ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، اعتبر في قسمها السياسي "أن البلد يعيش أسوأ حالاته، والمفتاح الإنقاذي للأسف ضائع في كومة قش، وظروف الناس يشتد لهيب نارها، ومافيا الأموال ولصوص الأسواق والسلع أشبه بجنازير دبابات تدعس فقراءنا، والدولار زلزال ترتفع درجاته وتنخفض في طحن البلد وناسه، مع التسارع في انهيار الليرة. وأما الرواتب والأجور فإنها لا تكفي لربع شهر".
وأشار إلى أن "المطلوب، إنقاذ الناس وتمويل حاجاتها العامة، عبر الدولار الجمركي أو غيره، ومن غير المقبول أن نمول مشاريع السلطة من جيوب الشعب الجائع البائس، وسعر الصرف بقيمة 15 ألف للدولار الواحد من دون ضوابط واستثناءات سيكون سببا في ازدياد الكوارث الطاحنة للبلد".
وأكد المفتي قبلان "للمرة الألف"، "على ضرورة إنقاذ الناس عبر إنقاذ اليد اللبنانية، والتشدد في سوق العمل، وحذارِ من ترك النزوح على حاله، لأن العامل اللبناني وكذلك الطالب والتلميذ اللبناني والبلد كله يعيش على حافة مهوار".
ووجه المفتي قبلان خطابه للسلطة السياسية بالقول:"العجز مفتاح السقوط، والعربة الفارغة لا تنقذ وطنا، والشلل الحكومي كارثي، والخبز والدواء والعام الدراسي وفرصة العمل وحماية اليد اللبنانية بالنسبة للمواطن هو مفتاح الأمل، ودون ذلك نأخذ شعبنا إلى المذبح، فالبلد يمر في أسوأ مرحلة فساد، والأصول المالية للبلد مهددة بشدة وبيع قطاعات الدولة من كهرباء واتصالات وانترنت ومرافئ والتي هي عصب الدولة الأخير، يعني نهاية الدولة".
وأسف لأن "الدولة في هذا المجال أشبه بتاجر مفلس، والحكومة عندما تكون بلا عمل فإنها تشكل خطرا على نفسها وعلى بلدها، والأخطر أن مصالح قلة قليلة تحتكر أصول وأسواق لبنان وسط بلد أزماته لا نهاية لها".
ووجه سماحته النصيحة للاخوة العرب بالقول:"لا تخسروا لبنان، لأن حجر النظام الإقليمي يبدأ وينتهي في لبنان، والبحر الإقليمي سيعيد تعويم لبنان"، معتبرا أن "الخيار الشرقي والشراكة مع دمشق ضرورة ماسة إلا أن البعض للأسف لا يرى إلا بعين الغرب، إما لتآمره، أو لجبنه، ونحن ليس لدينا إلا المقاومة التي حولت لبنان بلدا سياديا، ولا حياد عندنا بمصالح وأمن وثروات لبنان".