السبت 12 تشرين الثاني 2022 09:25 ص

‏طريق الخلاص يمر بالطائف


٣٣ عاماً مرت على توقيع الميثاق الوطني بين اللبنانيين في مدينة الطائف في المملكة العربية السعودية، هذا الإتفاق الذي أوقف الحرب الأهلية ووضع حد لبركان الدم بين اللبنانيين على مدى ١٥ عاماً.

٣٣ عاماً شهد فيها لبنان العصر الذهبي من خلال الإنماء والإعمار والإزدهار الاقتصادي والخدماتي وإرتفاع نسبة التعليم حتى عرف عن لبنان انه جامعة ومستشفى الشرق.
فطوال تلك الفترة و ما شهدتها من مطبات لم يتمكن أحد من إلغاء الطائف رغم محاولات البعض للانقلاب عليه عبر ابتداع اعراف جديدة و محاولة مصادرة صلاحيات مجلس الوزراء و رئيسها، و رغم محاولات بعض السفارات في تمهيد فكرة عقد إجتماعي جديد لكن هذه الخطوة دفنت في مهدها.
فهذا الإتفاق وما يمثل للمعنى الوجودي لكيان لبنان العربي الهوى والهوية، هو الحجر الأساس لبناء الدولة ومؤسساتها الرسمية وفق الدستور يخضع له الجميع سواسية، لا يستقوي قويهم على الضعيف.
لكن ما نشهده اليوم من ازمة اقتصادية و سياسية جراء التراكمات والترهلات سببها عدم تطبيق كافة بنود الطائف، فكل طرف سياسي يريد تطبيق بند غب طلبه وهنا تكمن المشكلة.
فعلى سبيل المثال، جميع العناوين العريضة التي رفعت خلال الإنتخابات الأخيرة من الإصلاحات وصولاً إلى إلغاء الطائفية السياسية جميعها يمكن حلها بتطبيق الطائف، فهو المدخل الوحيد لحل المشاكل العالقة بين الأطراف السياسية.
وما نشهده اليوم من فراغ ما هو إلا بسبب ارتباط كل طرف أجندة خارجية، في ظل انعدام وضوح المعالم السياسية القادمة بسبب حروب المنطقة وصراع الامبراطورات القديمة على استعادة نفوذها، فالمطلوب تغليب المصلحة الوطنية، و جلوس جميع الأطراف السياسية على طاولة حوار و مناقشة كل طرف هواجسه لتجنيب انجرار الصراع السياسي إلى الشارع، وبالتالي الإتفاق على انتخاب رئيس جمهورية حقيقي قادر على جمع اللبنانيين والحكم فيما بينهم وفق الدستور والقانون، فلا مكان للإنقسام و ان كان البعض يفضل الذهاب إلى التقسيم و الفدرلة بسبب التطرف والحنين لزمن الكانتونات، ومن هنا أتت مبادرة سفارة المملكة العربية السعودية مشكورة عبر عقد المؤتمر الوطني لترسيخ فكرتين"وحدة اللبنانيين و عروبة لبنان"،فهذه هي الفرصة الأخيرة لبناء دولة حقيقية وإلا على الدنيا السلام.
من هنا ومن كان اصرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز  وولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومن خلال رؤيتهم  لهذا الإتفاق الذي يحقق السلام الذاتي و الاستقرار المنشود خصوصاً أن لبنان يدخل في رؤية ٢٠٣٠ من خلال الاستثمارات التي تحقق المكاسب لهذا الوطن الجريح ، واليوم بعد ٣٣ عاماً للطائف نقول شكراً للملك فهد والملك عبدالله وللشهيد رفيق الحريري والأمير سعود الفيصل ، وللاخوة العرب وللسفير وليد البخاري ومنتدى الطائف شكراً للمملكة العربية السعودية وشعبها الطيب رغم كل المحاولات يبقى تنفيذ اتفاق الطائف هو المدخل الوحيد لحل المشاكل العالقة بين الأطراف السياسية المختلفة والمتنازعة على السلطة، لهذا هل نستطيع اغتنام الفرصة خصوصاً انني لاحظت خلال مشاركتي في المؤتمر حماس الحاضرين والحرص على تطبيقه ام اننا تعودنا على أن نضيع الفرص؟

المصدر :جنوبيات