الجمعة 18 تشرين الثاني 2016 14:33 م |
أهالي المخطوفين والمفقودين ودعوا عاد في خيمة اعتصامهم وسط بيروت |
إختار أهالي المخطوفين والمفقودين والمخفيين خيمة اعتصامهم في حديقة جبران خليل جبران، مقابل مبنى "الاسكوا" في وسط بيروت، لالقاء "تحية الوداع" على رئيس هيئة دعم اهالي المعتقلين في السجون السورية "سوليد" غازي عاد، بوصفه رمزا من رموز النضال من اجل معرفة مصير اكثر 17 الف مفقود ومفقودة من ضحايا الخطف والاخفاء بين عامي 1975 و1990. لقاء الوداع للمناضل غازي عاد، تحول الى يوم حزن كبير، شارك فيه الوزير السابق شكيب قرطباوي، النائبان غسان مخيبر وحكمت ديب، وممثلو منظمات المجتمع المدني والصليب الاحمر الدولي اضافة الى عائلة عاد ومحبيه واهالي المفقودين. بعد وصول النعش الى امام حديقة جبران، حمل على الاكف وسط الدموع والتصفيق ومناداته ب "البطل" ونثر الورود، الى امام خيمة الاهالي، حيث وضع النعش على الارض. ورفعت على الخيمة لوحة كبيرة للراحل متوسطا صور المفقودين والمخطوفين، كما احاطت النعش اكاليل الزهر البيضاء. بداية، اقام الاب عماد جابر صلاة الجنازة، ثم ألقت نتالي عيد شقيقة المفقود جهاد عيد، كلمة اهالي المعتقلين في السجون السورية. ووصفت عاد بـ"الاخ والصديق"، وقالت: "لا يوجد اصعب من فقدان عزيز علينا. كان معنا في اشد الصعوبات وهو رمز انساني واجتماعي ووطني لا مثيل له". أضافت: "غازي مرجعنا، هويتنا، قضيتنا. كان يزور الخيمة صيفا وشتاء لا يكل ولا يمل، وكنا نخجل منه اذا قصرنا في يوم من الايام".
بعدها، ألقت رئيسة لجنة اهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان وداد حلواني كلمة قالت فيها: "يعز علي اليوم ان اتكلم عنك يا غازي بعدما اعتدنا الكلام معا، الكتابة واعلاء الصوت معا.
أضافت: "أسست "سوليد" منبرا للمطالبة بتحرير المعتقلين في السجون السورية. لن أدخل في تفصيل ممارسات الزمن الرديء القمعية بحقك، بل اقف عند اصرارك العنيد بعدم التراجع او التنازل عن مطلب حق.
وتابعت حلواني: "ذروة التقارب كانت خيمة ال 2005 التي تحولت الى ارضية لخارطة التحركات ومركزا لانطلاقها. العلاقة بيننا لم تقتصر على عملنا النضالي بل تطورت الى صداقة عميقة وتبادل الدعم مع كل محطة احباط او تعب.
وقالت: "برحيلك غازي زاد الحمل على كتفي. رحيلك زاد اصرارنا اصرارا على متابعة المسيرة حتى النهاية هذه المتابعة هي بمثابة تعويض عن خسارتنا لك. هي متابعة يواكبها امل بالعهد الجديد لأكثر من اعتبار:
ورثى رئيس المركز اللبناني لحقوق الانسان وديع الاسمر الراحل فقال: "الوطن يشكر رجاله العظام". لو كان لنا في لبنان "بانتيون" لكان هناك رقد جسدك يا غازي. وكنا كتبنا على الرخامة، للتاريخ "شكرا غازي، باسم لبنان وشعبه".
أضاف: "كنا نحتنا اسمك يا غازي، كي نتذكر أبدا اعمالك المثالية: التظاهرات، آلاف الطلاب الذين مشوا خلفك عام 2005 حتى ساحة النجمة أمام مجلس النواب، مطالبين بحقنا بمعرفة الحقيقة حول المعتقلين والمفقودين والمخفيين قسرا. تنقلاتك الى سوريا، بلجيكا، فرنسا، سويسرا، إسبانيا، المؤتمرات الدولية والصحافية وخيمة الاعتصام في حديقة جبران خليل جبران...
من جهته، قال مخيبر: "غازي قضيتنا وهي قضية لم ولن تموت". كذلك، دعا الى "لقاء نهار الاحد في 26 الحالي لتكريم غازي عاد وتقديم الوعد له بعدم ترك القضية". وقال: "هذا الملف لن يقفل طالما غازي خط الطريق". ووعد مخيبر "ان يعمل على إقرار القانون الذي عمل عليه غازي، في مجلس النواب، "غصبا عمن لا يريد".
بدوره، وصف رئيس البعثة الدولية للصليب الاحمر في لبنان فابريزيو كاربوني هذا اليوم بـ"يوم خزن لا يوصف". وقال: "فقدنا شخصا عظيما، صديقا عزيزا، وصوتا قويا لأهالي المفقودين. حمل غازي لعقود ثقل وصوت اهالي المفقودين مطالبا بحقهم لمعرفة مصير احبائهم. لقد ناضل بإيمان تام ومن دون كلل من اجل هذه القضية، ولم يكن يوما يستغني عن ابتسامته المطمئنة لجميع من وقف الى جانبه.
أضاف: "نتذكر في هذا اليوم مجددا، بأننا في صراع ضد الوقت، ولا بد من اتخاذ الخطوات اللازمة الآن حتى تتمكن آلاف العائلات المتبقية من الحصول على اجابات قبل فوات الأوان. ثم حمل نعش عاد مجددا وانطلق في موكب الى قريته الدلبية في المتن، على ان تجري مراسم الجنازة الساعة الثالثة والنصف من بعد الظهر. المصدر : جنوبيات |