أوقات صعبة يعيشها اللبنانيون منذ وقوع الزلزال الذي ضرب جنوب شرقي تركيا وشمال سوريا في 6 شباط المنصرم, ومع وقوع زلزال جديد يوم أمس الإثنين في المنطقة ذاتها, شعر اللبنانيون بهزّة أرضية قوية أرعبتهم من جديد فهرع بعضهم إلى الشوارع خوفاً من انهيار المباني.

ويعد الشعور بالفزع والخوف الشديد عند التعرض للزلازل أمرًا طبيعيًا وغالبًا ما يتلاشى هذا الشعور تدريجيًا بمرور الوقت مع الإحساس بالأمان وإدراك النجاة من الكارثة. فبماذا ينصح علماء النفس المواطنين لتجاوز الآثار النفسية؟

في هذا الإطار, أكّدت الدكتورة دنيز أبي راشد, لـ “ليبانون ديبايت”, أن “الخوف أمرٌ طبيعيٌ لأن ما نمر به هو صدمة تحدّدها ثلاثة عوامل تجتمع معًا فيعيش من خلالها المواطن فعل الصدمة”.

وأضافت, “العامل الأوّل هو العامل المفاجئ, فالمواطن لم يكن جاهزاً, أما العامل الثاني فهو التهديد المباشر للحياة, والثالث عدم قدرة المواطن على السيطرة”.

وتابعت, “هذه العوامل تشكّل صدمة نمرّ بها خلال الهزات ومن الطبيعي أن نعيش الخوف وخصوصاً أن الهزات تتكرر وهو ما يولّد قلقًا وجوديًا”.

وشدّدت على أنه “من الضروري أن يتقبّل المواطن حالة الخوف التي يمّر بها ولا يمكنه التعالي على خوفه وعليه أن يقتنع بأنه لا يمكنه السيطرة على الموضوع, ولكن الأمر يعود إلى قدرة كل شخص على تكييف نفسه مع الوضع ليشعر بالارتياح”.

ونصحت أبي راشد, بأن “يتحدّث كل مواطن عن حالة الخوف التي شعر بها وأن لا يكبتها داخله لأن المشاركة في الموضوع مع محيطيه أمرٌ ضروري ويؤدي إلى الراحة النفسية”.