يا ولدي، الحياة ألم وأمل، دمعة وابتسامة، نور وظلمة، عدل وجور، ضنك وعطاء، عمل وبطالة، منح ومحن، وهناك الكثير الكثير من التضادّ والمتغيّرات في الزمن الرقميّ والتعداد الحكميّ.
والله قد خلق لنا عينين اثنتين لكي نرى بهما الجانبَين معًا.
فليس من العدل أن نرى الحياة بعين واحدة.
وليس من العدل أن نرى الألم ولا نرى الأمل، وأن نرى الدمعة ولا نرى البسمة، وأن نرى الظلمة ولا نرى النور، وأن نرى المنح ولا نرى المحن…
وقس على ذلك، فبضدّها تتميّز الأشياء.
يا بنيّ، سيقنع ويرتاح كلّ من ينظر إلى حياته بالعدل. فبعض الدعوات الجميلة لا تُستجاب في لحظتها، ولكنّ الله لا ينساها فيعطيك إيّاها في الوقت المناسب والظرف الأجمل، (وما كان ربّك نسيًّا).
يا بُنَيّ، ليست وظيفتي أن أُبعد الشوك عنك، فالشوك يملأ الطريق دومًا، وأنا لن أبقى معك العمر كلَّه. إنّ مهمّتي يا بُنَيّ أن أُعلّمَك كيف تتجنّب الشوك في حياتك، وكيف تصبر على الألم، وكيف تُصبح قويًّا بعد كلّ إصابة. لن أستطيع أن أجعلَ حياتَك بلا ألم، فقد عشتُ الحياة بآلامِها... وقاومتُها.
وأخيرًا وليس آخرًا، ما أروع أن يكون لك حبيب أو صديق لا تخشى غدره وقلّة وفائه.