الأحد 9 تشرين الأول 2022 09:26 ص |
البطريرك العبسي من دير المخلص: عالم اليوم في ضياع وخطر لأنّه يفتقد قادة ليسوا قوّادًا ولا زعماء |
* أحمد منصور ترأس بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، في دير المخلص – جون (الشوف)، الرسامة الأسقفيّة للأب جورج إسكندر المخلصي، متروبوليتاً على أبرشية صور للروم الكاثوليك، وعاونه حشد من المطارنة والرؤساء العامون والآباء، في حضور ممثل رئيس الجمهورية ميشال عون وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب الدكتور ميشال موسى، ممثل رئيس حكومة تصريف الأعمال وزير الرياضة والشباب جورج كلاس، النواب: غسان عطالله ممثلا رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الدكتورة غادة أيوب، علي عسيران، سعيد الأسمر وشربل مسعد، ممثل النائب السابق بهية الحريري، مازن حشيشو، ووزراء ونواب سابقون من الطائفة، نقيب الأطباء في لبنان البرفسور يوسف بخاش، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العقيد داوود بشعلاني، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا العقيد بشارة الحداد، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان الرائد شربل عون، المفتش العام في قوى الأمن الداخلي العقيد فادي صليبا، ورئيسات عامات وراهبات وشخصيات قضائية ونقابية واعلامية ومحامون ومدراء عامون وضباط ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات وأهالي من شرق صيدا وجزين وزحلة . بعد تلاوة الإنجيل المقدس، تمت مراسم الرسامة على يد البطريرك العبسي، الذي ألقى عظة بالمناسبة قال فيها:" سرورنا كبير في هذا اليوم، إذ نحتفل بالليترجيّا الإلهيّة المقدّسة ونقيم فيها حبرًا جديدًا، سيادةَ الأخ المحبوب جورج اسكندر الجزيلِ الاحترام، الذي انتخبه سينودس كنيستنا الروميّة الملكيّة الكاثوليكيّة متروبوليتًا على أبرشيّة صور في أثناء انعقاده في مدينة روما بإيطاليا من 20 إلى 26 حزيران 2022، والذي ثبّت انتخابَه فيما بعد قداسةُ البابا فرنسيس. سرور الكنيسة اليوم كبير إذ تستقبل حبرًا جديدًا يولد من رحمها على مذابح الربّ لخدمة شعبه المقدّس." وأضاف "في هذه الليترجيّا المقدّسة التي نلتَ في أثنائها الدرجة الأسقفيّة أعلنتَ، أيّها الأخ جورج، أمام الجميع، أمرين اثنين. أعلنتَ إيمانك وأعلنت نهجك. أعلنت أوّلاً إيمانك بالله الواحد في ثلاثة أقانيمَ متساويةٍ في الجوهر، الآبِ والابن والروح القدس، وأعلنتَ معه إيمانك بالكنيسة الواحدة الجامعة المقدّسة الرسوليّة. أعلنتَ الإيمان الواحد الذي تسلّمناه كلّنا، واحدًا بعد واحد وواحدًا من واحد، (تسلّمناه) من الرسل أنفسهم، والذي هو أساس وحدتنا. أعلنتَ الإيمان الذي حرِص الرسول بولس عليه وحفظه وحثّ تلميذه تيموثاوس على حفظه، حتّى إنّه استطاع في غروب حياته أن يعلن لهذا التلميذ: "لقد جاهدتُ الجهاد الحسن وحفظت الإيمان". وهوذا أنتَ اليوم أيضًا تُعلن وتَعد بأن تحفظ هذا الإيمان، أن تحفظ هذه الوديعة كما سمّاه القدّيس بولس." وتابع البطريرك العبسي "هذه الوديعة، في الحقيقة، ما هي إلاّ الربُّ يسوع المسيح نفسه. هكذا فهمتها الكنيسة فتقول للكاهن في رسامته، واضعة على راحتيه جسد الربّ يسوع: "خذ هذه الوديعة واحفظها إلى مجيء الربّ يسوع". هذه الوديعة، منذ بولس إلى اليوم وإلى ما بعدَ اليوم، يحاول أناس أن يسرقوها، أن يشوّهوها، أن يطمسوها، أن يحطّموها. وقد نخجل نحن أنفسنا من أن نظهرها ونعلنها. لكنّك أنت، أيّها الأخ الحبيب جورج، وعدتَ اليوم أمام الجميع موقّعًا بخطّ يدك أنّك سوف تبقي عليها وتحفظُها ناصعة غير منثلمة، وعدتَ أن تضعها على المنارة لتضيء للجميع. كيف يكون ذلك؟ قلتَه لنا في إعلانك الثاني، إعلانِ النهج الذي سوف تنهجه في حياتك الأسقفيّة والذي حفرته وأوضحته في شعارك الأسقفيّ: "باسمك ألقي الشباك". بهذا الشعار قد أردتَ، يا سيّدنا جورج، أن تكون صيّادًا للناس كما وعد يسوعُ بطرسَ والذين كانوا معه بأن يكونوا. وهوذا أنت منطلق لتلقي الشباك. إنّما علينا نحن الذين اختارهم السيّد ليتبعوه أن نتنبّه لشيء هو أنّ السيّد المسيح هو الصيّاد الحقيقيّ والأوحد وما نحن سوى أدوات له يصطاد بها. هذا ما تُعلّمنا إيّاه أمّنا الكنيسة حين تخاطب السيّد المسيح في نشيد العنصرة قائلة: "مبارك أنتَ أيّها المسيح إلهنا الذي أظهر الصيّادين جزيلي الحكمة وأنزل عليهم الروح القدس وبهم اصطاد المسكونة. يا محبّ البشر المجد لك". أجل، إنّه هو الذي اصطاد المسكونة بشبكة الصليب والقيامة وخلّصها من الخطيئة والموت." وقال:"في حياتنا الرسوليّة قد نضع الربّ يسوع في زاوية من زواياها، في الضوء الخافت، تحت المكيال، معتقدين أنّنا ببعض التعاليم أو المعلومات التي حصّلناها والتمارين التي أجريناها نستطيع أن نستغني عنه، فنذهبَ إلى عمق البحر وحدنا نصطاد بأنفسنا، نتعب الليل كلّه ولا نصيب شيئًا، وتبقى شباكنا فارغة. يسوع المسيح هو الصيّاد الحقيقيّ الذي ضمّ على الصليب الذي هو أوسع وأمتن من كلّ الشباك (ضمّ) كلّ المتفرّقات وكسر كلّ الحواجز. يسوع المسيح هو الذي يدلّنا أين نصطاد ومتى نصطاد وكيف نصطاد لنحصل على سمك كثير. يكفي لذلك أن نتحلّى بإيمان كبير، أن نقول له بثقة كبيرة: "باسمك، بكلمتك ألقي الشباك"، "لتكون تلك القدرة الفائقة لله لا من عندنا" على حسب قول الرسول بولس (2كور 4: 7)، ناظرين إلى تواضعنا، بالشكر والفرح، لأنّه يصنع بنا عظائم كما صنع بالعذراء مريم. "
وتوجه الى المطران اسكندر بالقول:أيّها الأخ المحبوب المطران جورج، هوذا أنت منطلق للصيد، لتلقي الشباك في أبرشيّتك، في صور الأبرشيّةِ التي تعرف البحر والصيّادين. في الصيد في البحر يكون غيم وصحو، هدوء وعاصفة، خوف وإقدام، نجاح وإخفاق، ضعف وقوّة. والناس غالبًا ما لا يرون إلّا الضعف والإخفاق والخوف والغيم والعاصفة فينتقدوننا ويشكّكون بنا، وينعتوننا بشتّى النعوت السيّئة، بيد أنّنا نبقى ثابتين لأنّنا نعلم بمن آمنّا، كما يقول بولس الرسول، لأنّنا نعلم أنّنا إنّما نصطاد باسم السيّد المسيح وبكلمته، موقنين أنّ هذه الكلمة صادقة تنجح في كلّ ما تأمر به على ما قال النبيّ أشعيا: "لأنّه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجع إلى هناك بل يُروي الأرض ويجعلها تُنشىء وتُنبت لتؤتي الزارع زرعه والآكل طعامًا، كذلك تكون كلمتي التي تخرج من فمي لا ترجع إليّ فارغة بل تُتمّ ما شئتُ وتنجح في ما أُرسلت إليه" (أش 55: 10-11). وكما قال أيضًا القدّيس بولس: "إنّ كلمة الله"حيّة فعّالة وأمضى من كلّ سيف ذي حدّين، تَنفذ حتّى مَفرق النفس والروح والأوصال والمِخاخ" (عبر 4: 12). أجل، سوف يكون الصيد غزيرًا وسوف تنجح في ما تعمل بالرغم من كلّ شيء، لأنّه إن ضُيّق علينا لا ننحصر، وإن حِرنا لا نيأس، وإن اضطُهدنا لا ننخذل، وإن طُرحنا لا نتلاشى (2كور4: 8-9). إنّما علينا لذلك أن نعمل بما يوصي به الرسول بولس تلميذه تيموثاوس في الرسالة التي اخترتها أنتَ وتُليت علينا منذ قليل. بماذا أوصى الرسول بولس؟
المصدر :جنوبيات |