الاثنين 23 كانون الثاني 2023 17:17 م

إطلاق كتاب د. سعيد عيّاد "اغتيال الوعي" بمُواجهة الحرب على المُصطلح الفلسطيني


* جنوبيات

أطلقت "دار طباق للنشر والتوزيع" ونقابة الصحافيين الفلسطينيين في حفل حاشد أقيم في مقر "دار طباق" في البيرة في الضفة الغربية، كتاب الإعلامي الراحل الدكتور سعيد عياد "اغتيال الوعي"، بحضور حشد غفير من الإعلاميين والمفكرين والأدباء والكتاب.
وقَّعَت الإعلامية ضحى عياد، نيابةً عن والدها الإعلامي والكاتب الراحل الدكتور سعيد عياد، الكتاب وأدارت، حيث تحدّثت عن الراحل، وأهمية إصدار الكتاب عن "دار طباق للنشر".
وأشارت عيّاد إلى أن "الكتاب يحمل رمزية كبيرة، كون والدها أتمّ كتابته قبل رحيله بشهرين، بينما تمت طباعته في الذكرى السنوية الأولى لرحيله، في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2022"، متوجهةً بالشكر لكل من ساهم في خروجه للنور.

وتحدث نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، باسترسال، عن العلاقة الإنسانية الشخصية والصحفية التي ربطته بعيّاد، وعلاقة الكاتب الراحل ببناته وأسرته.
وأشار إلى أن "عياد الصحفي الماهر المهني كان إنسانيّاً، ودوره مُتميِّز في تغطية أعياد الميلاد في مدينة بيت لحم"، مستذكراً "مشاركته ومجموعة من الصحفيين في تأسيس "صوت فلسطين" من مدينة أريحا، قبل 29 عاماً".

ونوّه أبو بكر أن "كِتاب عياد من بين الوثائق المهمة التي ستعمل النقابة على نشرها على مستوى الدول العربية، بهدف نقله إلى الأجيال الشابة"، واعداً "بتعميمه على النُّخَب الإعلامية العربية، بما هو متاح من إمكانات".
وعن توحيد المفردات، قال أبو بكر: "يجب أن ننظم أنفسنا، ويجب تشكيل هيئة وطنية لمواجهة الحرب المنظَّمة التي تقودها دول ومنظمات ضد المحتوى الفلسطيني في وسائل التواصل الاجتماعي"، مُلمحاً إلى أن "الانقسام الفلسطيني، والانتقاد الشديد للوضع الداخلي، أثّرا على توحيد الرواية الفلسطينية، داعياً إلى أن تتبنى هذا العمل هيئة وطنية".

وفي تقديمه للمضمون قدّم الأديب د. المتوكل طه للكتاب وسلط الضوء على ضرورة الوقوف عند المصطلح في الخطاب الفلسطيني ذلك أن الاحتلال يعمل على ترسيخ وعي مزيّف من خلال الاصطلاح المشبوه والمستهلك للخطاب الفلسطيني.
سعيد عياد، كتاب "اغتيال الوعي: الاصطلاح والمعنى في الصراع العربي الفلسطيني - الصهيوني"، وذلك بتقديم الشاعر د. المتوكل طه، وشهادة حية من نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، قبل أيام، في مقر دار طباق للنشر، جهة الإصدار، بمدينة البيرة.

في بداية حديثه أكَّد الشاعر الدكتور المتوكل طه أن المبدعين لا يموتون، متحدثاً عن معرفته بعياد، والتي تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، حيث مشاركته في تأسيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين.
وأشار طه إلى أن "كتاب عياد يسد ثغرة في المكتبة الفلسطينية والعربية"، وإلى أنه كتاب "مهم جداً"، ناصحاً الجميع بقراءته.

وعن المصطلح، لفت طه إلى أنه "لا يُمكن التعاطي معه بمعزل عن الجوانب السياسية والأمنية"، مشيراً إلى أن "المصطلح يُخفي هدفاً، ويسعى إلى خلق فضاء جديد".
وأكَّد أن "البحث في هذا الكتاب هو الإطار الفلسطيني، بينما الإطار الزمني هو زمن الصراع الممتد منذ سنوات إلى يومنا هذا... الكتاب تناول الاصطلاحات في قضايا القدس، والاستيطان، والجدار، والحدود، والجغرافيا، والقومية، والدولة، والسيادة، والصراع، والنضال".
وعن عنوان الكتاب "اغتيال الوعي"، لفت طه أن كلمة اغتيال تشير إلى وجود أمر يُدَبَّر في الخفاء لإحداث عملية قتل مباغتة، أما الضحية التي يخطَّط لها في الخفاء فهي الوعي، وهو نتاج معرفي، على حد وصْفِه.
كما أشار إلى آليات تدمير الوعي، عبر احتلال المؤسسات الفلسطينية، وصياغة خطاب جديد لها، وذلك لخلق "جيل مفرغ من محتواه، ومعبّأ بثقافة ووعي يقعان في إطار من المسخ"، متحدثاً أيضاً عن دور الإعلام في عملية الوعي، وإعادة صياغته.

