أكد سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور أنّ "الشهيد الرئيس ياسر عرفات جسّد القضية الفلسطينية، مع إخوانه في النضال، الذين أطلقوا الرصاصة الأولى، في مُواجهة مَنْ أراد أنْ ينسى الشعب الفلسطينية قضيّته، فتمكّن الشهيد "أبو عمّار" مع أبطال فلسطين، من انتزاع القرار الوطني الفلسطيني المُستقل، فكانت الثورة الفلسطينية، التي نقلت الشعب الفلسطيني من النكبة إلى الثورة والدولة، وجسّدت القضية الفلسطينية واقعاً على الأرض، حتى اعترف العالم بفلسطين دولة في الأُمم المُتحدة".
وقال في حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان "18 عاماً على استشهاد الرئيس الرمز ياسر عرفات": "بتوجيهات السيد الرئيس محمود عباس وتعليماته، وبرنامج وضعناه مُنذ بداية عملنا إلى غاية الآن، يعتمد على أنّنا ضيوف في لبنان، ولدينا حق بالعودة، وعلينا واجب المُحافظة على أهلنا وشَعبِنا، والبلد الذي يحتضننا، وبالوحدة الوطنية، تمكنّا في لبنان من تفويت فُرَص التآمر على شَعبِنا الفلسطيني والمُخيّمات، من خلال وحدتنا الفلسطينية التي تجسّدت واقعاً على الأرض، وبالتأكيد ليس هناك شيء صعب في أنْ تتوسّع هذه الوحدة الوطنية، وتنتشر في كل أماكن تواجدنا كفلسطينيين، ونستطيع مُواجهة العالم أجمع، إذا كنّا مُوحّدين، ولا تستطيع أي قوّة على الأرض أنْ تفرض علينا شيئاً، لأنّ إرادة الشعب الفلسطيني هي التي ستنتصر في النهاية، عندما يتوحّد الشعب الفلسطيني، لا يستطيع أحد أنْ يُمرّر أي مشروع ضدّه".
ورأى السفير دبور أنّ "علينا كفلسطينيين إدراك المسؤولية الكبيرة التي تُلقى على عاتقنا، عندما اتحدنا كفلسطينيين صعدنا إلى القمة، وما يحدث من انقسام في فلسطين يُعيدنا إلى الخلف، ولن نستطيع إعادة وطننا فلسطين، إلا إذا كنّا وحدة مُتكاملة، ونُغلّب مصلحة المشروع الوطني الفلسطيني على كل شيء، اليوم يُقتل الفلسطيني ولا أحد يتحدّث عن ذلك، والمُجتمع الإسرائيلي أصبح مُعتاداً على قتل الفلسطينيين، شهداء وجرحى يومياً، لا فرق بين يمين مُتطرّف أو غيره، لكن بوحدتنا الفلسطينية تُؤكد انتصار مشروعنا الوطني الفلسطيني بالاستقلال الحرية والعودة".
وشدّد على أنّ "الرئيس "أبو عمّار" يسكن في داخل الفلسطيني واللبناني والعربي وكل إنسان، ففي كل شارع للرئيس "أبو عمّار" بصمة، والشعب هو الذي يُعطي ذكرى "أبو عمّار" أهمية كبرى بكل تفاصيلها، ونحن نقيم بهذه المُناسبة نشاطات مُتعدّدة، حيث خرجت جماهير شَعبِنا الفلسطيني في كل المُخيّمات إحياءً للذكرى، وعلى رأسها مسيرة إحياء ذكرى استشهاد "أبو عمّار"، التي خرجت من الطريق الجديدة، أمام مكتب الرئيس "أبو عمّار"، إلى مثوى شهداء الثورة في بيروت، التي لها معانٍ كبيرة، فضلاً عن نشاطات مُتعدّدة تُقام".
وأشار إلى أنّ "الرئيس "أبو عمّار" أنشأ ثورة، ومن بينها مُؤسّسات، انتقل بعضها إلى أرض الوطن، والعديد منها مُستمرّة في لبنان، فالثورة بالنسبة له لم تكن بندقية مُقاتل فقط، بل تحتاج إلى مَنْ يُضمّد جراح المُقاتل، كما أسّس مدرسة لأبناء الشهداء، وكان يهتم بكل تفاصيل الشعب الفلسطيني، واستطاعت الثورة إثبات نفسها بالتحوّل من فكرة، بفضل إدارتها السليمة، والرئيس "أبو عمّار" كان يهتم بكل شعبه في جميع الأماكن، لكن كان يعلم الوضع المعيشي الصعب لأبناء الشعب الفلسطيني في لبنان، في ظل حرمانه من الحقوق، لذلك كان يُميّزهم، وهو الذي عاش معهم على الجبهات وفي المُخيّمات".
وختم السفير دبور بالقول: "عندما يُؤمن الإنسان بهدف يعمل عليه ويُحقّقه، وكان هدف الرئيس "أبو عمّار" القدس وفلسطين، ووصل إلى أرض فلسطين، وكانت أسعد اللحظات لديه، حين وطأت قدماه أرض فلسطين، على الرغم من المُنغّصات التي مارسها الاحتلال، بدأ فوراً بتثبيت السيادة على الأرض، من خلال المشاريع التي أقامها، ومنها المطار واستقبال الوفود، والعمل على انسحاب "إسرائيل" من أماكن أخرى، وهذا المُحتل، لا يُفكّر بإعطاء أي حقوق، لكن شَعبَنا بصبره وفاعليته، سينتزع حقّه عاجلاً أم أجلاً، وصبر أهلنا في المُخيّمات، أجهض المُشروع الإسرائيلي، والمُرابطون الذين يُدافعون في القدس عن كل المُقدّسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، يُجهضون هذا المشروع الصهيوني، الهادف للسيطرة على المُقدّسات، وعهدنا استمرار حتى النصر".
https://youtu.be/wKJdMTZedyw