ليس هناك طريقة أبشع ممّا يُعامل بها شعب بأكمله تحت خطّ الفقر، ومنتهى القهر، والخذلان، والقمع، والاستبداد، وإهدار الحقوق، وسرقة المال العام.
شعب بأكمله يتهاوى أمام مرأى سلطة الكيد والقهر والإذلال ومسمعها.
مسؤول لا يرفّ له جفن وهو يرى شعبًا بأكمله يُنحر عند أعتاب الموت في أي لحظة.
شعب بأكمله يُدمَّر بشكل دراماتيكيّ يحاكي نزعة النكد عند بعضهم، وكأنّ الحياة توقّفت عند مشيئة الجلّاد الذي لا يرعوي عن فعل المنكرات، حتّى ولو أدّى هذا الفعل إلى إبادة شعب بأكمله.
نعم، الشعبُ اللبنانيُّ المسكينُ يتعرّضُ لإبادةٍ جماعيّةٍ: لا طعامَ، لا ماء، لا كهرباء، لا طبابةَ، لا علمَ، لا مقوّمات حياتيّة، وغير ذلك الكثير...
وعلى الرغمِ ممّا ذُكرَ يُطلبُ من هذا الشعب الصمودُ!
والغريب أنّ البعض يريد التقليد الأعمى ولا يزال يجاهر بمحبّته للزعيم تحت شعار: "حبّ زعيمك... ولو سحبَ "زلاعيمك"!
إنّها إبادة جماعيّة، بإحساس المتخاذل، وسكوت المتكاسل، وصمت العامل...
وإذا ظللنا نضحك على أنفسنا بحبّ الزعامات، والمقامات، والشعارات الطنّانة والرنّانة... فإنّنا وللأسف الشديد سنبقى نعيش البلاء، وغضب السماء، وحرمان الماء، وانعدام مقوّمات الحياة، والموت الآتي من عهر السّاسة، ونقيع السّياسة..
وعلى الدّنيا السّلامُ..