كل شيء بدا طبيعياً وهادئا في ثانوية السفير في الغازية مع بداية الدوام المدرسي.. التلامذة في صفوفهم يتابعون دروسهم كالمعتاد.. والموظفون في مكاتبهم..
فجأة هز مبنى المدرسة دوي أصوات قوية سمعت اصداؤها في المحيط أعقبها ارتفاع سحب كثيفة من الدخان من نقاط مختلفة من المدرسة وصراخ الطلاب داخل قاعات التدريس وسط حالة من الهلع والذعر سادت صفوفهم !.
تلقت غرفة عمليات الدفاع المدني نداءات استغاثة من إدارة المدرسة بأن حدثاً خطيرا وقع فيها طالبين النجدة ومبلغين عن وقوع عدة انفجارات في مختبر المدرسة، وعن أن عددا كبيرا من الطلاب محتجزون داخل المبنى ومن بينهم مصابون!.
على الفور تحركت فرق الدفاع المدني باتجاه المكان في قافلة ضمت عشرات العناصر والمتطوعين وعددا كبيرا من سيارات الإسعاف والإطفاء والآليات المجهزة لحالات الإخلاء ..
لكن في الواقع لم يكن كل ذلك سوى مقدمة لسيناريو تمثيلي آمن لمناورة نفذها الدفاع المدني – مركز صور الإقليمي في ثانوية السفير – الغازية وتخللها محاكاة ميدانية لعمليات انقاذ واخلاء واسعاف مصابين واطفاء حرائق وذلك بهدف تعريف الطلاب على عمل ومهام الدفاع المدني بكل اقسامه المختصة بالاستجابة لهذا النوع من الحوادث.
المناورة التي جرت بالتعاون بين إدارة المدرسة وبين المديرية العامة للدفاع المدني ، استمرت لأكثر من ساعتين بين تحضير وتجسيد لعمليات الإنقاذ والإسعاف والإطفاء، ورافقها استحداث مستشفى ميداني في باحة المدرسة مدعوم بفرق طبية مجهزة. فيما أدى طلاب من المدرسة أدوار المصابين .
وتوزعت فرق متطوعي الدفاع المدني على اكثر من مبنى ومهمة في المدرسة ، فقام فريق بعملية إخلاء للطلاب من مباني المدرسة ونقلهم الى منطقة آمنة ، ليتابعوا المناورة لحظة بلحظة ويتفاعلوا مع كل عملية انقاذ او اخلاء او اسعاف مصابين ، فيما كان فريق آخر يتوجه مباشرة الى المختبر الذي وقعت فيه الانفجارات لإخلاء المصابين الذين تراوحت إصاباتهم بين المتوسطة والخطيرة ونقلهم الى المستشفى الميداني وتقديم الإسعافات اللازمة لهم ، بينما قام فريق ثالث باخلاء من تبقى من الطلاب محتجزين في بعض مباني المدرسة سواء من المداخل المتاحة او من خلال النوافذ او عبر الشرفات والأسطح مستخدمين "الحبال و" الرابيل" ، وسيارة إطفاء مجهزة بسلم وسلّة للوصول الى الأماكن المرتفعة ، قبل أن يستكمل فريق رابع المناورة بعملية إطفاء الحرائق الناجمة عن الانفجارات .
وترافقت المناورة مع شرح كل مرحلة منها من قبل رئيس مركز صور علي صفي الدين الذي اشرف عليها وقام بتوجيه فرق الدفاع المدني في كل منها ، بحضور ومواكبة من مدير المدرسة الدكتور سلطان ناصر الدين والهيئتين الإدارية والتعليمية.
وتوجت المناورة برفع علمي الدفاع المدني وثانوية السفيرمن قبل احد المتطوعين في أعلى سلم الإطفاء . وفي الختام قدم الدكتور ناصر الدين لوحة تكريمية لرئيس مركز صور علي صفي الدين تضمنت ابياتاً شعرية مهداة لمتطوعي الدفاع المدني.
صفي الدين
وعن هذه المناورة يقول صفي الدين " شارك في المناورة حوالي 60 متطوعاً من مركز صور وهي كانت عبارة عن عمليات اخلاء وإنقاذ واسعاف واطفاء ، وتضمنت اقامة مستشفى ميداني ، ومهام عدة قام بها شباب الدفاع المدني فكل منهم قام بدوره وعمله من اسعاف ومن اخلاء ومن إطفاء ، وطلاب المدرسة كانوا متعاونين ومتفاعلين معها ".
وأضاف" نشكر إدارة ثانوية السفير على هذا النشاط المميز الذي أتاح لنا تعريف الطلاب بدور ومهام الدفاع المدني ، وهذا يعني لنا الكثير كدفاع مدني لبناني ينتمي الى مديرية مديرها العام العميد ريمون خطار الذي هو أب وأخ وصديق ويمدنا دائما بالقوة والمعنويات .ونحن نشجع كل المدارس والأهالي على توعية الصغار والكبار حول عمل الدفاع المدني واهمية معرفة المهام التي يؤديها في خدمة المواطن ، لأن عمله ليس سهلاً ، لكن هذا واجبنا ونحن في أي وقت جاهزون لنكون دائما بجانب المواطن ، ومتأهبين للمساعدة عند أي طارئ طبعا فور الاتصال على الرقم 125 ".
ناصر الدين
ويقول مدير ثانوية السفير الدكتور سلطان ناصر الدين " رغبة منا في تعريف طلابنا على المهام الإنسانية الوطنية والدور الفعال الذي يقوم به متطوعو الدفاع المدني في خدمة المواطن والمجتمع، قمنا بتنظيم هذه المناورة بالتعاون مع المديرية العامة للدفاع المدني – مركز صور ، والحمد لله كانت مناورة ناجحة وسبقها لقاءات ارشادية للطلاب من صفوف الروضات وحتى صفوف الثانوي الثالث تم خلالها شرح دور ومهام الدفاع المدني وكيفية عمله ، وكانت بمثابة تهيئة للطلاب للمناورة . وبالمناسبة نتوجه بالشكر الى المديرية العامة للدفاع المدني بشخص مديرها العام العميد ريمون خطار ومركز صور بشخص رئيسه السيد علي صفي الدين والى جميع عناصر ومتطوعي المركز الذين شاركوا وأسرة المدرسة من اداريين ومعلمين وطلاب ولا سيما الذين جسدوا منهم أدوار المصابين متمنين للجميع السلامة ولوطننا الحبيب الخير والإستقرار والتعافي ".