السبت 1 تشرين الأول 2022 11:46 ص

الوزير غازي العريضي في حوار مع تلفزيون فلسطين: خطاب الرئيس عباس في الأُمم المُتّحدة كان مُميّزاً وعلينا العمل على ترجمة خُلاصاته


* جنوبيات

شدّد الوزير والنائب السابق غازي العريضي على أنّ "خطاب الرئيس محمود عباس من على منبر الأُمم المُتحدة، من أهم الخطابات التي أُلقيت، وقال كلاماً كبيراً ودقيقاً، أتمنى أن يقف عنده الجميع، ويجب العملُ سريعاً على ترجمة خُلاصاته، بمعنى أنّ "إسرائيل" لا تُريد أنْ تكون شريكاً في السلام".
وقال في حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان "ما بعد خطاب الرئيس محمود عباس الهام في الأُمم المُتحدة": "إنّ خطاب الرئيس "أبو مازن"، كان مُميّزاً - على الرغم من أنّ الجو الطاغي على أعمال الجمعية ما يجري في أوكرانيا، ومُحاولة التجييش الأميركي في هذا الاتجاه -، لكن قضية فلسطين تم تثبيتها، وتأكيد أنها قضية أساسية مركزية، في تكريس الأمن والاستقرار في العالم وليس في المنطقة فقط، والسبب أنّ اهتمام أميركا وبعض دول العالم، هو بـ"إسرائيل" في هذه المنطقة، عندما نتحدّث عن دولة الاحتلال والاغتصاب والإرهاب، نحن نتحدّث مُباشرة عن فلسطين الضحية في هذا المشروع".
واستدرك: "بالنسبة إلى "إسرائيل" ليس هناك شيء اسمه سلام، وبالمفهوم الإسرائيلي لمُعادلة الأرض مُقابل السلام، الأرض لنا والسلام عليكم يا عرب، لا اعتراف بأرض فلسطين، ولا حديث عن سلام مع العرب أيضاً، والدليل الهمجية والبربرية، الارهاب والاغتصاب، التوسّع والقتل والمجازر، الاعتقال والأسر، واستهداف المدنيين والمُقدّسات والمسجد الأقصى والقدس، ونسف كل ما تمَّ الاتفاق عليه بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل"، وما يسعى إليه عدد كبير من دول العالم، عندما يقول الرئيس الفلسطيني هذا الأمر، ويُعطي القرائن والشواهد والأدلة، بأنّ "إسرائيل" ليست شريكاً في السلام، ويُخاطب الولايات المُتحدة الأميركية، التي كانت وما زالت تدعي أنها شريك نزيه في هذه العملية، فلا "إسرائيل" شريك في السلام، والسياسة الأميركية ليس فيها شيء من النزاهة، في ما يخص القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني". 
وأكد الوزير العريضي أنّ "الشعب الفلسطيني لم يعد قادراً على التحمّل، والقيادة الفلسطينية لم تعد قادرة على الإلتزام بالاتفاقات من جانب واحد، فيما الاستباحة كاملة من الجانب الآخر، والولايات المُتحدة وبعض ما يُسمّى بـ"المُجتمع الدولي"، يقولون: نحن ضد الإجراءات الأحادية، بينما نرى "إسرائيل" تقوم بكل الإجراءات من جانب واحد، ولا نرى أي ضغط حقيقي وفعلي يلجم هذه المُمارسات الإسرائيلية، وكأنّه ليس هناك حق فلسطيني أو احتلال واغتصاب وانتهاك لما يُسمّى "قرارات الشرعية الدولية"، وكل الخطط التي بُنيت لأجل إقرار سلام واستقرار في المنطقة، بل على العكس عند كل مُفترق تخرج الإدارة الأميركية، وتقول: "نحن مع حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها". فيما هي تُحاول اليوم تسخير العالم ومُنظّمات الأُمم المُتّحدة، وكل وسائل الإعلام، تحت عنوان أنّ روسيا اجتاحت أوكرانيا، ألا تحتل "إسرائيل" فلسطين وترتكب المجازر الجماعية بحق الشعب الفلسطيني؟! وتُعذّبه، وما زالت تتوسّع بالاستيطان في الأراضي الفلسطينية وتهجّر الفلسطينيين، ولا أحد يعترف بحق الشعب الفلسطيني، لذلك إثارة هذا الموضوع من قِبل الرئيس "أبو مازن" وبالشواهد وتأكيد أنّنا نريد السلام والإلتزام بالاتفاقيات وهذه "إسرائيل"، هذا شيء مُعبّر".
