السبت 19 تشرين الثاني 2022 09:22 ص |
"يا هكذا يكون القاضي أو لا يكون"! |
* جنوبيات هذه الحادثة حصلت فعلًا وقد سمعتها من أحد قضاة الشرع والذي بلغ من العمر عتيًّا.
يُروى أنّه في العام 1956 زار شخصٌ موفدٌ من أحد السياسيّين المخضرمين (تولّى منصبًا رفيعًا في الدولة) فضيلةَ العلّامة الشيخ محمّد جواد مغنيّة بغية التوسّط لديه لتعيين أحد المعمّمين في منصب القضاء الجعفريّ. فأصرّ الشيخ مغنيّة على إخضاعه لامتحان لتحديد موقفه من أمر التعيين. وعند مثول المعمّم للامتحان قدّم للشيخ مغنية إجازة من أحد أعلام النجف، فبقي الأخير على إصراره بإخضاعه للامتحان. وبعد طرح الأسئلة عليه من لجنة رباعيّة برئاسة الشيخ مغنيّة، تمّ رفضه لعدم أهليّته العلميّة لتولّي منصب كهذا، الأمر الذي أغضب ذاك السياسيّ وأسرّها في نفسه. وبعد دراسته للملفّ تدقيقًا وتمحيصًا عيّن جلسة في وقت محدّد. فاتّصل به ذاك الوزير ليلة النطق بالحكم قائلًا: "ثبّت لي الحكم الابتدائيّ وأنا أثبّتك في رئاسة المحاكم الشرعيّة العليا مدى الحياة. فردّ عليه العلّامة مغنيّة بالقول: "المهمّ أن يثبت ديني أمام الله، وأن تثبت قدمي على الصّراط، وأقفل الهاتف بوجهه".
نقل أحد معارفه أنّ الشيخ مغنيّة حضر في اليوم التالي وباشر القضيّة بنفسه، وتوجّه للسيّدة بالقول: "خيّرتُ نفسي بين أن أحكم لكِ بناءً على قول الشرع الحنيف، أو أن أحكم لوالدة المتوفّى بناءً على قول ذلك الوزير ووعوده، ولكن هيهات أن يعلو قول الوزير على قول شرع الله". فنطق بالحكم، وأُقفل المحضر ووقّعه، وأخذ نسخة منه ورماها في وجه الوزير وخرج من المحكمة.
المصدر :جنوبيات |