الاثنين 2 كانون الثاني 2023 18:07 م

حشد غفير شارك بمهرجان انطلاقة "فتح" والثورة الفلسطينية في صيدا


* جنوبيات

بمشاركة حشد غفير من المخيمات الفلسطينية في لبنان، أقيم المهرجان المركزي الذي نظمته قيادة حركة "فتح" و"منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان، إحياءً للذكرى الثامنة والخمسين لانطلاقة حركة "فتح" والثورة الفلسطينية، في "مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الرياضية" في صيدا (ملعب صيدا البلدي).
 

تقدّم المشاركين: سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، أمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في الساحة اللبنانية فتحي أبو العردات، النائبان الدكتور أسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري، رئيسة "مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة" بهية الحريري، نائب الأمين العام لـ"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" فهد سليمان، نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل، ممثل مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، العميد محمد السبع، ممثل "الحزب التقدمي الاشتراكي" بهاء كروم، ممثل حركة "أمل" بسام كجك، ممثل "حزب الله" عطا الله حمود، ممثل عن رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" آمنة جبريل، قيادة حركة "فتح" في الساحة اللبنانية وإقليم لبنان والمناطق والشعب التنظيمية وكوادرها كافة، إلى جانب حشد من قادة وممثلي فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" والأحزاب والقوى والفصائل الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية، وقوات الأمن الوطني الفلسطيني، واللجان الشعبية، والاتحادات الفلسطينية، ورؤساء البلديات والمخاتير، وشخصيات سياسية ودبلوماسية وأمنية ودينية واجتماعية.
 


البداية كانت مع تقديم للمناسبة، تلاه إضاءة الشعلة الثامنة والخمسين من عمر ديمومة الثورة وشعلة الكفاح المسلّح حركة "فتح" من قبل الشخصيات والقيادات المشاركة، إيذانًا ببدء المهرجان المركزي.
 

 


كما انطلق استعراض مهيب للأطر والمكاتب الحركية المشاركة.
ثم كان الوقوف دقيقة صمت مع قراءة الفاتحة لأرواح شهداء الثورة الفلسطينية وعلى رأسهم الشهيد الرمز ياسر عرفات، تلا ذلك عزف "فرقة حنين" للنشيدين الوطنيين الفلسطيني واللبناني ونشيد حركة "فتح".
 


 كلمة فلسطين ألقاها أمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في الساحة اللبنانية فتحي أبو العردات، رحّب فيها بالحضور في مدينة صيدا، قلعةِ العروبة والمقاومة وبوابةِ الجنوب، وفي مهرجان إحياء ذكرى مرور 58 عاماً من عمر حركتنا الرائدة "فتح" التي ناضلت وقاتلت وستستمر من أجل فلسطين وعلى درب فلسطين.

ووجه التحية إلى الشهداء الأكرم منّا جميعاً، صانعي عزتنا، وخص بالتحية شهداء الثورة الفلسطينية المعاصرة وعلى رأسهم الشهيد الرمز ياسر عرفات ورفاقه من أبطال الثورة الفلسطينية المعاصرة.
وأكّد أن الشهداء العظام هم خامة واحدة، موجهًا التحية كذلك إلى شهداء الحركة الوطنية والمقاومة الوطنية وشهداء المقاومة الإسلامية.

وقال: "الشهيد "أبو عمار" رحمه الله كان يقول: (الثورة هي تراكمية من بدأ قبلنا ومن استمر معنا ومن سيأتي بعدنا). لذلك نحن في حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية لأن "فتح" كانت ثم كانت "منظمة التحرير الفلسطينية" الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كل مناطق تواجده.. نعم "فتح" و"منظمة التحرير الفلسطينية" هي حاميةُ المشروع الوطني، نشاهد هنا على هذه الجدران أعضاء اللجنة المركزية الشهداء والأبطال الجدد من "عرين الأسود" و"كتائب الأقصى" وكل الفصائل الفلسطينية مروا أمامنا في هذه المشاهد الرائعة.. نعم الشهداء الذين أسسوا والشهداء الذين جددوا الثورة، اليوم في الخليل وفي نابلس وفي القدس وفي كل بقعة من بقاع وطنِنا الحبيب.. تحية لكم، إلى الشهيد إبراهيم النابلسي، إلى والدته البطلة مثالاً للمرأة المناضلة، وإلى كل الشهداء في أرض الوطن الذين يرتقون اليوم من أجل فلسطين وعلى درب فلسطين".
وأضاف أبو العردات: "(عهدنا ثورةٌ حتى النصر) اخترناه شعاراً من أجل الاستمرار بالثورة والنضال حتى نعودَ إلى أرضنا الفلسطينية وهؤلاء الأشبال الذين ساروا أمامنا والزهرات هم الذين قال عنهم الشهيد "أبو عمار": (سيرفع شبلٌ أو زهرةٌ من زهراتنا علم فلسطين فوق أسوار القدس وكنائس القدس ومساجد القدس). لماذا قال الأشبال والزهرات؟ لأنه كان يعلم أنها الثورة التي قالوا عنها ثورة المستحيل، ها قد أصبحت نتناقلها من جيلٍ إلى جيل يحمل الراية ويسلمها من جيلٍ إلى جيل وكما قال قائدنا السيد الرئيس محمود عبّاس: (نريد أن نسلم الراية وهي مرفوعة وليست منكّسة)".