ومما تطرَّق إليه طه، على سبيل المثال لا الحصر، تبدُّل المصطلحات فيما يتعلَّق بـ"العمليات الاستشهادية" التي بدأت بهذه التسمية، ثم تحوَّلت عبر وسائل الإعلام إلى "عمليات تفجيرية"، ثم "عمليات انتحارية" إلى أن انتهت إلى "عمليات إرهابية"، مشيراً إلى أن "هذا التحول باستخدام المصطلحات، لم يأتِ مصادفة، مؤكداً أن المصطلح فكر وموقف وهدف، وليس مجرد كلمة".
وأكَّد طه أن "استهداف الوعي في الحالة الفلسطينية والعربية مقصود ومخطط له من خلال تحويل الولاءات وشراء الأدمغة والعقول والأقلام، وتحويل الأجيال إلى قطعان استهلاكية".
في ختام اللقاء، جرى توقيع نسخ من الكتاب.

جولة في الكتاب

بدءاً من الفصل الأول المعنون بـ"في اصطلاحات القدس"، تناول الراحل عيّاد بعض الاصطلاحات المرتبطة بالقدس، ومنها على سبيل المثال: "القدس والضفة الغربية"، و"القدس الشرقية/القدس الغربية"، و"القدس مدينة لعاصمتين"، و"القدس عاصمة لدولتين"، و"أورشاليم"، وهو ما ينسَحِب على الفصول التالية، ومن بينها فصل "في اصطلاحات الاستيطان"، وفصل "في اصطلاحات الجدار"، وغيرهما، مقدماً في نهاية كل فصل بدائل مُقترحة تفيد الإعلاميين والقرّاء، فيما يتعلق بالمصطلحات الدارجة بخصوص مفاصل أساسية في القضية الفلسطينية.
واعتمد عيّاد على معاجم ثلاثة في دراسته البحثية، وهي: "الوسيط"، و"المعاني"، و"لسان العرب"، كما اتخذ مركز المعلومات الوطني الفلسطيني (وفا) مصدراً بحثياً، أما عن الوثائق فكانت: اتفاقية "أوسلو"، ووثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني، ووثيقة قانون "يهودية الدولة" الإسرائيلية.
أما عن مصادره التي اعتمد عليها في تجريد اصطلاحات الدراسة، فهي: وسائل إعلام فلسطينية وعربية وإسرائيلية ودولية، وخطابات سياسية مترجمة لمسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين، ومقالات لكتاب إسرائيليين منشورة في الصحف اليومية الفلسطينية، ومقالات فلسطينية منشورة في مواقع إخبارية عربية ودولية، وأعمال أدبية ودراسات بحثية لكتاب فلسطينيين وأخرى لإسرائيليين.
يُذْكَر أن للكتاب مقدمتين، الأولى كتبها د. المتوكل طه تحت عنوان "المصطلح؛ تكثيفٌ للسياسة وسلاح الحرب الإعلامية"، فيما كانت الثانية بعنوان "لماذا علينا أن نقرأ هذا الكتاب" للدكتور ماجد عيّاد، تلتهما مقدمة الكاتب نفسه بعنوان "غير المفكَّر فيه".
ومن الجدير ذكره أن د. سعيد عيّاد (1960-2021)، إعلامي وأكاديمي وكاتب وروائي وناقد أدبي، وشغل عدّة مناصب ثقافية وأدبية وإعلامية، وأسَّس تلفزيون بيت لحم في العام 1995 وترأَّسه، وأصدر اثنين وعشرين بحثاً نشر بعضها في مجلات علمية محكمة، ومن مؤلفاته المنشورة: المجموعة القصصية "المهمشون"، وكتب: "أصول الإعلام الإذاعي - النظرية والتطبيق"، و"صراع العقل السياسي الفلسطيني"، و"دور التلفزيون في تنمية التفكير الإبداعي"، و"مجزرة الأقصى - والتحدي الكبير".

 

 

 

 

 

المصدر :جنوبيات