تستعد حركة "فتح" لعقد مؤتمرها العام السابع غداً (الثلاثاء) في رام الله، لانتخاب قيادة جديدة، ورئيس للحركة ونائب له، وأعضاء للجنة المركزية والمجلس الثوري، وإعادة ترتيب البيت الفتحاوي، وتجديد شرعية المؤسّسات القيادية في الحركة للانطلاق إلى مواصلة التنسيق مع فصائل العمل الوطني الفلسطيني، والعمل على إنهاء الانقسام، وتنفيذ المصالحة الفلسطينية، التي تأخّرت لأسباب متعدّدة...
هذا فضلاً عن بحث التصوّر للمرحلة المقبلة، بما يتعلّق بتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، في ظل تعنّت حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية المتطرّفة، وبحث كافة التطورات في ظل ما يجري من أحداث في عدد من الدول العربية، وبعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية...
من أجل الوقوف على حقيقة ما يجري، التقت "اللـواء" عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" والمشرف على الساحة اللبنانية ومسؤول ملف المصالحة الوطنية عزام الأحمد، المعروف بصراحته وجرأته...
أهمية انعقاد المؤتمر
* ما أهمية انعقاد المؤتمر العام السابع لحركة "فتح" في هذه الظروف؟
- الفترة الحالية دقيقة جداً، ليس على مستوى الساحة الفلسطينية فقط، وإنما في عموم الساحات العربية والعالم.
وبالنسبة للساحة الفلسطينية، في ظل انسداد عملية السلام منذ سنوات، وتوقّف المفاوضات وفشل "اللجنة الرباعية الدولية" برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، علينا كحركة وطنية فلسطينية الإجابة على تساؤلين بشأن كيف نتصدّى للجمود في الحركة السياسية من أجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وتنفيذ حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في ظل التحرّك الفرنسي القائم حالياً، من أجل عقد مؤتمر دولي ووسائل التعامل مع هذا الوضع.
وأيضاً انسداد الطريق - حتى هذه اللحظة - في تنفيذ اتفاق المصالحة المُوقَّع بين الفصائل الفلسطينية وحركة "حماس"، حيث ما زال "هناك جمود في تنفيذ الاتفاق، كيف ننهي الانقسام حتى نستطيع أنْ ننهي الاحتلال"، هناك سؤالان هامان على "فتح"، وبصفتها القائدة للحركة الوطنية الفلسطينية أنْ تًجيب بوعي كامل، كيف ستتعامل مع هذا الواقع، وكيف تجنّد طاقاتها وطاقات الشعب الفلسطيني وطاقات "منظّمة التحرير الفلسطينية" للإجابة على هذين السؤالين.
هذا يتطلّب أيضاً "ترتيب البيت الداخلي لحركة "فتح"، وترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني وانتخاب لجنة تنفيذية جديدة لـ"منظّمة التحرير الفلسطينية"، وإنهاء الانقسام، ومن أجل ذلك لا بُدَّ من تجديد شرعية المؤسّسات القيادية في الحركة، وخاصة اللجنة المركزية والمجلس الثوري والأطر الحركية الأخرى، حتى نستطيع أنْ نتصدّى للتحديات التي تواجهنا.
وكذلك كيف نحمي أنفسنا من شدّة التمزّق التي تتعرّض لها المنطقة العربية عموماً، وكيف نحمي استقلالية قرارنا الفلسطيني المستقل، لذلك، تكمن أهمية عقد هذا المؤتمر الذي له أهمية خاصة.
"فتح" تؤمن بتواصل الأجيال
* يجري الحديث عن احتمال تغيرات جذرية في اللجنة المركزية للحركة، فما هي حقيقة ذلك؟
- حركة "فتح" تؤمن بتواصل الأجيال، وبالتالي عندما نقول نرتّب وضعنا الداخلي، لا بُدَّ أولاً من انتخاب بديل عن المراكز التي شغرت بالوفاة أو بسبب آخر، أو قلّت فعاليتهم لأسباب متعدّدة، وهناك فئات أو أخوة ما زالوا قادرين على العطاء، وترتيب أوضاعنا الداخلية، هو استحقاق قانوني.
عقد هذا المؤتمر استحق منذ أكثر من سنة، واعتادت حركة "فتح" في كل مؤتمر أن تحتفظ بعدد من قادتها، وتختار أخوة آخرين من الكادر القيادي في الحركة، ويكون هناك تواصل دائم من أجل استمرار المسيرة حتى تحقيق أهداف شعبنا الفلسطيني.
القضية ليست قضية تغيير جذري وغير جذري، لا بُدَّ من تجديد شباب القيادة، ولا بُدَّ من تواصل الأجيال بالاستفادة من خبرة الذين جُرّبوا وإضافات جديدة أيضاً، تجعل في شعار ديمومة الثورة، مُجسداً من خلال تواصل الأجيال والتجديد الدائم، وهذا ليس تعارض إنما تواصل.