وتابع: "اليوم من خلال إحيائنا لهذه المناسبة العظيمة، ذكرى انطلاقة الرائدة، انطلاقة حركة "فتح" في غزة والضفة وفي سوريا وفي كل بقاع الأرض داخل الوطن وخارجه نريد أن نقول إن الثورة مستمرة، وإن بوصلتنا دائمًا ستكون فلسطين.. لن نضيع البوصلة ولم نُضعِها سابقًا، وستبقى دماء الشهداء تنير لنا درب الحرية والعودة. نعم الوحدة الوطنية الفلسطينية ليست شعارًا، وليس عيبًا أن يكون هناك عدة فصائل فلسطينية فكل حركات التحرر التي سبقتنا لنيل استمرارنا.. لكن العيب أن يبقى هذا الانقسام البغيض ما بين شطرَي الوطن، وأن نبقى غير موحّدين رغم الجهود الجبّارة التي بذلتها الشقيقة مصر والإخوة الأحباء في الجزائر، لذلك نقول اليوم إن هؤلاء الشهداء الذين يقاتلون والذين يُحتضنون من قِبَلنا ومن قِبَل كل الفصائل هؤلاء الأبطال الذين يعلمون درسًا كيف تكون الوحدة".
وأردف أبو العردات: "اللقاء الحقيقي هو اللقاء فوق أرض المعركة، لذلك نقول دائمًا إن الأرض للسواعد التي تحرِرُها، وكما كان يقول القائد الرمز ياسر عرفات دائمًا (دع ألف زهرة تتفتح في بستان الثورة)، لكن الوحدة يجب أن تكون واضحة جدًا في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وليس في إطار إيجاد البدائل والأطر الموازية هذا لا يجوز".

وشدد على "أن "منظمة التحرير الفلسطينية" هي حاميةُ المشروع الوطني وليست فقط هي الكيان بل هي الشرعية والمرجعية للشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أن "أي كلام عن الوحدة أو التوحد خارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد هو مضيعةٌ للوقت.. نعم منظمة التحرير الفلسطينية بإعادة تفعيل مؤسساتها وتطبيق قرارات مجلسها الوطني والمجلس المركزي، ونحن قلنا أكثر من ذلك. قلنا بالانفكاك عن الاحتلال، وقلنا بتعليق اعترافنا بدولة الكيان الصهيونية، هذه الدولة وهذه الحكومة العنصرية الفاشية حكومة المجرمين والقتلة لا يمكن أن تفهم إلا لغة المقاومة، والمقاومة بكل أشكالها والشعب الفلسطيني يبتدع كل يوم أشكالاً للنضال تثير إعجاب واحترام الجميع وهم يقاتلون اليوم في الموقع المتقدم دفاعًا عن شرف الأمة وعن كرامتها. فتحية لهم، وتحية للوحدة الوطنية".
ووجه التحية الثانية إلى "الأسرى في معتقلات الاحتلال أبطال الحرية، ولا سيما الشهيد ناصر أبو حميد الذي استشهد نتيجة هذا الإجرام، والأسرى جميعًا من الأسير مروان البرغوثي وأحمد سعدات وفؤاد الشوبكي وسائر الأسرى، بخاصة أصحاب الأحكام الكبيرة التي تصل إلى 40 عاماً، ونوه إلى أن أسرانا رغم كل التحديات صامدون شامخون يعلموننا كل يوم معاني في الحرية والاستقلال والعودة".
وتطرق أبو العردات إلى الشأن اللبناني، فقال: "لبنان يعيش اليوم أوضاعًا اقتصادية واجتماعية صعبة نأمل أن يخرج منها قريبًا. ونقول لأشقائنا اللبنانيين نحن وإياكم في مركب واحد نريد الاستقرار داخل المخيمات هذا هو هاجسنا، وأريد أن أطمئنكم أننا في أعلى درجات التعاون والتكامل والتنسيق بيننا وبين إخوتنا على الصعيد السياسي وعلى الصعيد الأمني والعسكري لأن العلاقة قامت على أسس سليمة وواضحة هي فلسطين والعودة إلى فلسطين ورفض كل أشكال التهجير والتشريد والتمسك بحق العودة إلى أرضنا إلى وطننا، إلى بلادنا".

