هناك في حضرة الموت الذي يخيم على المكان، هناك حيث الأرض ألقت ما فيها وتخلت،هناك حيث الزمهرير وأصوات المستغيثين، وذاك الرجل المسكين الذي يمسك بيد إبنته المتوفاة وطفلة ولدت ولم تذق رزق والدتها التي أبت إلا أن تنقذها قبل أن تفارق الحياة، هناك حيث الطفلة التي تحمي أخاها براحتيها وتتوسل النجاة، هناك حيث أطفال فقدوا أبويهم وأباء فقدوا الأبناء والأحفاد... هناك حيث ينظر أحد الناجين الى منزله الذي بناه بعرق السنين وقد تساوى مع التراب بحسرة وأنين...
هناك قصص ومشاهدات وصور تحرق الأفئدة وتدمي العيون.
عند الشدائد والمحن تظهر نوايا الخلق وما يخفون في الصدور، كيف لشعب أن ينصر شعباً دون آخر، كيف لدول أن تنصر تركيا دون سوريا أو تنصر سوريا دون تركيا، المنكوبون من أهل البلدين هم من البشر من لحم ودم، نصرتهم حق وواجب على كل من يحمل في شرايينه الدم الحر.
عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان واليوم أهلنا في سوريا وتركيا في أكبر الشدائد والمحن، ومن يدعون الإنسانية هم اليوم في أصعب إمتحان، فإما أن يلقون التجاذبات السياسية جانباً ويقفون مع المنكوبين مساندين قولاً عملاً بقول وزارة العدل الإلهية، أو ينعقون وراء من سن قانون قيصر وخاطه وفصّله وحاكه... وعلى الرؤوس دون رحمة أو شفقة رماه.
زلزلت الأرض زلزالها والناس لا زالت تحمل أثقالها، تجاهر بها علها تستعطف رضى بعض المتصهينين الضالين عن الحق واليقين.
دقيقة واحدة، كانت كافيه لترتفع صيحات الإستغفار،
في وقت يغض النظر فيه الملحدون عما حصل من كارثه بشرية في تركيا وسوريا حيث الصفائح إحتَكَّت ببعضها فأشعلت باطن الأرض وأنفجرت،والمؤمنون يعرفون أن الله خالق كل شيء ليسَ بغافلٍ عن ما يفعلون.
سوريا الأرض التي أنهكها التعب جراء الحرب على مدى سنوات تنزف اليوم ومن جديد، تطلق صرخات الإستغاثة فهل من مجيب، وكذلك تركيا فالألم والمصاب الجلل واحد لدى الشعبين الشقيقين.
لبعض القادة ممن يكابرون ويخفقون بكبريائهم نقول "لا وقت لتصفية الحسابات ضعوا الخلافات السياسية جانباً وحرروا إنسانيتكم من الإرتهان لقيصر أو لهارون أو لفرعون...