السبت 12 تشرين الثاني 2022 10:06 ص

"الحياة مدّ وجزر"


* جنوبيات

ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻘْﻔﻞ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻚ ﻋﻤﺪًا ﺇﻳّﺎﻙ ﺃﻥ ﺗﻄﺮﻗﻪ ثانية، ﻻ ﺗﺠﺮﺡ ﻛﺒﺮﻳﺎﺀ ﻳﺪﻙ ﻛﻲ ﻻ ﻳﺤﻔﺮ ﺫﻟّﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺨﺸﺐ ﻃﻮيلًا.

عش أيّامك فخورًا بصبرك، بإنجازاتك، باستمرارك رغم العثرات. كُن صلبَ العزيمة جَسورَ القلب، لأجلك، لأجل من يستظلّون تحت جناحك، فالحياة لن تكون دائمًا كما ترغب، إنّما هي مدٌّ وجزْر، فتعلَّم متى ترسو، ومتى تقتنِص.
قال تعالى: ﴿ومَا تَسقُطُ مِن وَرقَةٍ إلّا يَعلمُهَا﴾، فكيف بحالك، ودمعة عينك، وألم قلبك؟ كن مطمئنًّا، فقد وعدك الله بالفرج وإن طال الزمن، ﴿فإنّ مع العسر يسرًا﴾.

ســـئــل حــكــيــم: مــــا هـــو أكـــثـــر شـــيء مـــدهـــــش فــــي الـــبــــشـــر؟ فــــأجــــاب: الــــبـــشــــر. يـــمــلّـــون مـــن الـــطـــفـــولــــة، يـــســــارعــــون لـــيــكـــبـــروا، ثـــمّ يـــتــوقـــون لـــيــعـــودوا أطـــفـــالًا ثــــانـــيـــةً. يــضــيّـــعــون صـــحّــتــهـــم ليـــجــمـــعــوا الـــمـــال، ثـــمّ يــصـــرفـــون الـــمــــال لــيـــستــعيــدوا الــصـــحّــة. يـــفـــكّـــرون بالمستقـبل بـــقـــلــــق، ويـــنــسَـــون الـــحـــاضـــر، فـــلا يــعــيــشــون الــحـــاضــر ولا المـــستـــقــبـــل. يــعــيــشــون كــمـــا لــو أنّـــهــم لــــن يــمــوتـــوا أبــــدًا، ويـــمـــوتـــون كــمــا لـــو أنّــهـــم لــــم يـــعــيــشـــوا أبدًا.

وفي ملخّص الظروف، وأمام الواقع المكشوف توقّف مع نفسك قليلًا، و‏قُلْ لأحلامك المستحيلة: ‏"وكانَ اللهُ على كلِّ شيءٍ مُقتدِرًا". وقُل لأمنياتك التي طال انتظارها: ‏"يأتِ بها اللهُ إنَّ اللهَ لطيفٌ خبير". 

وإذا ضاعت عليك فرصة واحترق قلبك عليها ‏أطفئ لهيبها بهذه الآية: ‏"عسى ربّنا أن يبدلنا خيرًا منها".  
اللهمّ مثلما أضأت الكون بنور الشمس، أضئ قلوبنا بنور حبّك ضياء لا ينطفئ، وارزقنا اللهمّ رزقًا دائمًا لا ينقطع، وصحّة نستخدمها في طاعتك، واختم بالصالحات أعمالنا، وامنن علينا برحمتك يا أرحم الراحمين. 

 

المصدر :جنوبيات