الخميس 15 كانون الأول 2022 13:43 م

أبو الأديب والعدالة لفلسطين


* جنوبيات

في احدى دورات المجلس الوطني الفلسطيني التي كنت أحضرها منذ عام 1968 كضيف، سألت مازحاً المناضل الكبير أحد مؤسسي حركة (فتح) وعضو لجنتها المركزية  ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني لعقود الراحل سليم الزعنون (أبو الأديب)، ما الذي جاء بك الى الثورة الفلسطينية والكفاح المسلح وانت المحامي والقاضي والمشرّع المميّز، أجابني الرجل الذي طالما أعتبره الفلسطينيون جسراً بين قياداتهم وبينهم وبين أشقائهم العرب مبتسماً: " مهمة القاضي أن يحكم بالعدالة، ومهمة المحامي ان يدافع عن العدالة، هل من العدالة اليوم على الأرض أهم من العدالة لفلسطين."

بقيت هذه الكلمات تّرن في أذني حتى كان علينا أن نختار أسماً  لمنتدى عربي دولي من أجل فلسطين أسسناه عام 2015 برئاسة وزير العدل الأميركي الأسبق الراحل رامزي كلارك، فأقترحت اسم منتدى العدالة لفلسطين الذي أجمع عليه المشاركون في التحضير.

ربما كانت علاقتي مع "أبو الأديب" ، بحكم الجغرافيا، هي الأقل بين علاقاتي وبين مؤسسي حركة (فتح) الراحلين من ابي عمار الى ابي جهاد الى ابي  أياد الى أبي يوسف النجار، الى هايل عبد الحميد، الى ممدوح صيدم (أبو صبري) الى أبو علي أياد، الى نمر صالح (أبو صالح) الى قدري، الى ماجد أبو شرار ، الى سعد صايل (أبو الوليد)، الى الاخوة سعيد وعلي وهاني الحسن، الى يحيى حبش صخر ، لكن معرفتي كبيرة بأدوار أبي الأديب النضالية والسياسية المستمرة منذ  أن شارك في قيادة المقاومة الشعبية في قطاع غزة عام 1956 أبان العدوان الثلاثي على مصر حتى لحظة رحيله ، فيما تستعد (فتح) ومعها الشعب الفلسطيني  بالاحتفال بالذكرى 58 لانطلاقتها في أجواء تصاعد الانتفاضة  المتجددة والمتصاعدة في فلسطين، كانت كافية لأحمل له تقديراً خاصاً لدوره النضالي والسياسي الكبير لا سيّما في بناء الجسور بين أخوانه في حركة (فتح) وبين حركات النضال الفلسطيني المعاصر، بل بين فلسطين وأشقائها العرب.

لم يكن أبو الأديب مهووساً بالضجيج الإعلامي ولا بالاستعراض السياسي، لكنه كان مسكوناً بأمر عظيم وهو حب فلسطين والتفاني في سبيلها، وبقي حتى وهو يقارب التسعين من عمره ثابتاً على خياراته وثوابت شعبه في المقاومة والوحدة وعدم التفريط بشبر من أرض فلسطين الغالية.

رحم الله سليم الزعنون..

رحم الله شهداء (فتح) والثورة الفلسطينية.

المصدر :جنوبيات