية. ولكن يجب التنبه إلى أن القرفة تحتوي على مادة كيميائية تسمى الكومارين . وقد يؤدي الإفراط في تناولها إلى تلف الكبد، والسرطان، وانخفاض نسبة السكر في الدم أو مشاكل في التنفس. لذا، إنّ الاستهلاك اليومي المسموح به من الكومارين هو 0.1 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم، ما يوازي كمية الكومارين في ملعقة واحدة صغيرة من القرفة المطحونة من 7 إلى 18 ملغ.
الشاي بالزنجبيل
يحتوي الزنجبيل الطازج على مركّب يسمّى جينجيرول، والذي يحتوي على خصائص مضادة للأكسدة ويقلل من الإنزيمات الالتهابية. لذلك، إن الزنجبيل مفيد للحالات المرتبطة بالالتهابات وتسكين الآلام، وخاصة التهاب المفاصل. كما يستخدم في معالجة الغثيان المتعلق بالحمل المعروف غثيان الصباح أو دوار الحركة والآثار الجانبية لبعض أنظمة العلاج الكيميائي.