يكتسب الحوار مع أمين سر اللجنة التنفيذية لـ»منظّمة التحرير الفلسطينية» وعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الدكتور صائب عريقات، أهمية خاصة وتحديداً في ظل الهجمة الصهيونية الشرسة ضد الفلسطينيين، واستمرار حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرّف برئاسة بنيامين نتنياهو بمواصلة الاعتداءات وبناء المستوطنات وإصدار قرارات تعسفية بسرقة الأراضي والقيام بـ»ترانسفير» للفلسطينيين المتواجدين داخل المناطق المحتلة منذ العام 1948، أو تهويد المدينة المقدّسة، ورفض تنفيذ القرارات الدولية، وفي طليعتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف...
يتشعّب الحوار مع «كبير المفاوضين الفلسطينيين»، خاصة في ما يتعلق بملف المفاوضات المتعثّر بفعل الهروب الصهيوني من الالتزام بالاتفاقات، وأيضاً في ظل ما يجري في أكثر من بلد عربي، وما ينتظر القضية الفلسطينية وتحديداً في عهد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، وكيف ستكون إدارة «الجمهوريين» لهذا الملف، وهل ستتمايز عن إدارة «الديمقراطيين» في عهد باراك أوباما؟...
«اللـواء» وقفت على آراء الدكتور عريقات خلال حوار أجرته في المنامة، خلال زيارته الرسمية التي كان يقوم بها إلى مملكة البحرين...
وفي ما يلي نص الحوار مع الدكتور عريقات..
مَنْ يخدم أكثر .. يحكم
{ كيف تقيّمون ما يجري في عالمنا العربي، وما هي الخطوات الواجب اتخاذها لمواكبة التطوّرات عالمياً وتحصين الساحة الداخلية؟
- ما يشهده العالم العربي قد يستمر لعقود، ولم يعد الأمر لنا أو علينا لتحديد ماذا نريد، فقد اختلف العصر علينا، بدخول تكنولوجيا الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، فلم يعد العالم كما كان عليه قبل 10 سنوات بل أصبح متواصلاً، كما أصبح المشاهد العربي يتابع الأحداث العالم، ولم يعد قادراً على أنْ يرى الأمور بعين حاكمه، أو يسمع بإذن حاكمه أو يتحدّث بلسانه، وهذه المشاركة وفقاً لمقتضياتنا ولمصالحنا.
علينا أنْ نقرّر طبيعة هذه المشاركة، وأنْ نؤسّس لقواعد وطنية في كل بلد عربي، فالإنسان الوطني بمقدار ما يقدّمه من خدمات لنهوض واستقرار ورقي بلده يثبت وطنيته، وذلك هو الانتماء إلى البلد، لأنّ الأحزاب السياسية ليست موضة تقوم على أساس انتماء مذهبي أو ديني، بل تقوم في الدول لخدمة البرامج الاجتماعية والسياسية والتعليمية والاقتصادية، ومَنْ يخدم أكثر يحصل على الأصوات أكثر ويحكم.
أما أنْ تكون حراكاتنا السياسية مرهونة بشعارات الولاءات هنا وهناك، فهذا هو الدمار، ولقد آن الأوان لمثقفينا وجامعاتنا وكتّابنا أنْ نسمّي الأشياء بأسمائها، هذا إذا ما أردنا أنْ نتحرّك ونسيطر على النار الهائجة، فنحن أمام مفترق في غاية الخطورة وتحديداته تعود لنا.
فلسطين عائدة
{ أين موقع فلسطين من كل ما يجري في المنطقة والعالم؟
- فلسطين عائدة إلى الخارطة، رغم أنّ هناك مقاومة عنيفة جداً من قِبل حكومة بنيامين نتنياهو لهذا الأمر، لا لشيء إلا لاستدراكات في طبيعة الفكر، بأنّ هذا الصراع يجب أنْ يكون صراعاً دينياً لأنّ دولتهم كلها قائمة على الدين، فلسطين ستعود، وأميركا وروسيا وأوروبا وأشقاؤنا العرب يدركون أنّها مركز الأمن والسلام والاستقرار في هذه المنطقة، فنحن لا نتدخّل ولن نتدخّل في شؤون أحد، وهذا الدرس الأساسي الذي تعلّمناه بعد سيل التجارب التي مررنا بها.