منصب نائب الرئيس
* ماذا بشأن منصب نائب رئيس حركة "فتح"؟
- القانون واضح، الآن وفق النظام الداخلي، اللجنة المركزية الجديدة هي تختار رئيس الحركة، واللجنة المركزية الحالية انتخبت الرئيس "أبو مازن" في المؤتمر العام السادس رئيساً للحركة، وتم استحداث منصب نائب رئيس، الذي انتخب له الأخ محمّد غنيم "أبو ماهر"، وبالتالي لسنا بحاجة إلى استحداث منصب نائب رئيس، بل هذا جزء من النظام.
مراعاة كل القضايا
* هل ستتم مراعاة الشتات الفلسطيني في اللجنة المركزية للحركة، وهل ستكون هناك "كوتا" مخصّصة في الانتخابات لذلك، أم كما يرتئي المشاركون في المؤتمر؟
- الانتخابات سيّدة الموقف، ودائماً تراعي "فتح" في مؤتمراتها كل هذه القضايا وتأخذها في الحسبان، لذلك أعضاء اللجنة المركزية من مناطق جغرافية مختلفة من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، ومن الخارج، وأيضاً نراعي الفئات العمرية ومشاركة المرأة، وهناك نصوص في النظام الداخلي حول ذلك.
اختيار أعضاء المؤتمر
* هل أنتم مرتاحون إلى ما تمّ اختياره من أعضاء للمشاركة في المؤتمر، أم إنّ العدد يجب أنْ يكون أكثر من ذلك؟
- قضية المؤتمرات الحزبية والفصائلية ليست بحجم المؤتمر، وبتقديري نحن 1400، ومؤتمرنا الحالي أقل من عدد نصف أعضاء المؤتمر السادس.
وفق النظام الداخلي هذا تمثيل صحيح ودقيق ويغطي الجوانب التي وردت في النظام الداخلي، لكن ليس معنى ذلك أنّ الذين لم يحضروا المؤتمر غير مؤهّلين.
وبتقديري يوجد قادة مؤهّلون لن يشاركوا في هذا المؤتمر لأنهم خارج النظام الداخلي، وربما يكونون أكثر كفاءة من أعضاء في المؤتمر، لكن هذه سُنّة العمل السياسي، عدد أعضاء "الحزب الشيوعي الصيني" 80 مليوناً، وعدد أعضاء مؤتمره لا يصل إلى 2500 عضو، وبالتالي القضية ليست قضية أعداد، إنما هي تمثيل وفق النظام الداخلي.
* تحدّث الرئيس محمود عباس عن أنّ هناك معلومات بشأن اغتيال الرئيس ياسر عرفات، فما هي معلوماتكم بشأن ذلك؟
- الرئيس "أبو مازن" لديه تحليلات، وأعلن في خطابه عن أنّه ليس هو مَنْ يقول الكلمة الفاصلة، بل لجنة التحقيق، التي لم تنتهِ من أعمالها، لذلك لم ينطق بأي إسم، لكن حتى الآن هي توقعات وتحليل، والمعلومات الدقيقة تأتي من لجنة التحقيق التي عليها أنْ تقدّم ما لديها إلى اللجنة المركزية، وهي تعرف كيف تتعامل.
الساحة الفلسطينية في لبنان
* ماذا يمكن أنْ يلحظ المؤتمر بالنسبة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، في ظل ظروفهم الحالية؟
- لقد تمّ التعامل مع الساحة الفلسطينية في لبنان، بشكل مغاير عن التعامل مع الأقاليم في الخارج، التواجد الفتحاوي قوي جداً، وكبير في مخيّمات لبنان، وهناك مؤسّسات تقوم بخدمة أبناء شعبنا الفلسطيني، لذلك ساحة لبنان مثلها مثل الساحات الأساسية من ساحات الوطن، وبالتالي عندما نقول اللاجئين، نلتفت مباشرة إلى مخيّمات عين الحلوة والرشيدية ونهر البارد، وعنوان قضية اللاجئين هي مخيّمات لبنان، وبالتالي لهم رعاية ومعاملة خاصة مثلهم مثل الساحات الأساسية في الوطن.
* ...وبشأن سوريا؟
- ظروف التواجد الفلسطيني في سوريا تختلف عن التواجد الفلسطيني في لبنان، لكن بحجم اللاجئين، تُعتبر سوريا ربما رقم 2 بعد الأردن، لكن الآن اللاجئين في سوريا يعانون معاناة شديدة، نتيجة الأوضاع الداخلية هناك، ما انعكس على مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين، لذلك هم مثّلوا في المؤتمر بحجم أكبر من ساحات أخرى.