في 26 تشرين الثاني 1975 استشهد رفيقنا البعثي المقاوم عبد الأمير حلاوة (أبو علي) بعد مواجهة بطولية مع قوات العدو الصهيوني الذي اقتحم بلدة كفركلا الحدودية فواجهه أبناؤها وعلى رأسهم أبو علي الذي أرتقى شهيداً .
في 26 تشرين الثاني 2010 رحل بعد نضال طويل ومرير القائد الوطني العروبي البعثي المؤسس في تجمع اللجان والروابط الشعبية وفي " دار الندوة" رئيس بلدية بعلبك الأسبق السيد حسين سعيد عثمان.
ليست ذكرى الوفاة وحدها التي تربط الفارس العاملي "اسد كفركلا"، كما كان يسمى، مع الرمز النضالي الذي درس في دمشق والقاهرة وحمل راية العروبة الى مدينته بعلبك التي حملته بدورها لرئاسة بلديتها فأزعج نشاطه الكثيف وحملات العمل الشعبي التي كان رائداً في اطلاقها في مطلع سبعينات القرن الفائت السلطة يومها فأمرت بحل المجلس البلدي لأن على رأسه مناضل اسمه حسين سعيد عثمان.
بل ما يجمعهما أيضاً فكر عروبي نهضوي جامع أكد على العلاقة الوثيقة بين مقاومة الاحتلال على الحدود بالبندقية ومقاومة الاحتلال في الداخل بالمعول كرمز لهدم ما هو عائق ولبناء ما هو لازم.
كانت بندقية ابي علي حلاوي ورفاقه في لجان الدفاع الذاتي في الشريط الحدودي حاضرة في عقل ابي هيثم عثمان ووجدانه وقلبه، تماماً كما كان معول ابي هيثم في الشريط الشرقي حاضراً في نضالات ابي علي حلاوي، التي لم تقتصر على مواجهة العدو بل كانت حاضرة في انتفاضة مزارعي التبغ عام 1973، وفي سائر الانتفاضات الشعبية اللاحقة ، حتى اذا ما تفجرّت الحرب الأهلية عام 1975، حمل أبو علي بندقيته متوجهاً الى بلدته كفركلا على الشريط الحدودي ليتصدى لاقتحامات العدو، مذكراً الجميع أن العدو الحقيقي هناك، وليس اللبناني الآخر أو الفلسطيني أو السوري.
ما جمع الرجلين أيضاً هو حرصهما على وحدة بلدهما، ورفض كل تحريض ذي طابع طائفي أو مذهبي، أو حتى حزبي، فجسّدا في ممارستهما روحهما الوحدوية المضيئة العابرة لكل الانقسامات، كما جسّدا في سلوكهما روح الانفتاح على الآخر، التي ما زال رفاقهما يحملانها حتى الآن.
وكما كانت بندقية أبو علي حلاوي معولاً يهدم فيه كل ظلم وفساد واستغلال ، كان معول السيد حسين عثمان بندقية يقاوم بها كل محتل أو غاصب أو ظالم في جنوب لبنان أو في فلسطين أو في أي أرض عربية دنسها محتل .
رحمكما الله يا رفيقيّ الغاليين، فكل هذه السنين والعقود لم تنجح في طوي حضوركما في الذاكرة والوجدان.