أرسلت الامم المتحدة دعوات، بعد ظهر امس، الى المعارضين المفترض ان يشاركوا في مفاوضات السلام السورية في جنيف ابتداء من الجمعة، شملت شخصيات معارضة من خارج وفد الهيئة العليا للمفاوضات التي تواصل اجتماعها في الرياض لتحديد موقفها النهائي من المشاركة.
وأرسلت الامم المتحدة «الدعوات للمشاركين السوريين، وفقا للمعايير المحددة في قرار مجلس الأمن رقم 2254 (2015)»، وفق ما اعلن مكتب موفد الامم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا في بيان.
وقال هيثم مناع، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديموقراطية وهو تحالف عربي كردي معارض ينشط خصوصا في شمال سوريا «تلقيت دعوة للمشاركة في المحادثات بصفة مفاوض».
وأضاف «تمت ايضا دعوة ثلاث شخصيات من تيار قمح» الذي يرأسه. واكد قدري جميل، رئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» المقيم في موسكو بدوره تلقيه دعوة مضيفا «انا في طريقي الى جنيف بعدما تلقيت دعوة للمشاركة في المفاوضات».
ولم يكن مناع وجميل في عداد الوفد التفاوضي الذي اعلنته الهيئة العليا للمفاوضات في وقت سابق.
وقالت رندا قسيس رئيسة حركة المجتمع التعددي إنها دعيت مع هيثم مناع وصالح مسلم والهام أحمد وقدري جميل وإن الدعوات وجهت بشكل فردي.
وفي وقت سابق، قال صالح مسلم أحد زعماء حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي لرويترز إنه يتوقع دعوة حزبه إلى جنيف. ولدى الاتصال به قال مسلم إنه لم يتلق الدعوة بعد.
وأكد مناع الذي يقود المجلس بالمشاركة مع الناشطة الكردية إلهام أحمد تلقيه الدعوة. وكان جميل نائبا لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية تحت حكم الأسد.
وقالت قسيس إن المدعوين الخمسة يعتزمون الاجتماع في سويسرا قبل المحادثات لتجهيز أنفسهم.
واعترضت موسكو في وقت سابق على اقتصار تمثيل المعارضة على الوفد الذي شكلته الهيئة العليا للمفاوضات مطالبة بتوسيع التمثيل ليشمل قوى وشخصيات معارضة اخرى وعلى راسها حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الذي لم يعلن حتى الان تلقيه دعوة.
وقبل ثلاثة ايام من الموعد الجديد الذي حدده دي ميستورا لانطلاق محادثات جنيف، عقدت الهيئة العليا للمفاوضات، المنبثقة عن لقاء للمعارضة في الرياض، اجتماعا امس لحسم موقفها النهائي من المشاركة، وهي التي ترفض اضافة اسماء معارضة جديدة على ممثليها او ارسال وفد معارض ثالث.
وتستأنف الهيئة اجتماعهاصباح اليوم لتحديد موقفها النهائي من المشاركة في مفاوضات جنيف وفق ما قال عضو الهيئة سالم المسلط.
وقال المسلط «انهت الهيئة اجتماعها مساء اليوم على ان تستأنفه عند الساعة العاشرة من صباح غد الاربعاء».
وأشار الى ان «الاجواء ايجابية»، موضحا ان الهيئة «ستطلب (من الامم المتحدة) غدا الاستفسار عن بعض القضايا وخصوصا الانسانية منها».
وقال مصدر مقرب من اجتماع الرياض ان الهيئة العليا للمفاوضات ستطالب دي ميستورا «بايضاحات مهمة» تتركز على «طبيعة الدعوة التي وجهت لآخرين» والاستفسار حول شكل الحكم مستقبلا.
وشكلت مشاركة حزب الاتحاد الديموقراطي، الحزب الكردي الاهم في سوريا، محور سجال امس بين موسكو وانقرة، اذ هددت الاخيرة بمقاطعتها عملية المفاوضات في حال مشاركته.
وقال مستشار الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديموقراطي سيهانوك ديبو «حتى الآن لم يتلق حزب الاتحاد الديموقراطي دعوة للمشاركة في محادثات جنيف».
وتوقع تلقي حزبه الدعوة «خلال الساعات المقبلة او غدا كأبعد حد».
وحمل ديبو المسؤولية لتركيا، مشيرا الى انها كانت المسؤولة ايضا عن عدم مشاركة حزب الاتحاد الديموقراطي في اجتماع المعارضة في الرياض في كانون الاول.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن من المستحيل التوصل لاتفاق سلام في سوريا من دون دعوة الأكراد للمشاركة في عملية التفاوض.وأضاف في مؤتمره الصحفي السنوي أن منع السوريين الأكراد من المشاركة في محادثات السلام سيكون «جائرا» و«سيأتي بنتائج عكسية».
وقال ايضا «بدون هذا الحزب، بدون ممثليه، لا يمكن ان تحقق المفاوضات النتيجة التي نريدها وهي تسوية سياسية نهائية»، في حين اكد رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو امام نواب حزبه «نرفض بشكل قاطع حضور حزب الاتحاد الديموقراطي ووحدات حماية الشعب حول طاولة» المفاوضات.
وليس واضحا ما اذا كان موقف اوغلو يعني مقاطعة انقرة للمشاركة في الاجتماع او رفضها للعملية السياسية بشكل عام.
«مسائل صعبة جدا»
وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان هناك «مسائل صعبة جدا لا يزال ينبغي تسويتها» حول تشكيلة الوفود وجدول اعمال المفاوضات السورية في جنيف.
واضاف في مقابلة مع قناة تي في 5 «نأمل ان تبدا المفاوضات لكن لا تزال هناك مسائل صعبة جدا ينبغي تسويتها حول تشكيلة الوفود».
وتابع بينما تسود خلافات بين دمشق والمعارضة والجهات المؤيدة لهما حول من لديه شرعية للتفاوض «هناك قاعدة بسيطة، وهي انه لا يعود لجهة ما ان تفرض تشكيلة الوفد على جهة اخرى».
وبالنسبة لفرنسا «فان مجموعة الرياض هي الجهة الممثلة» وفقا لفابيوس. وقد وافقت مجموعات رئيسية من المعارضة السورية السياسية والمسلحة في كانون الاول في الرياض على تشكيلة الوفد التي تستثني حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي المتهم بالتواطؤ مع دمشق.
ومع ذلك، ترك الوزير الفرنسي الباب مواربا امام مشاركة الاكراد قائلا ان «الدبلوماسية حاذقة بما يكفي لكي نقبل بوجود وفود رسمية، مع امكانية استشارة اخرين ليسوا مفاوضين مباشرين».
وأشار فابيوس الى «مشكلة اخرى، فما هو فحوى هذه المفاوضات؟ يجب مناقشة كل شيء وخصوصا ما ندعوه الحكومة الانتقالية»، وجدد تأكيد باريس ان الرئيس السوري بشار الاسد لا يمكن ان يكون «مستقبل سوريا».