يعيش ابناء مدينة صيدا والجوار حالة هلع وخوف بعد زلزال تركيا وسوريا، وحيث ان ابناء المدينة ما زالوا يتذكرون غبار زلزال 1956 حيث دمّر حيّ «رجال الأربعين» المطلّ على بحر صيدا الجنوبي، ويعود الحديث عن ابنية للسقوط.
وتوجد عشرات منازل متصدّعة وهي معرّضة للانهيار بعد تساقط أجزاء منها بين الحين والآخر.
وخلال جولتنا على طول الواجهة البحرية للمدينة، حيث تظهر المنازل المتصدّعة معلّقة فوق بعضها البعض، ما بين خان الإفرنج وحي رجال الأربعين. في منازل اخلتها البلديات السابقة، ومنها ما هدم خلال إنشاء حديقة الشيخ زايد خوفاً من انهياره عليها، لكن مازال القسم الأكبر من الحي قاطنوه موجودون في منازلهم رغم التحذيرات.
اما في ساحة ضهر المير يعاني منزل ماهر ألماس المؤلف من ثلاث طبقات الى تصدعات كبيرة وخصوصا في فصل الشتاء خاصة بعدما انهمرت المياه من سقوف الغرف. .. فوضع أثاثه في وسط آخر الغرف، محاطاً بالبراميل التي تتساقط فيها المياه.
وقال بحسرة: للأسف نحن نحمل مظلات لدى التنقل بين الغرف، وقد تآكلت طبقة الزفت التي فرشها على السطح لمنع «النش» وظهرت قضبان الحديد المهترئة على السطح ومن سقوف الغرف وأعمدة الجدران. اننا نعيش في بيوت في اي لحظة تتساقط على رؤوسنا .
وفي محلة البوابة الفوقا في مطلع كانون الأول الماضي، علقت بلدية صيدا لافتة على واجهة مبنى تقول: «هذا المبنى القائم على العقار 1089 متصدّع وآيل إلى السقوط. يطلب من جميع قاطنيه إخلاؤه فوراً». هذا الإشعار الذي سبق زلزال تركيا وسوريا بشهرين، لم يكن الأول. مرات عدة، وجّهت البلدية إنذاراً لسكان مبنى «بدير وحمدان» لإخلائه بعد ثبوت خطورته. تقييم الدائرة الهندسية في بلدية صيدا، دعمه تقييم مماثل أجرته شركة «خطيب وعلمي» بتكليف من الهيئة العليا للإغاثة عام 2018. وسبب تصدّعه، تعرّضه للقصف خلال الاجتياح الإسرائيلي، ثم ازدادت تصدّعاته مع مرور الزمن.
للاسف ورغم منح السكان مبالغ مالية بدل إيجار تكفيهم لمدة ستة أشهر الا انهم عادوا الى المبني ولم يبالوا بالمخاطر.
مد وجزر
فيما شهدت قلعة صيدا البحرية تراجع مياه البحر بشكل ملحوظ وقد أثار هذا الموضوع خوف المواطنين لحصول تسونامي وأن تكون هذه الظاهرة بمثابة انذار.. وخاصة انه تم تسجيل عدة هزات ارضية في الايام الماضية شعر فيها الاهالي في مختلف المناطق اللبنانية .
فيما نشط المواطنون في صيدا على مواقع التواصل الاجتماعي بتداول صور للقلعة البحرية وقد بدا محيطها قاحلا، مما دفع بالبعض الى التعليق على الموضوع بأن قلعة صيدا البحرية اصبحت برية .
في المقابل فإن أهل العلم والاختصاص اكدوا ان ظاهرة تراجع مياه البحر هذا العام، هي ظاهرة طبيعية مرتبطة بعملية المد والجزر وتموضع الكواكب، سيما قرب الشمس والقمر من الارض .
مدير المركز الوطني لعلوم البحار التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور ميلاد فخري قال:«ان ما يشاهده اللبنانيون من تراجع مياه البحر هو ظاهرة طبيعية مرتبطة بعملية المد والجزر وتحصل على مدار العام وان الامر غير مرتبط نهائيا بموضوع الزلازل والهزات في المنطقة ، الا ان هذه السنة بدت واضحة للعيان وأقوى نتيجة عدة عوامل، سيما الضغط الجوي المرتفع المسيطر على حوض البحر الابيض المتوسط وتموضع حركة الكواكب وحالة كوكبي الشمس والقمر وقربهما من الارض وعامل الجاذبية.