الاثنين 30 كانون الثاني 2023 20:05 م |
كيف نحمي اطفالنا ؟ |
* جنوبيات
كثيرًا ما يقلق الأهالي على فلذات أكبادهم خشيةً مما يسمعونه في عصرنا اليوم من آفات اجتماعية، وخصوصًا في ظل تعايش أبنائهم في عالم جديد لا يشبه عالمهم يسوده الإدمان على الهواتف الذكية المتصلة بالإنترنت ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي التي أتاحت منصة مفتوحة لينشر الفقيه والسفيه على حد سواء أفكارهم وثقافاتهم ونمط معيشتهم. لذلك أجرينا مقابلة مع مدير إحدى المدارس الرسمية في بيروت ا.ي. ومع العضو في جمعية العناية بالطفل والأمّ، والأستاذة في علم الإجتماع السيّدة وسام وهب لنسألهم السؤال التالي: كيف نحمي أطفالنا من الأفات الاجتماعية كافةً ولسيما في ظل وولوج الأطفال الإنترنت (وما فيه من وسائل تواصل اجتماعي وتطبيقات وإعلانات غير مضبوطة غالبًا) وامتلاك كثير منهم الهواتف الذكية؟ يقول المدير ا.ي. أنّه على الصعيد التربوي لا بدّ من التفكير بموضوع التربيّة أوّلاً لتحقيق الأمن الاجتماعي والذاتي للطفل، وهنا السؤال الكبير يطرح نفسه " ما هي التربيّة الصّحيحة؟". يقول الأستاذ ا.ي. أنّ لكلّ من المدرسة والأهل دور أساسي في التربيّة بحيث يكمّل كل منهم الآخر في تربية الطفل وتنشأته، مشيرًا إلى أهميّة التشبيع العاطفي للأطفال بعمر السبع سنوات وما دون، ثمّ ضرورة زرع وغرس القيم والأخلاق من عمر السابعة وحتّى عمر الرابعة عشر مع دعم ذلك بهامش محدد من الثقة دون إغفال عملية المراقبة المباشرة(مع علم الطفل) وغير المباشرة(دون علم الطفل)، ثمّ مصادقة الطفل عندما يصبح بعمر المراهقة أيّ إبتداءً من عمر الأربعة عشر عامًا مع إعطاء هامش كبير من الثقة ضمن مراقبة غير مباشرة، مستشهدًا رأيه ذاك في موضوع التربية بقول النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "الولد سيد سبع سنين، وعبد سبع سنين، ووزير سبع سنين". ويشدّد في معرض كلامه على وجوب التفات الوالدين إلى أهميّة أن تكون العلاقة بينهما علاقة مودة ورحمة واحترام وتنازل من الطرفين لما فيه مصلحة العائلة واستمرار للاستقرار فيها، لأنّ العلاقة الجيّدة بين الأبوين حكمًا ستنعكس بشكل إيجابي على الأطفال وتربيتهم والعكس صحيح، مؤكدًا بأن البيئة التي يعيش فيها الطفل لها تأثير كبير، وإن حماية الطفل من كافة الأفات الاجتماعية لا يمكن أن تتم من دون وعي الأهل وتعاونهما على التربية وإدراك أهمية تلك المسائل في حماية أولادهم. أمّا على صعيد المدرسة فإن للإرشاد التربوي دور هام في هذا المضمار، إن وجد وعيّن مسؤول عن الإرشاد التربوي (وهذا يتطلب رصد ميزانية وقرار من وزارة التربية والتعليم في إدراجه في المناهج التربوية)، أمّا إن لم يتوفر ذلك لسبب ما أو لآخر فإن كل من المدير والنظار والمعلمين والمعلمات دور في إرشاد واحتواء التلميذ تربويًا وإرشاده ضمن الإستطاعة بما تمليه علينا القيم والأخلاق الإنسانية والتربوية والاجتماعية والدينية. في هذا السياق، يقول أ.ي. أنّه اليوم في ظلّ انفتاح التلميذ على عالم الانترنت، ووجوده في مجتمع بأغلبه يدمن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وهو بالمحصلة يتأثر بما يشاهده ويسمعه، ثم ينقل على لسانه وبسلوكه ما يلتقطه ويتأثر به من تلك المنصات ومن أقرانه في المجتمع؛ أضحينا نخاف على الشاب كما نخاف على الفتاة؛ وخصوصًا بعدما أصبحنا نسمع عن تشريع المثلية في دول الغرب وعلى رأسهم أميركا ومحاولة هؤلاء إلى نشر وإقحام تلك الثقافة في مجتمعنا، وهذا الأمر نرفضه لأنّه لا يمت للطبيعة ولا لقيمنا ولا أخلاقنا ولا ثقافتنا ولا ديننا. ويختصر بأن الجوهر في تحصين أولادنا من كل المخاطر والآفات الاجتماعية يقوم على ركيزتين أساسيتين هما: التربية الصحيحة (بالقيم والأخلاق) والدين (بما يحمله أيضا من قيم وأخلاق). بدورها تؤكد السيّدة وسام وهب، الأستاذة بالعلوم الاجتماعية والعضو بجمعية العناية بالطفل والأم، جميع ما سبق أن أشار إليه المدير أ.ي. وتضيف "من الضروري جدًّا أن يكون هناك تنسيق بين كل من الأهل والمدرسة والمجتمع، وهذا ما تحرص عليه الجمعيات المعنية من خلال حملات التوعية التي تقوم بها من أجل حماية الطفل اجتماعيًا وفي مختلف الشؤون التي تتعلق به". وهنا السؤال عن "ماهية الآليات التي تقوم بها الجمعيات للتوعية؟" تجيب الأستاذة وسام وهب إلى أن الجميعات غالبًا ما تعمد إلى التوعية بالاعلانات من خلال وسائل الإعلام المرئي والمسموع، أو الاعلان عن طريق منصات وسائل التواصل الإجتماعي، وجميع التطبيقات والوسائل التي تصل إلى جميع أفراد المجتمع بغية تقديم النصائح والإرشادات والتوجيهات اللازمة بشكل سليم للمتلقي وخاصةً للأهل، لتوعيتهم على كيفية التعامل مع أولادهم في أي مشكلة قد يواجهونها بهدف حمايتهم منها. ومن الناحية الاجتماعية تؤكد بهذا المضمارأيضًا إلى ضرورة توعية الأهالي لأهمية إعطاء أبنائهم هامش من الثقة والأمان، وتزويدهم بالعاطفة التي يحتاجونها، لكي أوّلاً لا يبحثوا عن الأمان والثقة والعاطفة التي يفتقدونها خارج الأسرة من جهة، وثانيًا لكي لا يترددوا في التحدث معهم بأي مسألة تخصهم سواء أكان ذلك مشكلة تحدث معهم أو أمر ما شاهدوه وعرفوا عنه من خلال الانترنت، ويلزمه النصح والتوجيه والارشاد من قبل الأهل لحمايتهم من أي خطر ثقافي أو ديني أو اجتماعي أو صحي أو غيره من حهة أخرى. المصدر :أمان الأطفال |