السبت 8 تشرين الأول 2022 09:15 ص |
الترسيم البحري مع لبنان في "بازار" الانتخابات الإسرائيلية! |
* جنوبيات
يُوظّف المسؤولون الإسرائيليون مُفاوضات ترسيم الحُدود البحرية مع لبنان، في تنافُس الانتخابات العامة لـ"الكنيست" الـ25، التي ستُجرى يوم الثلاثاء في 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2022.
هذا في وقت أظهرت استطلاعات الرأي عدم تمكُّن أيّاً من المعسكرين تأمين أكثرية 61 صوتاً لتشكيل الحكومة، مع تقارُب أصوات المُعسكرين، فأعطت 56 مقعداً للمعسكر الذي يقوده لبيد و60 للمعسكر يتزعمه نتنياهو و4 مقاعد لـ"القائمة العربية المُشتركة". لا يبدو أنّ ما سُرّب عن اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر "الكابينيت"، الذي عُقِدَ يوم الخميس في 6 تشرين الأول/أكتوبر 2022، على مدى 4 ساعات، عن رفض للتعديلات اللبنانية على الورقة المُقدّمة من المُفاوض الأميركي، حقيقياً، بل هو للتوظيف الداخلي، بعدما أشار نتنياهو إلى أن الضغط الذي مارسه ضد لبيد، هو الذي أدّى بالأخير إلى التراجُع عن التسوية السابقة، وتحقيقِ مكاسبٍ لـ"إسرائيل".
بينما، أعضاء "الكابينيت"، عندما التقوا في حكومة الائتلاف، كان القاسم المُشترك بينهم، توافُقهم على إبعاد نتنياهو عن تشكيل الحكومة.
جاء ذلك، بعدما كان غانتس قد أمر جيش الاحتلال الاستعداد للتصعيد مع لبنان، "إذا طلب إجراء تغييرات جوهرية في مسودة اتفاق الحُدود البحرية، فعليهم نسيان الاتفاقية، وأنّه إذا لم يتم الاتفاق على التفاهُمات البحرية مع لبنان بشكلٍ نهائي، ستبدأ "إسرائيل" إنتاج الغاز، على الرغم من تهديدات نصر الله، بعد نقل لبنان مُلاحظات إلى واشنطن على مسودة ترسيم الحُدود".
وقد فُسّرَ ذلك، بأنّه في إطار الحملة الانتخابية لكسب عطف الناخب الإسرائيلي!
هذا في وقت، يعمل الرئيس الأميركي جو بايدن على استمرار لبيد برئاسة الحكومة وعدم عودة نتنياهو إلى الحُكم مُجدداً. أيضاً، في ظل الحاجة الأوروبية إلى الغاز، في أعقاب الأحداث الروسية - الأوكرانية، والجُهوزية الإسرائيلية للتصدير من منصاتٍ عُمِلَ على بنائها مُنذ مُدّة داخل المياه الإقليمية للأراضي الفلسطينية المُحتلة.
ومن أجل تحسين وضعه الانتخابي، فإنّ الحاجة لدى لبيد تكون توفير الهدوء على الحُدود الشمالية، كما الجنوبية مع قطاع غزة، والمزيد من الضغط والاقتحامات داخل الضفة الغربية، لإظهار فائض القوة.
وإنْ جرى التوصّل إلى اتفاقٍ، فإنّ لبنان يحتاج إلى سنواتٍ عدّة بين البحث والاستخراج والتكرير والتصدير!
كذلك، من يضمن عدم إلغاء هذا الاتفاق، الذي لن يرقى إلى مُعاهدة، إذا ما وصلت أي حكومة ورفضت تنفيذ بنوده؟ المصدر :اللواء |