على مدار الساعة واليوم لا تهدأ ورش الأشغال الجارية على قدم وساق عند اطراف مخيم عين الحلوة بموازاة الطريق الممتدة من مستديرة السراي (العربي) وحتى مدخل اوتوستراد الجنوب (الحسبة) او ما يسمى بخط السكة الذي يمر في قسم كبير منه داخل حدود المخيم او يقع عليها، حيث تبين انها تهدف لبناء عدة ابراج مراقبة للجيش في تلك المنطقة.
هذه الأشغال التي بدأت قبل فترة استدعت استيضاحات حولها من قبل اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا بعد محاولة بعض الأشخاص والمجموعات داخل المخيم التحريض عليها.
ومنعا لإستغلال هذا الأمر وتطور شكل الاعتراض التقى وفد من اللجنة أخيرا رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد الركن خضر حمود في ثكنة زغيب العسكرية حيث اطلعوا منه على الاجراءات المتخذة بناء لقرارات صادرة عن قيادة الجيش وبهدف الحفاظ على أمن واستقرار المخيم والجوار وفق ما تبلغ الوفد من حمود، فيما نقل الوفد اليه الملاحظات التي اثارها البعض لجهة قرب بعض الأبراج او النقاط التي يتم بناؤها على حدود المخيم من المنازل او كون بعضها يشيد في موقع كاشف لبعض البيوت داخل المخيم ولا سيما في منطقة حي الزيب.
وبناء عليه قام رئيس مكتب مخابرات الجيش في صيدا العميد الركن ممدوح صعب مع ضابطين كبيرين من فوج الهندسة في الجيش بجولة على الحدود الغربية للمخيم (خط السكة) للاطلاع عن كثب على الابراج التي يقوم الجيش ببنائها في تلك المنطقة والاستماع الى ملاحظات الجانب الفلسطيني بشانها ولتعديل ما يمكن تعديله منها.
وتبين خلال الجولة ان هناك ستة نقاط يتم بناء ابراج فيها يبلغ ارتفاع كل واحد منها 7 امتار ويفصل بين الواحد والآخر عشرات الامتار، وان ثلاثة من هذه الأبراج كانت هناك ملاحظات عليها اما لقربها من البيوت او اطلالها عليها مباشرة حيث اخذت قيادة الجيش بعين الاعتبار مطالب اللجنة بتعديل موقع بعض هذه الأبراج وابعادها امتار عدة.
في هذا الوقت لوحظ استئناف ورشة بناء جدار على مقربة من المنطقة نفسها قرب خط السكة قبالة منطقة الموصلي حيث تم نقل» بلوكات « اسمنتية كبيرة اليها. واشارت مصادر مطلعة الى ان هذه الخطوة تأتي استكمالا للمراحل الأولى من الجدار الذي كان بوشر ببنائه حول المخيم وانها تتكامل بطبيعة الحال مع خطوة بناء ابراج المراقبة.
واعتبرت المصادر ان القرار بشأن هذه التدابير ليس جديدا وانما انتظر توقيته الظروف المناسبة وانها تدابير احترازية لقطع الطريق على اي محاولة مشبوهة لجر المخيم الى اي صدام مع الجوار ولمنع اي تسلل لمطلوبين منه او اليه. فيما ذهب آخرون الى اعتبارها خطوة لتأمين طريق اليونيفيل من والى الجنوب والذي يمر بمحاذاة المخيم !.