أتدرون ما هي النّعمة التي لولاها تزول كلّ النعم؟
إنّها نعمة الستر، فلولاها لبقينا في حال الشّقاء إلى ما حيينا.
فقد ورد في الحديث النبوي الشريف أن الله حييّ ستّير.
والستّير (او ما يعرف بالستّار) من صفات المولى عز وجل الذي ينعم على عباده بنعمة الستر.
لقد كان والدي "طيّب الله ثراه" كلّما استيقظ لصلاة الفجر يدعو الله ويقول: "يا من سترت لا تفضح".
فما أجملها من نعمة ربّانيّة كاملة لا يستحقّها إلّا من أطاع ربّه وابتعد عن معصيته ومخالفة أمره.
فالطّاعة نور يُقذف في الصدور. فأكثر من طاعة ربّك بالتعبّد والخضوع له عبر ذكره، وتلاوة كتابه، والقيام في ظلام الليل. فالقلب إذا صفا ارتقى، واذا ارتقى ابتعد عن الشقاء، وحاز نعمة الستر.
"فيا ربّ العالمين لا ترفع عنّا غطاء سترك".
وبملخّص القول ندعو الله عزّ وجلّ أن يهبنا النعم ويبعد عنّا النقم، فإليه يصعد الكلم الطيّب وهو المجيب الستّار.
اللهمّ في هذه الساعة، اجبر خواطرنا جبرًا أنت وليّه، فإنّه لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء.
ربّنا اشرح صدورنا وأرح قلوبنا وأزح منها كلّ خوف يسكننا، وكلّ ضعف يكسرنا، وكلّ أمر يبكينا، ولا تفجعنا في مستقبلنا ولا في أنفسنا ولا في سائر أهالينا.
اللهمّ حصّن قلوبنا من هموم الدنيا وأوجاعها، وافتح علينا أبواب الفرج والتوفيق من حيث لا نحتسب.
اللهمّ أتمم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والآخرة، ولا تعسّر أمورنا وافتح لنا الأبواب المغلقة.
آمين...