وشدّد على أنّ "استخدام الرئيس عباس، لهذا المثال عن المُجاهدة وأُم الشهداء والأسرى، التي باتت تُشكّل رمزاً للنضال، للمرأة والشعب الفلسطيني، "أم ناصر" أبو حميد، عندما حمل صورة الأسير المُناضل ناصر أبو حميد، وقال دعوها تُقابل ابنها، وأنتم تتحدّثون عن حقوق الإنسان والأسرى والانتهاكات، فكل ما له علاقة بانتهاكات حقوق الإنسان حق لـ"إسرائيل" بنظر أميركا، لذلك هذه الإشارة، وهذه الطريقة بمُخاطبة العالم، مُهمة وتُؤكد أنّ الشعب الفلسطيني لن يتخلّى عن قضيته، وهو مُصرٌّ على أنْ تبقى القضية الفلسطينية حيّة، والإرادة الفلسطينية قويّة، والإصرار الفلسطيني على مُواجهة الاحتلال بالوثائق والصور، هو ردٌ من الرئيس "أبو مازن" على ما يُثيره الاحتلال من علاقة الرئيس عباس بالأسرى، والضغط الذي يُمارس تاريخياً لعدم تقديم المُساعدات لأهالي الشهداء والاهتمام بالأسرى، عندما يقول أم الشهيد وأم الأسير، هو يُعبّر عن التبنّي الكامل لهذه المسألة، ولا أحد يستطيع أنْ يُسقِط من ذاكرة وضمير أي فلسطيني حر وشريف وأي عربي مُؤمن بهذه القضايا، حق الشهيد وأهله، هو شهيد واجب وكرامة وحق في مُواجهة أخطر دولة إرهاب بالتاريخ".
وأوضح الوزير العريضي أنّه "لم يحصُل في التاريخ مثل ما يقوم به المُحتل الإسرائيلي، من مقابر الأرقام، لعدم تسليم جثامين الشُهداء، ولا من يسأل في أميركا والمُجتمع الدولي - وعلى الرغم مما يقوم به الاحتلال - لكن لم تسقُط إرادة الفلسطيني، لا في غزّة ولا في القدس ولا في الكنائس والمساجد، والداخل المُحتل، حركة "فتح" والفصائل يُقاومون الإرهاب الإسرائيلي، داخل الأراضي المُحتلة وخارجها، ونُلاحظ أن أميركا جيشت العالم لإعطاء حق تقرير المصير لأوكرانيا، فيما تُسقِط حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، لذلك الإشارة إلى القرارات الدولية من قبل الرئيس "أبو مازن"، والحديث عن الاتفاقات التي بقيت من جانب واحد، فأين هي العدالة التي يتحدثون عنها وحقوق الإنسان؟ لا يُمكن أن يكون هناك حلٌ دائم في ظل عنصرية الاحتلال، ودعم هذه المجازر لدولة يهودية قومية، لا اعتراف فيها لحق أي إنسان، لا يُسلم لما تريده هذه الدولة، وقد تمّت استباحة القرارات الدولية لصالح "إسرائيل"، التي تجاوزت الاتفاقيات المُوقّعة مع السلطة، وتتصرّف على أساس أنّ لها حقاً شرعيّاً في التوسّع والاستيطان، وأميركا تُبرّر السياسة الإسرائيلية".
وشدّد على أنّ "تذكير الرئيس عباس بالقرارات الدولية أمر ضروري، لأنّه للأسف يعتبر البعض "إسرائيل" شريكاً في السلام بالمنطقة، رغم أنّ ما يجري في المنطقة سببه "إسرائيل"، ككيان مُصطنع مُقام على أرض فلسطين، وهدفه كل المنطقة، وهي التي لها الحق بامتلاك كل القوّة النووية والعسكرية، فيما ممنوع على الفلسطيني أنْ يتعلّم تاريخه وحقوقه، ويتعرّض للضُغوط في ذلك، وفي حملة المُقاطعة لمنتوجات الاحتلال، وحتى الفلسطينية التي تحمل الجنسية الأميركية التي تُقتَل، كالإعلامية شيرين أبو عاقلة وراشيل كوري التي سحلتها الدبابة الإسرائيلية، نرى أميركا مُلتزمة بالتفوّق والسيادة الإسرائيلية، حتى على حساب الدم الأميركي، وهي تُحاول توفير كل الوسائل كي ينجح يائير لبيد، الذي يُخادع بطرح المُوافقة على حل الدولتين، فيما الرئيس الفلسطيني حاول استنفار العالم كي تسمح "إسرائيل" إلى "أم ناصر" أبو حميد أنْ تُقابل ابنها، وهي مسألة إنسانية، لكن لا يقبلون، وللذين وقعوا اتفاقيات تطبيع أو الذين يُراد لهم التطبيع، يُحاولون الإيحاء لهم بأن لبيد مُختلف عن بنيامين نتنياهو، وبأنّه مع "المُبادرة العربية"، لكن كل ذلك خداع".
وختم الوزير العريضي: "لا يستطيع أحد حجب الإعلام، والقضية الفلسطينية تُثبت أنها قضية أساسية، الإعلام الرسمي الفلسطيني، والانتشار الفلسطيني، له تأثير كبير حتى في الانتخابات في بعض الدول، يجب استخدام ذلك للتأكيد على أن "إسرائيل" هي دولة الإرهاب والعنصرية، والرئيس الفلسطيني أعطى إشارة وتوجيهاً، وهي مسؤولية الإعلام الفلسطيني، "إسرائيل" وأميركا يخشون صوت الطالب الفلسطيني، بالمُقابل، نرى كيف أنّ رياضيين وفنانين وعارضي أزياء وعارضات أزياء وكُتّاب وسياسيين من كل أنحاء العالم، يُستنفرون للدفاع عن الحق الفلسطيني في مُواجهة الاحتلال، كما لدينا من الحقائق والأرشيف في مجازر الاحتلال، ما لا يستطيع أحد التصدّي لها".

https://youtu.be/2R6Q3E09PjE

المصدر :جنوبيات