أن تكون واثقًا مــن نفسك لا يعني أنّك مغرور.
أن تبكي لا يعني أنّك ضعيف القلب.
أن تبتسم دائمًا لا يعني أنّك لا تحمل همومًا وأحزانًا.
أن تخطئ لا يعني أنّك إنسان سيّء. أمّا أن تسامح فهذا يعني كم أنت إنسان رائع.
وقد قال الشاعر:
"وأجملُ البَوحِ في كفين ترفعُها...
بها تناجي كريمًا يسمعُ الداعي...
تقولُ يا ربِّ ها قد جئتُ مُعترفًا...
بالذنب والوزرِ فارْحم كلَّ أوجاعي".
يُحبّك الله فيختارك من بين خلقه لتُغيث عبدًا ملهوفًا من عباده ضاقت عليه الحيلة، فيرحمك كما رحمته، ويكون هذا المحتاج رحمةً بك وبركةً عليك.
فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
يقول أحد الصالحين: "من كمالِ إحسانِ الله تعالى أن يُذيقَ عبده مرارة الكسرِ قبل حلاوةِ الجبرِ. كما أنّــه سُبحانــه وتعالى لمّا أراد أن يُكمّل لآدم نعيمَ الجنّة أذاقــه مرارة خروجــه منها ومُقاساة هذه الدارِ الممزوج رخاؤها بشدّتها، فما كسرَ عبده إلّا ليجبـرَه، ولا منعــه إلّا ليُعطيــه، ولا ابتلاه إلا ليُعافيــه، ولا أماتــه إلا ليُحييــه، ولا نغّصَ عليــه الدُنيا إلّا ليُرغِّبَــه فـي الآخرةِ، ولا ابتلاه بجفاءِ الناسِ إلّا ليـــرُدّه إليــه ردًّا جميلًا.
فمرارة الكسر قبل حلاوة الجبر.
يقول الله تعالى في محكم التنزيل: "ولنبلونَّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشّر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون".
صدق الله العظيم.
القاضي م جمال الحلو