قيل الكثير، وسيُقال أكثر، عن الرئيس حسين الحسيني، رجل الدولة من الطراز النادر، والقامة الوطنية والدستورية، والرجل المُخلص العاقل المعتدل، وهذا المقال الذي نُشر في جريدة «اللواء» بتاريخ 7-3-2017، يُلقي الضوء على ما يجهله عديدون:
(كثيرون لا يعلمون أن أوتوستراد طرابلس ما كان ليُنجز ويكتمل لولا الموقف الصلب للرئيس حسين الحسيني.
في عام 1972 استلم رئيس لجنة الأشغال النائب حسين الحسيني ملف الأرقام المُخصصة لإنجاز مشروع الأوتوستراد بين بيروت وطرابلس، وبلغت 100 مليون ليرة لبنانية (أي حوالي 33 مليون دولار أميركي في حينه)، وحين سَألَ المعنيين إذا كانت الأموال كافية لإنجاز الأوتوستراد الموعود بكافة مُسلتزماته، جاءه الجواب بالنفي، وأن المبلغ يكفي لإنجاز الوصلة من بيروت وحتى جونية!
تمالك النائب الحسيني أعصابه وقال بهدوء ولكن بمنتهى الصرامة... لن يمر المشروع مُجتزءاً... ولن أقبل إلا بالأوتوستراد كاملاً.
حاول الجميع ثنيه عن موقفه بالقول أن إنجاز جزء من الأوتوستراد «أفضل من لا شيء»، وأن إكمال المشروع يحتاج إلى 25 مليون ليرة إضافية وهي غير متوفرة حالياً، ومن المُمكن إكماله من جونية الى طرابلس في مرحلة لاحقة حين تتوفر الأموال...
أجاب النائب الحسيني بحزم... بل سنُوفّر الأموال المطلوبة... وضغط بصبر وأناة وعناد وإصرار على المُولجين بشؤون وأرقام الموازنة، فتمّ اقتطاع المبالغ من هنا وهناك حتى اكتمل مبلغ المشروع كاملاً غير منقوص، وتمّ إنجاز الأوتوستراد، ووصل بهمّة النائب الحسيني إلى مدينة طرابلس.
كتب الشاعر والفيلسوف والأديب سعيد عقل بتاريخ 23/12/1972 مقالاً عن أوتوستراد طرابلس في صحيفة «الجريدة» تحت عنوان «حسين الحسيني في جديده الآخر!» يقول: «حسين الحسيني نائب بقاعي... ولكنه غير مُصاب بعقدة المنطقة... يعرف كما ينُصّ الدستور أنه يُمثّل الأمة جمعاء».
وأضاف: «مهم عندي أن أسجّل وجود واحد في البرلمان يُعوّض عن تخلّف البرلمان. ومهام المجلس سأعرف قيمتها، بعد الآن، بمحض أن يكون شارك فيها أو لم يُشارك حسين الحسيني»).
رحم الله الرئيس حسين الحسيني، حامل لواء الدستور، ونبراسه وحاميه. إنه بحقّ البرلماني الدستوري العريق العابر للمناطق والمذاهب والتيّارات.