الجمعة 23 أيلول 2022 14:26 م

"شجرة فاديا" فيلم يوثق علاقة "لاجئة فلسطينية" مع مخرجة بريطانية في رحلة من الذكريات


* جنوبيات

من مخيم برج البراجنة إلى مهرجانات في الدول الأوروبية، نقلت اللاجئة الفلسطينية فاديا لوباني قصة شجرة التوت بعدما التقت مصادفة مع  المخرجة البريطانية سارة بدينغتون في العام 2005، وحدثتها عن شجرة التوت المعمرة بجانب منزل جدها الذي هجر منه عام 1948، لتبدأ الأخيرة رحلة البحث عن هذه الشجرة، والتي استمرت لمدة 15عاماً، وثقت خلالها سارة الأحداث حيث قامت بتصوير المشاهد ووضتعها ضمن فيلم تحت عنوان: "شجرة فاديا" ليحتوي على كافة مراحل الرحلة وعملية التواصل مع فادية التي شملت لبنان، وفلسطين، والمملكة المتحدة.

تم عرض الفيلم للمرة الأولى في فلسطين، وسيعرض قريباً في لبنان، ضمن مهرجانات كرامة. وقد حصد على جوائز عدة، أبرزها كأفضل فيلم في مهرجان "سان سيباستيان السينمائي" في إسبانيا، من "منظمة العفو الدولي" كما  تنافس على جائزة "طائر الشمس الفلسطيني للأفلام الوثائقية" وعرض في مهرجان أيام فلسطين السينمائية، كواحد من سبعة أفلام، وغيرها من المهرجانات.

وللحديث أكثر عن هذا الموضوع، تواصلت "وكالة القدس للأنباء" مع اللاجئة فاديا عبر الهاتف حيث قالت: "تحدثث مع سارة عن شجرة التوت الموجودة بجانب منزل جدي" والتي ما زالت صامدة - من  وجهة نظري- في الأرض والذاكرة كقطعة من القلب والروح. أحبت سارة أن تتحدى نفسها معي، وذهبت تبحث عنها في قريتي سعسع (بالداخل الفلسطيني المحتل عام 48) التي (حول المحتل) إسمها إلى "ساسا"، علها تنجح بالتحدي. ولكن بعد رحلة طويلة سألت سارة عنها، كل من رأته هناك، لم يعرفوا شيئاً عن الشجرة ومكانها وإذا ما كانت موجودة أصلاً.. وعندها بدأت تكبر الشكوك والأسئلة في ذهن المخرجة مستبعدة أن تبقى شجرة التوت في مكانها بعد كلّ هذه السنين ووصلت للقول بأنّ الأمر غير منطقي، واتصلت بي وقالت: شجرتك غير موجودة يا فاديا، سوى بالحلم والذكريات."

وأضافت فاديا: "لم أتقبل الفكرة وأصرّيت عليها أن تواصل البحث استناداً إلى رواية ووصف عمّي الذي كان عمره وقت النكبة 8 سنوات، وعلى الرغم من أنه أصبح ضريراً إستطاع أن يدلّ سارة إلى الشجرة وفعلاً وصلت إليها ورأتها كما وعادت لتقول: يا فاديا شجرتك موجودة والتوت ينتظرك".

بهذا الخبر الآتي عبر الأثير من سارة، فرحت فاديا كثيرا، وقالت "هذه الشجرة ليست مجرد شجرة عادية هي تحمل ذكريات أجدادي وأصالة بلادي وأنا اليوم احدث أحفادي دائماً عن قريتي وجمالها، فإن لم اتمكن أنا من العودة إلى قريتي فأحفادي عائدون إن شاء الله".

فاديا لديها العديد من القصص لترويها عن الحياة في المخيم التي تتميز بروح الدعابة الكوميدية القاتمة التي تدور حول ترجمة الحياة في المخيم إلى الناس في المخيم. وهي تكتب أيضًا قصصًا قصيرة بمفردها، [بعضها] نُشر للتو وبعضها لم ينشر فالقصص ليست قصص فاديا، إنها قصص كل من يعيش في المخيم

 

 

المصدر :جنوبيات