سيحاول نتنياهو ما باستطاعته لمنع إعادة فلسطين إلى الخارطة، وهناك مَنْ يعتقد في عالمنا العربي بأنّ إسرائيل تسيطر على أميركا، بينما في الحقيقة إسرائيل دولة وظيفية يتم استخدامها من قِبل الإدارة الأميركية، والمحطات في هذا الموضوع متعدّدة.
الدولة الفلسطينية وقطاع غزّة
{ ... وما هي تداعيات ما يجري في العالم العربي على القضية الفلسطينية؟
- كانت القضية الفلسطينية في فترة من الفترات، قضية كل عاصمة عربية، واليوم كل عاصمة عربية لديها قضايا وهموم كثيرة، لكن لم تغب القضية الفلسطينية عن العرب، فهي الأساس، وترتيب البيت الفلسطيني يتم عبر المؤسّسات الفلسطينية الحزبية والفصائلية والديمقراطية، ويبدأ وينتهي هذا الترتيب بموافقة «حماس» على العودة إلى الشرعية الفلسطينية.
وتشكّل مصر البلد المحوري في المصالحة الفلسطينية، والآن هناك خلافات بين «حماس» ومصر، ويقوم والأشقاء في قطر بدور من أجل تحقيق المصالح، لكن ليس على حساب مصر.
وأريد أنْ أنبّه وأحذّر وأردّد بشأن واقع ومسؤولية قطاع غزّة «المحتل» - هناك بعض الأصوات القاصرة التي تقول بأنّ قطاع غزّة قد تحرّر، لكنه لم يُحرّر، وفق توصيف «محكمة العدل الدولية»، الذي تعتبر أنّه «إذا ما انسحبت سلطة الاحتلال من الإقليم المحتل بالكامل، وبعد استكمال انسحابها إلى خارج حدود الإقليم، وهدّدت شفوياً بإعادة الاحتلال، يُعتبر الإقليم محتل لمجرد التهديد» - وهذا ما ينطبق على قطاع غزّة المحاصر من قِبل إسرائيل برّاً وبحراً وجوّاً، ويُحارَب أبناؤه البالغ عددهم أكثر من مليون و700 ألف بغذائهم ودوائهم ووقودهم، فقطاع غزّة مثل الضفة الغربية والقدس، هي مسؤولية سلطة الاحتلال الإسرائيلي، التي تحاول بكل جهدها أنْ تدفع المسؤولية إلى مصر، هذا محرّم، وأوكد مجدّداً أنّه لا دولة فلسطينية دون قطاع غزّة، ولا دولة فلسطينية في قطاع غزة.
هذه مسؤولية احتلال، ويجب أنْ تبقى مسؤولية احتلال، وكل فك للارتباط الذي صنعه أرييل شارون في قطاع غزّة كان هدفه ضرب المشروع الوطني الفلسطيني.
المفاوضات المتعثّرة
{ ماذا بشأن المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، ولماذا لم تثمر؟
- إسرائيل هي التي أوقفت المفاوضات الثنائية في 23 نيسان 2014، وهي التي أحبطت جهود الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري في التوصّل إلى اتفاق إطار، وبإقرارهما.
إسرائيل هي التي ترفض مبادرة السلام الفرنسية، وهي التي رفضت دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأنّ بنيامين نتنياهو يعتقد بأنّه يجب استبدال لغة المفاوضات بالإملاءات، وبالتالي إسرائيل هي ضد المفاوضات، وضد السلام، ولديها قوّة عسكرية، لكن هناك ثلاثة خيارات لا رابع لها، وهي:
- أولاً: دولتان على حدود 1967، دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام، وهذا ما وافقنا عليه.
- ثانياً: نحن كفلسطينيين عبر التاريخ لم نكن عنصريين، ونقول دائماً بصوت مرتفع بأنّ اليهودية ليست خطراً علينا، دولة واحدة من النهر إلى البحر، دولة ديمقراطية علمانية، فيها صوت لكل مواطن من مواطنيها - بغض النظر عن دينه، نحن جاهزون، لأنّ اليوم مَنْ يسكن من نهر الأردن إلى البحر المتوسط يشكّلون 51% من العرب و49% يهود، وأوكد أنّ لا أحد منهم سيغيّر ديانته ويصبح يهودياً.
