من العجب أنه بعدما وصل الحال بلبنان الى قعر الخوف والقهر أن يبقى متطلعاً يصفق بيديه طالباً حاجته ممن فقدوا الوطنية وأصبحوا من اشباه الرجال، و المؤسف أيضاً انه لا يعمل على ما يقاصص به الفاسدين ورجال السياسة و أصحاب البنوك ومدراء المؤسسات والتجار الذين استغلوا هذا الوضع المزري ليأكلوا اتعاب الناس ونسوا الآية الكريمة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةٌ عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا) (النساء: 29، 30).
الحالة التي وصل لها كل لبناني اليوم لم تكن الا بسبب قرارات هي في اغلبها مسيرة خارجياً من منظوري الخاص لإحداث الفتنة و الخراب، فلطالما كان لبنان وجهة هذه الدول التي هي غنية عن التعريف باسمها، ووجود أناس في السلطة باعوا ضميرهم للمال ولدول معادية للبنان بكل ما للكلمة من معنى يعتبر استغباء للشعب وغدرا به.
ورغم هذا لا كلمة ولا ثورة للشعب والأسباب التي تمنع حدوث ذلك هي في معظمها أسس وقواعد تربت في نفوس اللبنانيين بعد فترة طويلة من مختلف أنواع الفساد والتأقلم مع الطائفية والانحراف عن الإنسانية.
واعجب كيف لهذا الشعب ان يبقى طيب القلب، آملا النجاة الى حياة كريمة على أيدي لصوص محترفين، نهبوا منه كل شيء من المعنويات الى الماديات، حرفياً كل شيء ورغم كل ذلك فهو ما زال يتركهم سحابات دخان سوداء طليقة، ولو ان هذا الوضع الراهن يحصل في بلاد أخرى، لقطع الشعب رؤوسهم، هذه نفثة من اثر القهر والخوف والذل والانهيار الذي بات كفنا للبنان.
اعان الله على بلائه وانقذه من شر اوليائه.
وباتت حقيقة المشهد في لبنان طبلاً يطلق نشاء وفقراً ودموعاً ودما ويبكي الناس لكن ضارب الطبل أصم وأبكم.. يظنه تصفيقاً و ضحكاً، هذه حالنا كشعب صوت الطبل رفيقنا وضاربه لا يسمعنا فكبار المسؤولين في الدولة يرسمون خطاً إنحدارياً للبلد ليصلوا به الى الموت المحتوم، (يطبلون)... يحدثونك وكأنهم براء من تدهور الأوضاع، واتساع دائرة الكارثة التي باتت تشمل كل نواحي حياتهم اليومية، العائلية والمهنية، بعدما سقطت الأكثرية الساحقة تحت خط المعاناة والفقر!
كلما كثرة المشاكل كثرة التساؤلات والجواب دائما مبهم، لا اللبنانيون من اسئلتهم سوى صداها ويسكتون ويجلسون في بيوتهم مطاطني الرأس وكرامتهم تمسح في سيناريوهات ما خلف الستار. من يستطيع إنقاذ البلد المنكوب من كوارثه المتراكمة؟، إذا كان رب البيت بالطبل ضارب وأولاده يتمنون النجاة من جزيرة المهزلة هذه ولو بقارب، فهل هناك جواب؟ ... وأصحاب الحل والربط متهالكين عجزة... بيادق عمياء على طاولة شطرنج ليس فيها سوى السواد، بيادق لم تبصر بعد لتفقه لعبة الحياة والكرامة.
فمن هو الحاكم الفعلي؟
من يحكم لبنان؟..
يحكم لبنان أزمات سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية هي تراكم للإدارة العشوائية للبلد، ومشروع الدولة مهدد بالانهيار الشامل؛ حواجز الطائفية والحقد الطائفي يتزايد بشكل خطير الفقر والبؤس والجريمة والحواجز النفسية تتزايد بشكل هستيري، وإيجاد الحلول المناسبة لإخراج البلاد والعباد من هذا النفق المظلم يزداد ضبابية وسواداً يوماً بعد يوم، بسبب فشل كل القرارات الرسمية في الحد من تفاقم الانهيارات، بالإضافة الى ذلك فان تأخر وضع ورشة الإنقاذ على السكة الصحيحة يزيد الأوضاع تدهوراً وتعقيداً، ويحقق نبوءة الرئيس بالذهاب إلى جهنم!!!