![]() |
الخميس 27 تشرين الأول 2022 09:37 ص |
تجربة إحدى المدارس اللّبنانية في التّعليم عبر الانترنت: كان خيار الضرورة |
![]() |
* جنوبيات "إذا كان ذنب للكبار فما ذنب الصغار؟!" إذا كنّا نحن الكبار قد تعلّقنا فعلاً بالتكنولوجيا وانغمسنا بعالم الانترنت بشكلٍ يصعب علينا - نحن الراشدين - منع أنفسنا عن الاندماج مع هواتفنا الذكيّة ووسائل التّواصل الاجتماعي والتّطبيقات المختلفة، حتّى وصل بنا الأمر إلى مرحلة يصعُب علينا نحن الواعين للجانب المُظلم من هذا التعلّق من تركه فكيف الحال بالصّغار الذين لم يكتمل نموهم الفكري حدّ النّضوج والوعي والإدراك لهذا العالم الواسع الذي أصبح بين أيديهم وفي عدسة أعينهم بين أروقة التشعّبات العصبيّة لأدمغتهم، وهذا كلّه بفضل التكنولوجيا وشبكة الاتصالات المرتبطة بالإنترنت؟
فإذًا الذّنب هو غياب الوعي المجتمعي الكافي لتنمية قدرات الكبار على التّعامل مع هذا المستجد في حياتهم لحماية صغار هذا المجتمع ومستقبله. وفي هذا الصّدد أجرى موقع أمان الأطفال مقابلة مع عدد من مديري المدارس، المدرج في مناهجها استخدام الوسائل التعليميّة التكنولوجيّة، للاستفادة من ملاحظاتهم المبنيّة على التّجربة العمليّة والاحتكاك المباشر مع التلاميذ، فمنهم من رفض التّصريح ومنهم من صرّح ولكن رفض النّشر احترامًا لأنظمة المدرسة الداخلية التي لا تسمح بنشر اسم المدرسة في الصّحافة، ومنهم من صرّح باقتضاب ومنهم من ذهب إلى أقصى درجات الشّفافية والتّعاون في سبيل نشر الوعي وتوجيه رسائل الى المعنيين لأخذ الإجراءات المناسبة حرصًا على مستقبل الأطفال وأمنهم الاجتماعي والثقافي والتربوي والتعليمي.
تلخّص الحاج تبعات التّعليم الالكتروني السلبيّة على واقع الحال في أربع نقاط رئيسية: ثانياً: عدم الالتزام بالوقت المحدّد لتسليم الفروض متذرّعين بالحُجج الآنفة الذّكر. ثالثاً: الاتّكاليّة المُطلقة على الأهل الذين كان بمعظمهم يساعدون أولادهم في الفروض والاختبارات. رابعاً: غياب الانضباط الصفّي الحضوري حيث كان هناك عدم انضباط في تنفيذ تعليمات المعلّمة في بعض الحالات من حيث الحضور على الوقت دون تأخّر وتنفيذ المطلوب من دون تقصير خامساً: عدم تفاعل الأطفال في الرّوضات والحلقة الأولى بالشّكل المطلوب حيث لوحظ عدم تمكّن كثير منهم من مسك القلم بالشّكل الصحيح بالإضافة إلى بطء شديد في الكتابة وهذا ما تمّ ملاحظته بشدّة بعد العودة إلى المدرسة حضورياً. سادسًا: غياب الخصوصيّة للتلميذ والمدرّس أثناء التّعليم الالكتروني وخصوصاً في المنازل المزدحمة بالأطفال ممّا سبّب في بعض الحالات القليل من التّشويش وعدم التّركيز بالنّسبة للطالب الذي يدرس أو المعلم الذي يشرح للمُحاطين بعناصر تشويش في منازلهم. سابعاً: صعوبات إدارية أثناء التّعليم الإلكتروني من حيث الأعداد والتّحضير للمواد التعليميّة الإلكترونيّة وتأقلم وفهم المعلمين لتطبيق عمليّة التعليم الالكتروني وإدخال المواد التعليميّة إلكترونياً واستقبال الواجبات المنزليّة وتصحيحها أيضاً إلكترونيًا. كما وبعد العودة إلى المدرسة حضوريًّا حيث لوحظ في بعض الحالات تراجع نشاط بعض المعلّمين الذين سبق وأن اعتادوا التّعليم الإلكتروني.
المصدر :أمان الأطفال |