- ثالثاً: دولة بنظامين، وبالتالي نحن نعزّز بقاءنا وصمودنا ونبني مؤسّساتنا، ونقوّي جامعاتنا وحقول عملنا، لأنّ كل شيء نقوم فيه هو مقاومة وصمود، هذا البقاء عند المخطّط الصهيوني كان أنْ تغيب هذه الأرض، وألا نكون على هذه الأرض، وبالتالي وبصوت مرتفع نقول إلى العالم أجمع: نحن نسعى إلى السلام، ونريد السلام، وهو خيار استراتيجي للفلسطينيين والعرب، ولكن كما قالت المملكة العربية السعودية سلامنا لن يكون استسلاماً.
محاور التدخّلات بفلسطين
{ كيف تنظرون إلى تدخّل دول عربية وإسلامية ودولية بالشأن الفلسطيني؟
- أي عربي أو مسلم تجد أنّ القضية الفلسطينية جزء لا يتجزّأ من مكوّنات تفكيره، وهذا أمر موجود في إيران وفي أي مكان آخر، لكن هذا لا يعني لأي شخص الحق بالتدخّل في الشؤون الداخلية الفلسطينية أو غيرها، فهذه خصوصية لأهل البلد.
ومن هذا المنطلق، إيران دولة إسلامية في المنطقة، ونأمل منها التركيز على إعادة فلسطين إلى الخارطة، وبذل كل جهد ممكن لتحقيق هذا الأمر، أما التدخّل عبر دعم هذا الفصيل أو ذاك، فهذا مرفوض، ونحن كعرب حوّلنا «منظّمة التحرير الفلسطينية» في فترة من الفترات إلى جامعة دول عربية مصغّرة، فهناك دول وهنا فصائل، والقضية الفلسطينية كبيرة جداً، وربنا سبحانه وتعالى كان بإمكانه أنْ يعرج بسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى السماء من مكة أو المدينة، لكنه اختار القدس بأنْ تكون بوابة السماء الوحيدة على الأرض، ففلسطين والقدس أهم عواصم العالم العربي والإسلامي، والقدس وفلسطين لن تُقدّم قرابين في محاور سياسية في هذه المنطقة، فمَنْ يريد أنْ يقدّم خدمة لفلسطين، عليه ألا يستغل قضيتها، وهو ما ندركه تماماً كأبناء الشعب الفلسطيني، ذي الطاقة البسيطة، الذي يواجه المحتل الإسرائيلي، ويعمل على إعادة بلاده إلى الخارطة، لذلك نأمل أنْ يعمل الجميع على إعادة فلسطين إلى الخارطة، وليس فقط استغلال فلسطين للإثنيات والشعارات.
زلزال انتخاب ترامب
{ كيف تنظرون إلى انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على رأس الولايات المتحدة الأميركية، وما هو انعكاس ذلك على القضية الفلسطينية والمنطقة؟
- انتخاب ترامب سيشكّل زلزالاً في نسيج أميركا الداخلي، وسيجعل من جبالها ودياناً والعكس صحيح، لكن مشاكل المنطقة ستبقى كما هي، فهذا يعتمد على قراءة ترامب وفريقه لكيفية خدمة المصالح الأميركية في المنطقة.
لكن ما حصل في نتائج انتخابات ترامب، يدعونا للنظر خلال السنوات الثلاث المقبلة في فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، وعموم أوروبا، لرؤية اليمين وصعوده، لا أريد أنْ أدخل في تفاصيل ما يحدث في أميركا الآن، وهذه قراءات جدية نحن كفريق فلسطيني سندرس المسائل، وسنتواصل مع فريق ترامب، لكن في نهاية المطاف، ما سيحرّك ترامب هو مصالح بلاده، ومن هنا فإنّ أدبيات الحزبين الجمهوري والديمقراطي أنّ إقامة الدولة الفلسطينية، مصلحة وطنية أميركية عليا لن تتغير.
ونحن كدولة فلسطينية نتأثّر بالمحيط الذي نقع فيه، ولا نستطيع أنْ نعزل فلسطين في بوتقتها السياسية عن واقعها العربي الجغرافي والسياسي والاقتصادي والديني والاجتماعي والفكري، أنا عربي جزء من هذه الأمة، وعمودي الفقري عروبتي وليس فلسطينيتي، وهذا لا يمنع أنّ فلسطينيتنا في موقع متقدم.
