ليس هناك أجمل من الثقة بالنفس عندما تجتمع في الإنسان جميع الخصال الحميدة، والتصرّفات المفيدة، والعلاقات المميّزة والفريدة على أسس من نبل الصفات وسموّ الأخلاق.
فالثقة بالنفس تجعل من العصفور صقرًا، ومن الحلم حقيقةً، ومن المستحيل واقعًا ملموسًا.
انشروا الأملَ في النفوس، وبثّوا التفاؤلَ في الأرواح، وأطلقوا الطمأنينةَ بين الناس في ساعات الأزمات، وبشّروهم باليُسر بعد العُسر، وبالفَرَج بعد الكرب، لأنّ فَرَج الله قريب، وحبله واصل، وعليه لطف الاتّكال وإليه حسن المآب. وتذكَّروا قول الله تعالى: (فإنّ مع العسر يسرًا • إنّ مع العسر يسرًا).
هذا وأرقى أنواع الأناقة أن تَكون نظيَفَ القَلب، ناصِعَ الفكر، طيّبَ الأخلاق، جَميلَ المشاعِر، تُسعِد الناس وتَمضي بكُلِّ حُبّ. ففي بداية كُلّ علاقة تظهر المشاعر، وبعد نهايتها تظهرُ الأخلاق. وإذا كان الجمالُ يجذب العيونَ فالأخلاق تملك القلوبَ.
فقد قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
وإنّما الأممُ الأخلاقُ ما بقيَتْ
فإنْ هُم ذهبَتْ أخلاقُهم ذهبوا
وعليه، فإنّ خير ما نسأل به الله (وهو السميع المجيب) أن ينزّل علينا من ألطافه ورحماته ما يسكّن به نفوسنا الحائرة، ويطمئن أرواحنا الخائفة، ويعوّضنا عن كلّ عسر يسرًا، وأن يمنحنا القوّة لنكمل الطريق إلى برّ الأمان.
وأخيرًا وليس آخرًا، الكلمة الطيّبة في زمن الجفاف أعذب من الماء البارد. {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}.
فكلّ شخص تقابله في مسيرة عمرك يخوض معركة حياته من أجل البقاء، وأنت لا تعلم عنها شيئًا.
لذا، كن بلسمًا للجراح بابتسامتك ووجهك المشرق الوضّاء.
فبالإيمان والقلب الطاهر الطيّب، والعقل النيّر، خاطب مَن حولك بأعذب الكلمات وأرقّها لتخفّف عنهم وزر المتاعب، ولتثقل
ميزانك يوم الحساب بما ينفعك وقت السؤال. "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلّا من أتى الله بقلب سليم".
صدق الله العظيم.