وأضاف: "وأريد أن أؤكد أنه كما يسري على اللبناني بالنسبة للكهرباء والماء كذلك يسري على الفلسطيني، والفلسطيني كان وما زال يدفع كل الموجبات المترتبة عليه بالنسبة لهذا الموضوع، وعلى أرضية الحقوق والواجبات. ولكن الفلسطيني في هذا البلد لا يريد إلا أن يعيش بكرامة، لأن الكرامة وحقوقه تكفل له أن يسمح له بالعمل، وبأن يكون له بيت لائق، أما الواجبات فنحن نعرفها في إطار القانون، ونلتزم بها".
وقال أبو العردات: "إن وكالة "الأونروا" هي المعنية بالشعب الفلسطيني ويجب عليها أن تتحمل مسؤولياتها، وأضاف: "نُقدّر ما تقدمه الآن "الأونروا" من مساعدات صحية، لكن منظمة التحرير الفلسطينية هي مرجعية سياسية وليست هيئة إدارية.. نحن نتعاون مع "الأونروا" ونشكر الرئيس محمود عباس على ما قدمه لهؤلاء الطلاب الذين شاهدناهم بالآلاف من أجل التعليم ومن أجل الصحة، وكذلك الأمر من أجل المخيمات، لكن "الأونروا" عليها مسؤولية في هذا المجال. فالدول المضيفة ليست ذات مسؤولية مادية بل هي من أجل الرعاية والاستمرار في توجيه الأونروا ودعمها".
وختم بتوجيه التحية إلى جميع مَن حضروا ليُعبّروا عن وفائهم لحركة "فتح" وشهدائها.
 


كما كانت كلمةٌ باسم "منظمة التحرير الفلسطينية" ألقاها نائب الأمين العام لـ"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" فهد سليمان، ممّا جاء فيها: "نلتقي اليوم في هذه المدينة العربية اللبنانية الباسلة لكي نحتفل بذكرى عزيزة على قلوب جميع الفلسطينيين، عزيزة على قلوب كل من تضامن مع الحق، وكل من وقف إلى جانب شعب فلسطين في نضاله العادل من أجل الحرية والاستقلال، ومن أجل القدس والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية على ترابه الوطني. نلتقي اليوم لكي نُحْيي ذكرى انطلاقة الثورة المعاصرة التي تتقدم بثبات نحو استكمال العقد السادس من عمرها المديد، وفي هذه المناسبة التي نقول إنها مناسبة للوطنيين والقوميين والإسلاميين وجميع القوى الخيّرة في هذا العالم، نتوجه بالتحية إلى حركة "فتح"، إلى قواعد "فتح" وكوادر "فتح"، ونخص بتوجيه التحية سيادة رئيس دولة فلسطين رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأخ الرئيس محمود عبّاس".

وأضاف: "إننا إذ نتوجه بهذه التحيات نؤكّد الموقع القيادي لحركة "فتح" في منظمة التحرير وعلى رأس منظمة التحرير، وفي هذه المناسبة نحن نقول: القيادة لا تؤولُ إلا لمن استحقها، والقيادة لا تأتي إلا لمن كان جديرًا بها. وفي هذا الإطار نؤكد أن حركة "فتح" قد استحقت هذا الدور القيادي بفعل ما قدمته في مجال الفكر السياسي، فمنذ نهاية الخمسينات من القرن الماضي أبرزت "فتح" بشكل واضح أن مركزية الوطنية الفلسطينية على الصعيد القومي وعلى الصعيد العربي إنما تتطلب رابطًا محددًا بينها وبين القضية الفلسطينية ولا يمكن أن يستقيم هذا الرابط ما لم تكن الحركة الوطنية الفلسطينية مستقلة بكلامها، بقيادتها، ببرنامجها، برايتها، وهذا ما أدى إلى هذا الفكر الوطني الفلسطيني الذي كان وما زال يتمسك باستقلالية القرار الوطني، وعلى هذا الدرب نسيرُ بتقدم".