في نهاية المطاف إسرائيل جزء من الحياة السياسية الأميركية، وتتقن لعبة المصالح جيداً، فهي دولة وظيفية بأجر، لتنفيذ ما تريده أميركا في العالم أجمع، وبالتالي الفكر الصهيوني خلال المئة عام الأخيرة مرّ بالعديد من المراحل.
متمسّكون بالمبادرة العربية
ونحن نتمسّك بمبادرة السلام العربية، وهي أهم وثيقة استراتيجية خرجت عن العرب منذ العام 1948، وقد صاغها الأشقاء في المملكة العربية السعودية باقتدار وبصوت مرتفع، نريد السلام ونسعى إليه، لكن سلامنا كعرب لن يكون بأي ثمن، سلامنا يكون على أساس دولة فلسطين المستقلة، عاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، وانسحاب المحتل الإسرائيلي من الجولان العربي السوري المحتل، وما تبقّى من أراضٍ لبنانية محتلة، وحق العودة للاجئين وفقاً للقرار الأممي 194، وعندما تنجز إسرائيل ذلك، قالت مبادرة السلام العربية بأنّه سيُصار إلى علاقات، ولكن ليس قبل ذلك، وعليه نرجو من كل العرب بأن يتمسّكوا بالمبادرة وألا تُقلب من الألف إلى الياء، فتصبح من الياء إلى الألف، لأن هناك أصواتاً تقول إذا طبّع العرب مع إسرائيل، يصبح من الأسهل أن تنسحب، ونحن نقول لا، والدبلوماسية السعودية وضعت النقاط على الحروف في مبادرتها التي أجمع عليها العرب في قمة بيروت في العام 2002، فلنحافظ عليها.
{ هل تتوقّعون أي إجراءات تصعيدية من ترامب وفريقه ضد القضية الفلسطينية؟
- لا أعتقد ذلك، ولا أعتقد بأنّه سينقل السفارة الأميركية إلى القدس، كما لا أعتقد بأنّه سيدعم الاستيطان، فالموقف الأميركي موقف تحدّده مصالحها، ومصالحها تتطلب إقامة دولتين، كما أكد «الحزب الجمهوري» سابقاً.
{ هل سيغامر الموقف الإسرائيلي بأي خطوات لإحراج الأميركي؟
- الحكومات الإسرائيلية التي رافقت الرئيس باراك أوباما طوال 8 سنوات، هي حكومة من المستوطنين وبالمستوطنين وللمستوطنين، وهي حكومة ستكثّف الاستيطان، وتريد تدمير خيار الدولتين، واستبداله بدولة بنظامين، وهذا لن ينجح لأنّه يخلق حقّاً وينشئ التزاماً.
المبادرة الفرنسية
{ ...وماذا بشأن المبادرة الفرنسية وهل هناك إمكانية لنجاحها؟
- فرنسا أيضاً دولة تواجه إرهاباً قاسياً، ورئيس هذه الدولة خلال اللقاء مع الرئيس «أبو مازن» العام الماضي، أكد أنّه مقتنع بأنّ هزيمة الإرهاب لن تتأتى إلا من خلال إقامة دولة فلسطين المستقلة في المنطقة، وبالتالي جاءت الفكرة الفرنسية لإقامة مؤتمر دولي للسلام في المنطقة، وأوّل مَنْ أيّد هذه الفكرة ودعمها كان الرئيس «أبو مازن»، ونحن نقول بأنّه الآن لا فكرة مطروحة على الطاولة إلا المبادرة الفرنسية.
اليوم هناك غرفة عمليات مشتركة بين موسكو وتل أبيب بخصوص الوضع في سوريا، كما هناك غرفة عمليات مشتركة بين روسيا وإيران، وهناك تنسيق بين الدول وفقاً للمصالح، ونتنياهو من أجل تخطّي المبادرة الفرنسية لجأ إلى بوتين، وجعله يطبّع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وطرح عليه فكرة تجاوز فرنسا، وتمت دعوة الرئيس «أبو مازن» إلى موسكو من أجل الاجتماع به، وعلى الأثر ردَّ الرئيس «أبو مازن» انطلاقاً من حكمته وبُعد نظره، بأنّ هناك سفارة لفلسطين في موسكو منذ العام 1988، وموسكو لم تخذلنا في أي صوت بمختلف المواقف الدولية، وأنا موافق على اللقاء المباشر، ولكن نتنياهو لن يأتي...
