السبت 3 كانون الأول 2022 09:41 ص

علم فلسطين في مونديال العرب


* جنوبيات

بعيداً عن كل الشوفينيات القومية، وإسقاطاً لكل المشاعر والحسابات العنصرية، يمكن القول أن مونديال قطر تحوّل إلى «مونديال العرب»، بكل فخر وعن جدارة وإستحقاق، سواء في التنظيم، أم على مستوى المنتخبات العربية المشاركة في سباق كأس العالم في كرة القدم.

في التنظيم، ربحت قطر الرهان على قدرتها في إستضافة البطولة العالمية الأكثر شعبية شرقاً وغرباً، وواجهت التحديات والحملات المغرضة بكثير من الشجاعة ورباطة الجأش، ونجحت الدولة الصغيرة في إنتزاع إعجاب العالم بمستوى الإنجاز الرياضي الكبير، والفعاليات المتنوعة في مناطق تواجد المشجعين التي أحاطت بالملاعب، التي تفوقت على العديد من الملاعب الدولية المنتشرة في الدول التي سبق لها وإستضافت كأس العالم.

أما المنتخبات العربية فقد أثبتت وجودها منذ اليوم الأول عبر فوز السعودية على الأرجنتين، حاملة كأس العالم لعدة مرات، حيث سقطت في هذه المباراة «أسطورة ميسي» أحد أبرز نجوم كرة القدم في السنوات الأخيرة.
وبرز منتخب تونس في أدائه المميز ضد المنتخب الفرنسي الذي خرج خاسراً، وخاضت قطر غمار البطولة، ولم يحالفها الحظ في التأهل لمباريات أخرى، ولكن منتخب المغرب عوَّض لكل المنتخبات العربية الأخرى خروجها المبكر، بإنتصاره على كندا، ووصوله إلى المرحلة الثانية للبطولة العالمية.

ولكن فرحة العرب بفوز المغرب كانت مضاعفة، لأن شباب المنتخب المغربي رفعوا العلم الفلسطيني، إلى جانب علم بلادهم، وأهدوا إنتصارهم لفلسطين وشعبها الصامد أمام وحشية ممارسات الجيش الإسرائيلي.
أهمية هذه المبادرة القومية العربية، أنها كانت عفوية، وصادقة في التعبير عما يجيش في صدور الشباب العربي، لا سيما المغربي، من عواطف تضامن مع أشقائهم الفلسطينيين الذين يتعرضون يومياً للقتل بسلاح المحتلين الصهاينة.

وأكد إقدام شباب المنتخب المغربي على رفع العلم الفلسطيني في وسط الملعب، وأمام أنظار العالم أجمع، على أن الجيل العربي الرابع لم ينسَ نكبة فلسطين، ومازال يدعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل العودة إلى أرضه وإقامة دولته المستقلة.
تحية إلى شباب المغرب، وكل التضامن مع الأبطال الفلسطينيين الذين يقدموا دماءهم وأرواحهم على مذبح الوطن.

المصدر :اللواء