قبل مدة، التقى الامين العام "للتنظيم الشعبي الناصري" الدكتور اسامة سعد في مكتبه في صيدا وفدا فلسطينيا يمثل "القيادة السياسية للفصائل" في عين الحلوة وكان محور الحديث الوضع الامني في المخيم وموضوع الخلايا الارهابية..
وقالت مصادر فلسطينية انه "خلال اللقاء توجه سعد من اعضاء الوفد سائلا الى أي تاريخ يعود اكتشاف اخر عميل اسرائيلي في المخيم ومتى كانت اخر مرة يلقى القبض فيها على شبكة مرتبطة بالعدو الاسرائيلي في عين الحلوة".. وقد فوجىء اعضاء الوفد بالسؤال الذي كان له وقع كبير عليهم..
تشير المصادر الى "ان سعد شدد امام الوفد على أن حق العودة إلى فلسطين هو أحد أهم أركان القضية الفلسطينية، ومن هنا يجب ان لا تخفى المحاولات الهادفة إلى إلغاء هذا الحق في سياق الحرب المفتوحة على القضية الفلسطينية, وبينها التآمر على المخيمات الفلسطينة وتحديدا عين الحلوة الذي كافح أبناؤه ولا يزالون يكافحون من أجل العودة إلى فلسطين"، مضيفا "أن ما يتعرض له مخيم عين الحلوة إنما يأتي ضمن السياق المذكور، خصوصا أن هذا المخيم يعتبر عاصمة الشتات الفلسطيني، وأن أبناءه كان لهم الدور الطليعي في الكفاح الفلسطيني والثورة الفلسطينية، كما لا يزالون يحتلون الموقع البارز في رفع راية العودة إلى فلسطين".
ونقلت المصادر عن سعد تحذيره من "ان بعض أعمال الفوضى والتخريب التي تقع داحل مخيم عين الحلوة من وقت لاخر ، كالاغتيالات واعمال القتل والاشتباكات السابقة التي كانت تحصل في الماضي, ما هي الا محاولات لحرفه عن دوره النضالي الأساسي، وجره إلى مستنقع الفتنة المذهبية، وإلى الصدام مع الجيش اللبناني ومع الجوار، تحويله إلى خنجر في ظهر المقاومة وانهاء حق العودة ومنع إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
لذلك تشدد المصادر على ان سعد دعا الى حماية مخيم عين الحلوة مما يحاك له وان هذا الامر يعتبر مهمة وطنية فلسطينية أساسية، كما يعتبر مهمة وطنية لبنانية ,وهو ما يرتب على الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية واجب التنبه للأمر ومواجهته بمختلف الوسائل...كما يرتب على الدولة اللبنانية وعلى "الأونروا" واجب معالجة العوامل التي قد تؤدي إلى انفجار الأوضاع داخل المخيم ، إضافة إلى العوامل السياسية والأمنية التي ينبغي أن توليها الفصائل كل الاهتمام بالتنسيق مع الأجهزة اللبنانية المعنية بما يساعد على تحصين أوضاع مخيم عين الحلوة وسائر المخيمات، وقطع دابر كل المحاولات الإرهابية والتخريبية التي تسعى لضرب الأمن الفلسطيني والأمن الوطني اللبناني وذلك انطلاقا من الحرص على استقرار عين الحلوة، من خلال التصدي لكل محاولات التخريب والتفجيروإثارة الفتنة..
المصادر تشير الى ان الوفد الفلسطيني عرض امام سعد تمنياته على "العهد الجديد بفتح صفحة جديدة في ملف العلاقات اللبنانية الفلسطينية وان سعد توافق مع الوفد على ضرورة أن تتضمن هذه الصفحة الجديدة تغيير النظرة إلى المخيمات الفلسطينية تغييراً جذرياً، والإقلاع عن اعتبارها مسألة أمنية وصولا إلى اعتبارها قضية وطنية وقومية بامتياز تطرح حق العودة إلى فلسطين وترمز إليها من خلال منح الفلسطينيين الحقوق الإنسانية والاجتماعية ووضع حد للتضييق غير المبرر عليهم".