وبالفعل حدّد بوتين اللقاء يوم 8 أيلول الماضي، ويوم 6 منه جاء المبعوث الخاص للرئيس الروسي بشأن الشرق الأوسط وأفريقيا ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، والتقى نتنياهو، ومن ثم جاء إلى رام الله، وكنت قد حجزت للسفر إلى موسكو بتاريخ 7 أيلول، فإذا ببوغدانوف يقول: «طلب منّي نتنياهو أنْ نؤجّل اللقاء».
في النهاية صنّاع القرار عندما يتّخذون قرارات غريبة على شعوبهم وقياداتهم هناك قراءات دقيقة للمصالح، والعرب في قمة نواكشوط في موريتانيا الأخيرة وافقوا بالإجماع على المبادرة الفرنسية.
وهنا نتساءل هل إعادة فلسطين إلى الخارطة السياسية في مصلحة حركة «حماس» أم لا؟، فإنْ كانت هناك مصلحة لإعادة فلسطين إلى الخارطة السياسية، يجب أنْ يُصار إلى قبول إزالة أسباب الانقسام، وتحقيق حكومة الوحدة الوطنية بمكوّناتها (حماس وفتح والجبهة وكل فصائل العمل السياسي)، ومن ثم نعود إلى صناديق الاقتراع بانتخابات حرّة ونزيهة، ومباشرة، والدليل على أنّ حركة «فتح» خسرت انتخابات في العام 2006، وأقرينا بذلك، وجرى تسليم السلطة إلى حركة «حماس»، والشعب الفلسطيني يعرف مبدأ تداول السلطة ومعتاد على ذلك وسيستمر.
ترسيخ إقامة دولة فلسطينية
{ كيف يمكن ترسيخ إقامة دولة فلسطينية؟
- بداية يجب تجفيف مستنقع الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطين المستقلة، وهنا الجزئية التي علينا عبرها أنْ نزيل أسباب الانقسام، إذا ما أردنا أنْ تكون فلسطين على الخارطة، وأرجو أنْ يكون هذا الأمر في مصلحة الجميع لأنّ عكسه سيكون خطأ استراتيجياً.
{ ما هي الكلمة التي تود أنْ توجّهها في ختام هذا اللقاء؟
- أود أنْ أوكد للجميع أنّنا كأبناء الشعب الفلسطيني، لم نولد إلا لغرض إعادة فلسطين وعاصمتها القدس إلى خارطة الجغرافيا، ولا معنى بأنْ تكون فلسطين دون أنْ تكون القدس عاصمة لها، وكنّا دائماً الجسر الذي امتد بين الحضارات والشعوب وصولاً إلى الأمن والتسامح والتواصل والتبادل.
وسنستمر في بناء مؤسّسات دولتنا في كل مجالات الدولة العصرية، دولة الديمقراطية، والجميع يدرك أنّ هذه المنطقة إنْ أرادت فعلاً أنْ تدخل إلى دوائر الأمن والسلام والاستقرار، فلا مجال إلا بإعادة فلسطين إلى خارطة الجغرافيا.
ورغم صمت المجتمع الدولي وعجزه عن لجم إسرائيل، إلا أنّنا ما زلنا نبذل الجهود لعقد مؤتمر دولي للسلام لإنهاء الاحتلال ضمن سقف زمني محدد، ووضع آليات للتنفيذ والمتابعة بمرجعيات القانون الدولي والشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بالتزامن مع استكمال المشاورات مع جميع الأطراف للتوجه إلى «مجلس الأمن الدولي» للحصول على قرار إدانة ووقف الاستيطان الاستعماري غير المشروع، وإعلان فلسطين دولة كاملة العضوية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
ونأمل بعد إنجاز حركة «فتح» عقد مؤتمرها السابع، انطلاق العمل لتجديد شرعية المؤسّسات الفلسطينية في المجلس الوطني الفلسطيني واللجنة التنفيذية لـ«منظّمة التحرير الفلسطينية» وانتخابات رئاسية وتشريعية فلسطينية.