الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2022 08:49 ص

"تجاهل ما يمقتك، وتمسّك بما يسعدك"


* جنوبيات

من علامات توفيق الله عزّ وجلّ للعبد أن يوفّقه إلى نقاء سريرته، وصفاء ذهنه وضياء طريقه، وأن يشغله بإصلاح باطنه وتطهير الذات من الآفات والصفات الذميمة. 

ومن علامات حرمان التوفيق للعبد أن ينشغل بغيره عن نفسه، أو يشغله إصلاح ظاهره عن إصلاح داخله. والأصعب والأكثر إيلامًا أن يحرمه تعالى لذيذ مناجاته. 
يقـــف الــڪـثــيــر مــنّــا وقـــفـــات جـــادّة مـــطـــوّلـــة مـــع كـــلّ مشــڪــلــة تُــــواجـــهــهــم، فــــي الروابط  الأســــريّة، والـــعـــلاقـــات الــشخــصـــيّــة ، والتعاطي مع  الـــعــامّـــة. فيُــــعــطــيــهـــا الــڪــثــيــر مـــن وقـــتـــه وتفـــڪيــره. بيد أنّ هــــنــــاك أمورًا فــــي الـــحــيـــاة  لا تُــــحــــلّ إلّا بـــالـــتجـــاهــــل ،والــــرمــــي خـــلـــف الظـــهـــر بـــمـــرور الـــوقــــت. وعليه، فـــلــنُــمــيّـــز بين  الــمــــشـكلات وأحـــجـــامـــهـــا وطبـــيعـــتهــــا حــتّــى لا نســتــهــلـك طـــاقــتــنــا كاملة بحلّ كلّ مشـــڪــلــة تُـــواجـــهــنـــا فـــي الــحــيــاة.
فـــالتـــفڪـيـــرُ الـــزائـــد والــمبــالَـــغ فـــيــــه هـــو فــــي حدّ ذاته مشــڪـلــة أيـــضًا. وتــضـخــيـــم المــشكلات كذلك  مـــشڪـــلـــة وتكون عصيّة عن الحلّ. ولهذا قالَ الله تعالى في محكم تنزيله: ﴿فَــــأَعْــــرِضْ عَـــنْــهُــمْ وَانــتَــظِــرْ إِنَّــــهُـــم مُّـــنــتَــظِـــرُونَ﴾. 
ومن هذا المنطلق تمسَّك بكلّ ما يسعدك، وتجاهل وابتعد عمّا يغيظك ويمقتك.  
فالله هو الصاحب في الشدّة، والمؤنس في الوحدة، والحافظ في الغربة. هو وليّ النعم، وكاشف الكرب، وسامع الدعاء، وراحم العبرات، ومقيل العثرات.  
ارضَ اللهمّ عنّي وعن أحبّتي فما بعد رضاك إلّا الجنّة.
اللهمّ يا حيّ يا قيّوم أذقني وأحبّتي برد عفوك، وحلاوة حبّك، وافتح مسامع قلبي وقلوبهم لذكرك وخشيتك، واغفر لي ولهم بكرمك.
اللهمّ اجعل تواصلنا بِرًّا، وكلامنا ذِكرًا، ومحبّتنا فيك طول العمر.
آمين يا ربّ العالمين.

المصدر :جنوبيات