الجمعة 25 تشرين الثاني 2022 11:04 ص |
بالنظام - في الشوط الأول |
أخفق مجلس النواب الحالي في اغتنام فرصة المداورة في المناصب الدستورية حين كان بصدد انتخاب رئيسه ونائبه. وكان بإمكانه حينها أن يكسر الحلقة المفرغة التي يدور فيها لبنان منذ مئة عام ولكنه لم يفعل. الفرصة تتكرر اليوم في الاستحقاق الرئاسي وستتكرر عند كل استحقاق، أما نجاحها فشرطه أن يطال التغيير جميع مناصب الصف الأول الدستورية، وألا تُعتبر انتصاراً لفئة أو هزيمة لأخرى.
يعتبر البعض أن انتخاب رئيس غير ماروني مخرج من الأزمة الحالية، والعودة إلى التاريخ تبين أن الانتداب الفرنسي اعتمد هذا الحل أكثر من مرة. لكنه اليوم لن يكون مفيداً في ظل المشهد القائم واقتصار التنافس السياسي على الصراع الطائفي على المناصب وصلاحياتها وما تنتجه من حصص في موارد الدولة، ومن دون أن يرافقه تغيير جذري وشامل في تركيبة النظام السياسي القائم. تساءل كاتب صديق عن سبب تسمية جميع دورات الاقتراع التي حصلت "دورة أولى" لا تليها دورة ثانية. هذا يشبه في زمن المونديال أن يصرّ حكم المباراة على إعلان انتهاء المباراة من الشوط الأول ويفتتح الشوط الثاني على أنه شوط أول وأن يكرر ذلك إلى أن تتغير مجريات اللعبة كما يريد. المادة 49 تنص على دورات اقتراع متعددة في جلسة انتخاب واحدة، وإن دورات الاقتراع التي تحصل في ما يُسمى جلسة ثانية وثالثة وصولاً إلى الجلسة السابعة، هي في الحقيقة دورات اقتراع ثانية وثالثة وسابعة، وليس ما يمنع إقدام النواب على التصويت فيها لمرشح ينال الأكثرية المطلقة المؤلفة من 65 صوتاً.
قد لا يكون حصول ذلك مرجّحاً ولكنه ممكن. فمن المستبعد أن يتمكن المجلس النيابي من الخروج عن السيناريو المحدد لانتخاب الرئيس وهو التوافق الذي يشكل انعكاساً لتسوية خارجية تكون شاملة أو عابرة. المصدر :النهار |