إنّها حادثة وقعت فعلًا في زمن الجهل والتخلّف وانعكاسهما على واقع التربية والتعليم، في توازن أليم بين العقول النيّرة والأدمغة المتحجّرة، وفي مضاهاة ممجوجة بين الخيال والواقع وأثرها في حسن استخدام الكلمات، ورداءة قراءة الأحرف والمفردات.
وهذا ما حصل وسيحصل في بيت أبي جهل في كلّ مرة لا نُحسن فيها استخدام الكلمات والعبارات في عالم القرارات والترّهات.
إليكم ما حصل في بيت أبي جهل:
"رنّ جرس هاتف الأب وهو في الحمّام، والأمّ تؤدّي صلاتها. أمسك الابن بالهاتف وأخذ يُنادي أباه:
"بابا بابا "الملكة وردة" عم تتّصل فيك"!
قطعت الأمّ صلاتها بسرعة وسلَّمت يمنة ويسرة، فتعثّرت بغطائها واصطدمت بالباب.
وخرج الأب مسرعًا من الحمّام فتزحلق على ركبته وأمسك بالهاتف، وقال لابنه:
"من وين جايب "ملكة وردة" يا ثور يا ابن الثور؟ مكتوب "مكالمة واردة"! الله لا يوفّقك إنت واللي درَّسك. ورجع الحمّام وهو يعرج، وعادت الأمّ إلى صلاتها على الكرسيّ".
يقول المتنبّي:
"ذو العقل يشقى في النّعيم بعقله..
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ".
وفي مقام آخر يقول أبو الطيّب:
"لكلّ داء دواء يُستطبّ به..
إلّا الحماقة أعيت من يداويها".