وتابع سليمان: "لم تكتفِ "فتح" باجتراح الفكر السياسي الذي تبنته حركة المقاومة الفلسطينية عندما اضطلعت بدور طليعي، وفي هذا السياق نكتفي بذكر معركة الكرامة التي خيضت بعد تسعة شهور من هزيمة حزيران، والتي كانت لرد الكرامة لشعب فلسطين والشعوب العربية، وإلى هذا نضيف ما قدمته "فتح" من تضحيات".
وأردف: "إن تضافر الفكر مع الدور مقرونًا بالتضحيات إنما حوَّل انطلاقة "فتح" إلى انطلاقة للثورة الفلسطينية المعاصرة، وهذه مناسبة لكي نتوجه بالتحية إلى أبناء شعبنا في كل مكان لأنهم يحتفلون بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية. فنتوجه بالتحية إلى شعبنا في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية، وفي القدس، وفي مناطق الـ٤٨، وفي بلدان الشتات، وفي مخيمات اللجوء، وفي كل مكان.. فنحن شعب واحد موحد مهما عصفت بنا أعاصير السياسة، نحن شعب واحد موحد ننتمي إلى وطن واحد موحد.. كانت تسمى فلسطين وما زالت تسمى فلسطين، وستبقى تسمى فلسطين".

وحذّر سليمان من خطورة المرحلة التي تمر بها قضيتنا مع مجيء حكومة عنصرية يمينية فاشية إلى مقاليد السلطة في دولة الكيان تسعى للاستيلاء على أقصى ما يمكن من أرضنا وتنفيذ مخطط "ترانسفير" لترحيل شعبنا والقضاء على الكينونة الوطنية والشخصية الفلسطينية المستقلة والبنية السياسية الفلسطينية، مؤكدًا أن شعبنا الفلسطيني كفيل بمواجهة هذه المخططات التي تطل علينا كما أحبط مخططات أخرى كانت ترمي لتصفية القضية الفلسطينية.

وأكد أن مواجهة التحديات الآتية من لدن الحركة الصهيونية المدعومة من الإمبريالية الأمريكية، تتركز في إشعال الأرض بنيران الثورة والمقاومة تحت أقدام الاحتلال، وتحقيق الوحدة، والتمسك بقرارات المجلس الوطني حول إنهاء العلاقات مع الاحتلال.
وأضاف: "عندما نتحدث عن إشعال الأرض فنحن نقصد هذا بالمعنى المادي والسياسي والمجازي، نقصد بذلك المقاومة بكل أشكالها الشعبية والمدنية والعسكرية ضمن استراتيجيات متعددة تجعلها تتكامل فيما بينها وبين مختلف حلقاتها، بهذا سنشعل الأرض تحت أقدام المحتل المغتصب لأرضنا وحقوقنا. سنشعلها من خلال مواصلة تدوير قضيتنا حتى ينساق هذا العدو المجرم إلى العدالة ليقاضى ويحاسب على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني".

وشدد على ضرورة الالتفات إلى الوحدة الداخلية الفلسطينية، مؤكدًا أن شعبنا الفلسطيني شعب واحد موحد، ويجب معالجة الاختلافات السياسية للتفرغ لمواجهة التحديات المحيطة بقضيتنا وعلى رأسها التهويد والمساعي الرامية إلى إنهاء وتصفية القضية الوطنية الفلسطينية وإلغاء الهوية الوطنية المستقلة عن شعب فلسطين.
وختم سليمان قائلاً: "في ذكرى الانطلاقة فإنّنا نرفع الصوت عاليًا ونردّد معًا، وكلنا بصوت واحد العهد هو العهد أن نبقى أوفياء لفلسطين، والقسَمُ هو القسَم لنواصل المسير على طريق التحرير".
هذا وتخلّل المهرجان قصيدة شعرية وطنية من وحي المناسبة ألقاها الشاعر عمر زيداني نالت استحسان وتقدير الجمهور.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر :جنوبيات