السبت 4 شباط 2023 09:09 ص |
الحاجة وفيقة حمدون وحكاية الحرب وعدم المحاسبة |
* جنوبيات الحاجة وفيقة حمدون من بلدة قعقعية الجسر في جنوب لبنان انتقلت إلى رحمة الله تعالى قبل يومين وعمرها حوالي 85سنة قضت منها حوالي سبع وأربعين عاما لوحدها مع عائلتها بعد أن اختطف زوجها الحاج حسين عياش خلال الحرب الأهلية عام 1976عندما كان عائدا إلى منزله في النبعة بعد توقف القتال لفترة محدودة والاعلان عن نهاية الحرب وبعد أن كانت عائلته قد هجرت من النبعة من قبل الميلشيات التي هاجمت النبعة ونفذت فيها مجازر وحشية وكان الحاج حسين عياش وهو من المقربين آنذاك من المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله ومن العاملين لخدمة بلدته ومجتمعه وكان موظفا في شركة الكهرباء وقد ظن أن الحرب انتهت وأنه يستطيع العودة إلى منزله ولكن بعض المجرمين آنذاك استغلوا تلك العودة وخطفوه وقتلوه ولم يعد إلى عائلته، وترك وراءه أرملة في مقتبل العمر وعائلة من ست اولاد، اربع فتيات وشابان وكانت الحاجة وفيقة حمدون تلك الأرملة التي عكفت على تربية أولادها ورعايتهم طيلة السبع وأربعين سنة الماضية حتى أصبحوا نساء ورجال ولديهم عائلاتهم واولادهم وانتشروا في بقاع الأرض يبحثون عن لقمة العيش والحياة الكريمة. لكن ما كان يؤلم الحاجة وفيقة حمدون أنها كلما تذكرت خطف زوجها وقتله كانت تلاحظ أن هناك زعماء احزاب وميليشيات كانت تراهم في التلفزيون وهم مسؤولون عن جريمة خطف وقتل زوجها وغيره عشرات آلاف المواطنين أصبحوا قادة سياسيين ويريدون أن يحكموا البلد ويقرروا مصيره وكانت كلما ترى بعضهم تسأل: لماذا لم يحاسب هؤلاء هم جرائم الحرب؟ وكيف أصبحوا قادة البلد ومن يقرر مصيره؟
كانت الحاجة وفيقة حمدون تتألم دوما وهي تتذكر زوجها المرحوم الحاج حسين عياش وكيف خطف من بين ايديها ولم يعرف مصيره إلى اليوم وماتت قبل يومين وهي تعيش الالم على فقدانه وكان الرجاء الوحيد لها العدالة في السماء وكانت تقرأ القران دوما وتدعو الله أن ينتقم من هؤلاء المجرمين. المصدر :جنوبيات |