الجمعة 28 تشرين الأول 2016 16:00 م |
عماد ياسين: أمير «داعش» أم أحد «دراويش» المخيم؟ |
* جنوبيات يُشبه منزل الموقوف عماد ياسين منازل باقي أهل مخيم عين الحلوة الفقيرة. في أحد زواريب حي الطوارئ الضيقة، يقطن من يُتّهم بأنه أمير تنظيم «الدولة الإسلامية» في أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان. في الزقاق نفسه، حيث اختطفته قوة خاصة من الجيش قبل أكثر من شهر، يقف زوج شقيقته منال، مشيراً إلى «المرصد» الذي اتخذته المخابرات لمراقبة «أبو هشام». اعتاد الرجل سلوك هذا الطريق، في تمام الثانية عشرة والنصف من ظهر كل يوم، قاصداً المسجد. يرشدنا زوج شقيقة ياسين إلى أحد الشبابيك الصغيرة حيث كان «المُخبر» يختبئ لرصد حركة نسيبه. يتحلق حولنا عدد من شبان حي الطوارئ، بينهم أحد أبناء الموقوف. يستعيدون دقائق ذلك النهار التي مرت سريعاً. يُجمع الشبان على أن ياسين كان شخصاً عادياً، ويقول أحدهم إن «أبو هشام» كان يتنقل وحده، متسائلاً: «أمير لداعش وليس لديه مرافق واحد؟»، مستنكرين ما جرى. يذكر رجل أشيب أن «ياسين يوم نشر الإعلام أنه أمير داعش في المخيم ضحِك كثيراً. وأبلغ مشايخ العصبة أنه أحرص منهم على أمن المخيم، وأن التُهم مفبركة».
وينقل عن أحد قادة «العصبة» قوله إن «مخابرات الجيش أخبروه أن ما نُشر حكي إعلام، وأن الموضوع انتهى، لنُفاجأ بحادثة الخطف». ويضيف: «عندما طلبنا من عماد ياسين توخي الحذر، أجاب: لم أفعل شيئاً، فلماذا أخاف؟».
في غرفة الاستقبال، يتحلّق أفراد عائلة أحد أشهر الموقوفين في الأشهر الأخيرة. لياسين أربعة أبناء، أكبرهم عمره 24 عاماً (هشام وأحمد ويحيى وآية). بين الحاضرين نسوة عدة، إحداهن ترتدي نقاباً لا يُظهر سوى عينيها. حنان الصرّيف، أو «أم هشام» كما تقدم نفسها، قالت إن العائلة ممنوعة من زيارة زوجها والاطمئنان على صحته منذ توقيفه. وتضيف: «مرّ شهر وأسبوع على توقيفه ولم نتمكن نحن أو محاميه أنطوان نعمة من رؤيته. ولم يره القضاة حتى»، فيما قابله مندوب الصليب الأحمر من بعيد وتحدث إليه بالاشارة. تتخوف «أم هشام» من أن يكون زوجها قد تعرض لضرب مبرح وتدهورت صحته، ما قد يكون سبباً في تأخير إحالته إلى القضاء. وتؤكد أنه بريء من التهم التي نُسبت إليه. تتدخل شقيقته منال: «حمّلوه كل شي لأنو صار عندن. لم تبق جريمة في لبنان لم يُتّهم فيها». المصدر :رضوان مرتضى - الأخبار |